مرشحا «ترامب» لوزارة الدفاع و«سي آي إي» يتشددان مع روسيا وإيران

السبت 14 يناير 2017 10:01 ص

اتخذ «جيمس ماتيس» و«مايك بومبيو»، مرشحا الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» لحقيبة الدفاع ورئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي)، مواقف مغايرة لـ«ترامب» في مسائل جوهرية، بينها دور الاستخبارات الأمريكية، والسياسة التي تنتهجها روسيا.

وأكد «بومبيو» ضرورة مواجهة روسيا، ووصف إيران بـ«دولة قيادية في رعاية الإرهاب»، فيما أعلن «ماتيس» التزامه الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست، مشددا في الوقت ذاته على وجوب الرد على خروقها الباليستية.

واتهم «ماتيس» الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بالسعي الى «تفكيك» الحلف الأطلسي، داعيا إلى «ترميم» التحالف مع الدول العربية.

وانقطع التيار الكهربائي، في بداية مثول «بومبيو» أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، حين سأله السيناتور «مارك ورنر» عن القرصنة الروسية، ما أثار تكهنات حول دور موسكو في ذلك، علما أن اللجنة أكدت لاحقا أن الانقطاع سببه «تقني».

وحدد «بومبيو» ستة تهديدات تواجهها الولايات المتحدة، اثنان منها في الشرق الأوسط، وقال إن «سوريا دولة فاشلة وأسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الواحد والعشرين»، مضيفاً أن الأزمة «أدت الى تفاقم التطرف والمذهبية وعدم الاستقرار في المنطقة وأوروبا، وإلى أسوأ أزمة للاجئين في التاريخ الحديث».

إيران وتهديدات أخرى

أما التهديد الثاني فهو إيران التي اعتبرها «دولة قيادية في رعاية الإرهاب»، لافتا إلى أنها «استقرت وباتت لاعبا أكثر جرأة وتخريباً في الشرق الأوسط، وتثير تشنجا مع حلفائنا السنة».

وأضاف: «فيما عارضت الاتفاق مع إيران، نائبا في الكونغرس، إذا صودق على تعييني، سيتغيّر دوري (في الاستخبارات)».

والتهديدات الأخرى هي روسيا التي رأى «بومبيو» أنها باتت «أكثر عدوانية وتغزو أوكرانيا وتحتلها، وتهدد أوروبا ولا تفعل شيئاً تقريباً للمساعدة في تدمير داعش».

ونبه الى تهديد الصين و«توسيع رقعتها العسكرية وتماديها الاقتصادي إلى جنوب بحر الصين وشرقه»، كما ذكر كوريا الشمالية وخطر القرصنة الإلكترونية، ضمن التهديدات.

وزاد: «سأقود الوكالة لتتابع بقوة عمليات جمع (معلومات)، ولضمان تحلي المحللين بوقت وفضاء سياسي وموارد لازمة، لاتخاذ أحكام موضوعية ومتينة».

ولفت إلى أن الوكالة لا تتخذ قرارات سياسية حيال أي بلد، وزاد: «كيفية التعامل مع روسيا هي قرار سياسي، ولكن سيكون ضرورياً أن تزود الوكالة واضعي السياسات معلومات استخباراتية دقيقة، وتحليلا واضح الرؤية عن النشاطات الروسية».

وتشابه توصيف «ماتيس»، خلال مثوله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، للدور الروسي في العالم، بقوله: «علينا الإقرار بأن السيد بوتين يسعى إلى تفكيك الحلف الأطلسي، وعلينا اتخاذ خطوات ديبلوماسية واقتصادية وعسكرية، وخطوات على مستوى التحالفات، للدفاع عن أنفسنا حيث يستدعي الأمر، .. التاريخ واضح،.. الأمم التي لديها حلفاء أقوياء تزدهر، والأخرى تذبل».

وأعرب عن «تأييده رغبة ترامب في الحوار مع روسيا»، مستدركاً بالقول ان موسكو «اختارت ان تكون منافساً استراتيجياً للولايات المتحدة»، ومتحدثاً عن تقلّص آفاق التعاون بين الجانبين.

