حركتا «حماس» و«الجهاد» ترفضان مقررات «مؤتمر باريس» ومنظمة «التحرير» ترحب

الاثنين 16 يناير 2017 05:01 ص

أعلنت فصائل فلسطينية عدة معارضتها لنتائج المؤتمر الدولي الذي استضافته أمس فرنسا في العاصمة باريس، بمشاركة سبعين دولة وخمس هيئات دولية، وفي حين رحب به أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، «صائب عريقات».

وأكدت الفصائل أن الهدف من المؤتمر هو العودة إلى «دوامة المفاوضات»، التي ستعطي (إسرائيل) مزيدًا من الوقت للاستمرار في الاستيطان والتهويد وتشديد الحصار على الفلسطينيين. 

«حماس» ترفض

وقال الناطق باسم حركة «حماس» «عبد اللطيف القانوع» لـ«القدس العربي» إن حركته لا تعول على المؤتمرات الدولية التي تعقد لبحث ملف القضية الفلسطينية، خاصة وأن الاحتلال لم يلتزم بأي من البنود التي نصت عليها المؤتمرات أو القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة.

وأشار «القانوع» إلى أن (إسرائيل) لم تلتزم بالقرار الدولي الأخير الذي أدان الاستيطان، وأنها أعلنت عقب القرار عن بناء وحدات استيطانية جديدة، إضافة إلى عدم تطبيق (إسرائيل) قرار «اليونسكو» بخصوص مدينة القدس. وأضاف أن المفاوضات التي عقدت على مدار عشرين عاماً لم تقدم شيئاً للفلسطينيين، وأي عودة للسلطة لإجراء مفاوضات جديدة مع الاحتلال، في أعقاب مؤتمر باريس تعد عبثًا سياسيًا ومضيعة للوقت.

ودعا القيادة الفلسطينية في ذات الوقت إلى تحقيق المصالحة الوطنية لمواجهة الاحتلال.

والجهاد تنضم لمعسكر الرفض

وأيضا رفضت حركة الجهاد الإسلامي مخرجات «مؤتمر باريس»، واعتبرتها «محاولة جديدة لإحياء عملية التسوية التي قتلتها (إسرائيل) ودفنتها».

وقال «داوود شهاب»، الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي، إن مشكلة المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، تتمثل بأنه «لا يريد أن يرى هذه الحقيقة ولا يريد أن يقر بأن (إسرائيل) هي سبب كل الأزمات».

وأضاف «لو افترضنا صدق النوايا الفرنسية وغيرها، فلن يكون بمقدور لقاء أو مؤتمر باريس تغيير شيء»، مشيرًا إلى أن (إسرائيل) «مستمرة في سياسات العدوان والاستيطان والتهويد والحصار»، موضحًا أن هذا هو ما يمثل «معاني إرهاب الدولة المنظم». وأكد أن الحكومة (الإسرائيلية) التي وصفها بـ «الإرهابية» ربما ترد على المؤتمر بمزيد من هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي وتشديد الحصار.

وشدد الناطق باسم الجهاد على أن كل الأفكار التي يقوم عليها التحرك الفرنسي «هدفها العودة للمفاوضات»، مشيرًا إلى أن هذا الهدف «مرفوض»، كونه جُرب سابقًا.

 وقال الناطق باسم الجهاد «كانت المفاوضات غطاء استخدمته (إسرائيل) لتنفيذ مشاريع توسع رهيبة هددت الوجود الفلسطيني في القدس، وقضت على مشروع حل الدولتين الذي راهنت أطراف عديدة على تحقيقه».

وأكد «شهاب» أن حركة الجهاد لا ترى سبيلاً للحل السياسي مع (إسرائيل)، مبينًا أن ما تقوم به جماعات المقاطعة الدولية يعد «أهم بكثير من مؤتمر باريس وغيره».

وتابع الناطق باسم الجهاد كلماته بالقول إن الحل يكون في «استمرار الانتفاضة، ومواجهة المستوطنين، ومقاومة الاحتلال بكل أشكاله»، لافتًا إلى أن ذلك يمثل «عوامل ردع ويوفر الحماية للشعب الفلسطيني».

وأشار إلى أن استمرار الانتفاضة «سيحقق هدف طرد الاستيطان كخطوة على طريق التحرير».

 وسبق أن أعلنت فصائل في منظمة التحرير ومنها الجبهة الشعبية، رفضها لمؤتمر باريس للسلام.

معارضة (إسرائيلية)

وحسب ما أعلن في وقت سابق فقد شملت مسودة بيان المؤتمر الذي قاطعته (إسرائيل)، على اعتبار «حل الدولتين» اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، وأن هذا الحل يجب أن يحفظ أمن (إسرائيل). ومنذ أن شرعت فرنسا باتصالاتها العام الماضي لعقد المؤتمر، أعلنت (إسرائيل) معارضتها له، وطالبت بانطلاق مفاوضات ثنائية ومباشرة غير مشروطة مع الجانب الفلسطيني.