وزاد: «يجب ان تكون الولايات المتحدة قادرة على مواجهة (روسيا)، وعلى الدفاع عن نفسها في حال كانت مصالحها مهددة». وسُئل عن التهديدات الأساسية لمصالح الولايات المتحدة، فأجاب أنها «تبدأ بروسيا».

وأكد أن لديه «ثقة عالية جداً» بوكالات الاستخبارات الأمريكية، وقال: «طيلة سنوات خدمتي في الجيش، أقمت علاقة وثيقة (مع وكالات الاستخبارات) وتمكّنت من تقويم فاعليتها، في شكل يومي أحياناً».

ودعا إلى وضع حدود واضحة في الفضاء الإلكتروني، بحيث يدرك خصوم محتملون ما الذي لن تتسامح واشنطن في شأنه.

ورأى «ماتيس» «وجوب التعاون مع الصين حين يكون الأمر ممكناً، لكن ايضاً الاستعداد للتصدي لها، في حال حصول تصرّف غير ملائم».

ونبّه الى أن النظام العالمي يواجه «أضخم هجوم منذ الحرب العالمية الثانية»، محمّلا روسيا والصين وتنظيمات إرهابية دولية مسؤولية اتجاهات وممارسات مزعزعة للاستقرار.

وأكد أن «على الولايات المتحدة أن تلتزم الاتفاق النووي مع إيران»، ما لم تخرقه، مستدركاً بوجوب التطرّق الى انتهاكاتها، خصوصاً في «برنامجها للصواريخ الباليستية».

ومنحت لجنة القوات المسلحة «ماتيس» إذنا خاصاً للخدمة المدنية وزيراً للدفاع، علما أنه كان يحتاج الى هذا الإذن، لعدم مرور ست سنوات بعد على تقاعده من الخدمة في الجيش.

وكان الناطق باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» علق على المؤتمر الصحفي الذي عقده «ترامب» الأربعاء، قائلا: «تأمل موسكو بصدق، بأن تكون هناك علاقة ودية بين رئيسينا، .. ترامب تحدث على الأقل عن استعداده لحوار، هذا لا يعني أن هناك استعداداً للاتفاق على كل شيء مع بعضهما، ..يكاد هذا يكون مستحيلاً، وموسكو لا تتوقّع ذلك، لكن الحوار أساس للأمل وقد يساعدنا على إيجاد مخرج من مواقف معقدة كثيرة».

وبعد يوم على إقراره للمرة الأولى، بوقوف روسيا وراء قرصنة إلكترونية للحزب الديموقراطي خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، عيّن «ترامب» «رودي جولياني»، الرئيس السابق لبلدية نيويورك، مستشارا في ملف القرصنة المعلوماتية.

وأكد «ترامب» أنه تلقى اتصالا من مدير الاستخبارات القومية الأمريكية «جيمس كلابر»، لـ«إدانة تقرير كاذب ووهمي نُشر في طريقة غير مشروعة»، في إشارة إلى معلومات عن امتلاك موسكو ملفا «محرجا» عنه.

وأعرب «كلابر» عن «استياء بالغ» لكشف هذه المعلومات، مشيرا إلى أنه و«ترامب» «اتفقا على أنها مضرة جدا وتمس أمننا القومي».

وأضاف: «أكدت أن هذه الوثيقة ليست صادرة عن الاستخبارات الأمريكية، وأعتقد بأن هذه التسريبات لم تأتِ من داخل الاستخبارات».

وفي خطوة قد تؤجّج التوتر بين واشنطن وموسكو، أدان «بيسكوف» «تعزيز بلد ثالث وجوده العسكري على حدودنا في أوروبا»، معتبرا ذلك «تهديدا لمصالحنا وأمننا».

أتى ذلك بعد دخول 3500 جندي أمريكي، في قافلة ضخمة من 24 آلية مدرعة، بولندا من ألمانيا، في واحدة من اضخم عمليات انتشار القوات الأمريكية في أوروبا منذ الحرب الباردة.

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب روسيا إيران