الفرصة الأخيرة

وكان الرئيس «محمود عباس» قد قال في تصريح صحفي خلال افتتاحه، السبت، مقر السفارة الفلسطينية في الفاتيكان، إن مؤتمر باريس للسلام «قد يكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين». وأعرب عن أمله في تنفيذ القرار الصادر مؤخرا عن مجلس الأمن بخصوص إدانة المستوطنات (الإسرائيلية) في أقرب وقت ممكن. ودعا دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وقال «اعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين يقربنا من تحقيق السلام».

وأكد «عباس» أن نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، سيعرقل عملية السلام، وقال «كتبت إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وطلبت منه عدم القيام بذلك. فهذا لن يحرم فقط الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في حل النزاع، لكنه سيقضي على حل الدولتين». كما أكد الرئيس «عباس» على أن نقل السفارة سيدفع الفلسطينيين لإتخاذ «خيارات عدة» ستبحثها مع الدول العربية.

ترحيب منظمة التحرير

ومن جانبه رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير الفلسطينية»، «صائب عريقات، بالبيان الختامي لمؤتمر باريس للسلام، الذي أكد على ضرورة إنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب (إسرائيل).

وفي بيان، وصل «الأناضول» نسخة منه، وجه «عريقات» «الشكر والتقدير لجميع الدول التي حضرت المؤتمر، وإجماعها على رفض الاحتلال والاستيطان، وضرورة الالتزام بالقانون الدولي».

ولفت  أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير إلى «أن المؤتمر يوجه رسالة إلى (إسرائيل)، بأنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم دون إنهاء الاحتلال العسكري لفلسطين، السبب الرئيسي في العنف والإرهاب».

وتابع «عريقات»، أنه «آن الأوان لمحاسبة (إسرائيل) على انتهاكاتها المنظمة للقانون الدولي وحقوق شعبنا» .

ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير فرنسا والدول التي حضرت المؤتمر إلى «الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وطالب «عريقات»، الرئيس الأمريكي المُنتخب «دونالد ترامب» بـ«تبني بيان باريس الختامي وقرار مجلس الأمن 2334 (الذي يطالبها بأن توقف فورًا بناء المستوطنات الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة)، والاصطفاف إلى جانب المجتمع الدولي وإرادته في إحلال السلام القائم على القانون الدولي .

وتابع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير» «لقد اختارت (إسرائيل) الاستمرار باحتلالها والاستيطان والتغيب عن هذا المؤتمر، فالمطلوب اليوم اتخاذ موقف إلى جانب الارادة الدولية ولجم انتهاكاتها وغطرستها ومساءلتها .

بدروره، رحب «رياض المالكي»، وزير الخارجية الفلسطيني، بالبيان الختامي الصادر عن المؤتمر.

ورأى «المالكي» في بيان، أن ما خرج به مؤتمر باريس «مكمل لقرار مجلس الأمن 2334 بشأن الاستيطان».

ولفت إلى أن «فلسطين ستتابع نتائج المؤتمر ومخرجاته مع الخارجية الفرنسية، لتطبيق بنوده والوصول الى إنهاء الاحتلال والتزام (إسرائيل) بالقانون الدولي، والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وانضمامها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة».

ختام المؤتمر والحل التفاوضي

واختتم المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد في باريس، وسط رفض (إسرائيلي) وترحيب فلسطيني رسمي، بمشاركة 70 دولة ومنظمة بينها الجامعة العربية والتعاون الإسلامي، إضافة إلى اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة).

وأكدت الدول والمنظمات المشاركة في البيان الختامي أن «حل تفاوضي لدولتين هما (إسرائيل) وفلسطين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم».

وطالب البيان «الطرفين بأن يعيدا التزامهما بهذا الحل لأخذ خطوات عاجلة من أجل عكس الواقع السلبي على الأرض بما في ذلك استمرار أعمال العنف والنشاط الاستيطاني للبدء بمفاوضات مباشرة وهادفة».

وشدد على أن «حل الدولتين التفاوضي يجب أن يلبي طموحات الطرفين بما فيها حق الفلسطينيين بالدولة والسيادة وإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 بشكل كامل، وتلبية احتياجات (إسرائيل) للأمن، وحل جميع قضايا الحل النهائي على أساس قرارات مجلس الأمن».

وتجنب البيان الختامي أي انتقاد صريح لخطط الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وعقب فوز «ترامب»، عولت (إسرائيل) الكثير على تصريحاته المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل سفارة بلاده.

وتُعَدُّ القدس في صلب النزاع بين فلسطين و(إسرائيل) حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

حماس الجهاد مقررات باريس التحرير