معرفة نوع علاقتك مع الطعام قد تنقذك من الحِميات الغذائية الفاشلة

الاثنين 16 يناير 2017 06:01 ص

لابد أنك تشعر بالإحباط كلما جاء ذكر الحمية الغذائية، أو فقدان الوزن، وتنظر إلى كرشك المتدلي أمامك متذكرا الإخفاقات المتكررة. إذا كنت تشعر هكذا فعلاً، فلابد أنك تحتاج إلى قراءة هذا المقال الذي يلخص نتائج أبحاث فريق من العلماء، حول أنواع علاقات الناس بالطعام، ووجدوا أن هذا يمكن له أن يساعدك في اختيار حمية غذائية تنقذك من الفشل المتكرر.

نحن جميعا نعرف أن الأيام الأولى ليست الأصعب، وإنما الصعب هو تغيير نمط الحياة طويل المدى، ويقول العالم السلوكي في هيئة البحوث الأسترالية، «سينياد غولي»، أن هذا بالضبط هو المكان الذي يمكن أن تلعب فيه العلوم السلوكية دورا، مضيفا «هذا لأننا نفهم مسببات السلوك، وما هي العوامل اللازمة للتغيير السلوكي».

العلماء ركزوا في بحثهم على فهم أنواع العقبات التي تواجه الناس أثناء هذا التغيير، بعض العراقيل التي ذكرها الناس؛ كانت في قوة الإرادة، أو الاستسلام للإغراء، أو الانجرار خلف الأكل الجماعي، لهذا قام الفريق بتصنيف الناس على حسب علاقتهم بالطعام وعرضوا حلاً لكل نوع.

النوع المفكر .. إنه يطعم القلق وليس الجوع!

إذا كنت تميل للإفراط في التفكير في كل شيء، فإن التوتر وتقلب المزاج اللذان يرافقان ذلك عادة، قد يؤديان لإفساد حِميتك الغذائية، وقد قال العالِم «غولي»: «نوعية المفكر هذه مثلي أنا، ولهذا يمكنني توضيح ذلك»، ثم تابع قائلاً «علينا أن نفهم أن هذه الصفات قد تؤثر على أشياء أخرى في حياتك إلى جانب السلوك الغذائي». الأشخاص المفكرون يميلون عادة لأن يكونوا ذوي حساسية عالية وذوي سلبية، ما يؤدي للأسف إلى وجود دوامة حيث يذهبون، إذ يفكرون دوما ويفتقرون لتثمين كل الأعمال الجيدة التي قاموا بتأديتها حتى تلك النقطة.

يردف «غولي»: قائلاً «لكي يحاولوا تشتيت أنفسهم عن كل هذا الانتقاد للذات، قد يلجئون إلى طلب الراحة بالأكل، وهو الشيء الذي يمكن أن يعرقل نظامهم الغذائي وجهودهم لفعل تغييرات إيجابية».

ما هو الحل؟ في حين أنه من المهم معالجة المشاكل الأساسية التي تؤدي لكونك مفرطاً في التفكير أو القلق، فإن أحد الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في اتباع نظام غذائي سليم، هو في التركيز على ما حققته، وليس على الذي لم تحققه، وقد شرح «غولي» الأمر قائلاً: «إن هذا يتم بالتركيز على الإنجازات التي قمت بها، وليس على النتائج، هذا يمكن أن يصلح للغاية مع الأشخاص الذين تكون علاقتهم مع الطعام من هذا النوع، أيضاً يمكنهم استبدال الارتياح بالأكل، عبر التمرينات الرياضية».

فاقد السيطرة .. غواية غير مسيطر عليها         

إذا كنت من ذلك النوع من الأشخاص الذي لا يستطيع مقاومة (الكوكيز) أو البسكويت الموجود في المكتب، وتجد صعوبة في التوقف عن الأكل، إذن أنت من نوع شخصية «فاقد السيطرة»، المشكلة الأساسية في هذا النوع أن مفتاح الغواية بالنسبة لهم، هو في المؤثر البصري إلى حد كبير.

ولهذا، فإذا قدمت لهم الأطعمة التي تستثيرهم، مثل الشوكولا أو البيتزا ورقائق البطاطس، التي تعد المثير الأساسي للأشخاص غير القادرين على السيطرة على الشهية، فمن الصعب أن يتوقفوا عند واحدة فقط، وهو الشيء الذي قد يؤدي إلى الإفراط وإفشال الحمية الغذائية.

ما هو الحل؟ يقول «غولي» أنه عليك أن تفهم الأطعمة التي تستثيرك، لتخرج باستراتيجيات تمكنك من إدارة الأمر، هكذا ستعرف ما هو الركن في البوفيه، الذي ستفقد عنده السيطرة، وتأكل ثم تأكل ثم تأكل، وحينما يصبح لديك هذا الفهم، فإن استراتيجية «بعيد عن العين، بعيد عن القلب»، هي الاستراتيجية المثالية التي تتبعها.

عاشق الطعام .. الطعام كعشيقة

عاشقو الطعام يحبون كل شيء عن الطعام والطبخ، وفكرة حمية تقوم على التقييد أو الحد من الأطعمة، تبدو مريعة بالنسبة لهم، الأمر لا يتعلق فقط بتجهيز الطعام وطهيه، بل بتجربة النكهات المختلفة، ميلهم للاستكشاف يجعلهم راغبين في الاستمتاع بكل أنواع النكهات وتجربة نطاق واسع من الأطعمة، ولهذا لا تصلح معهم الحمية الغذائية التقليدية على الإطلاق.

ما هو الحل؟ مفتاح الحل للشخص العاشق، يأتي في طهي مجموعة واسعة من الأغذية الممتعة والمغذية، وتجربة النكهات الجريئة مستخدماً مكونات مثل الأعشاب والتوابل، وتنويع وصفات الطهي بمكونات جديدة، لطعام صحي.

المجرور بفعل التيار.. الفشل في مقاومة البيئة المحيطة

مع هذا النوع من الأشخاص، يصبح أكبر عائق أمام الحمية الغذائية، هو وضعه في مواقف لا توجد فيها خيارات أفضل، فعندما تخرج مع الأصدقاء مثلاً، فإن هذا يتم عادة في بيئات غير مساعدة غذائياً، مثل مطعم الوجبات السريعة، وعادة ما لا يجد أطعمة أو مشروبات تتناسب مع حميته الغذائية، فيسقط في الفخ.

ما هو الحل؟ سر الحل مع الأشخاص من هذا النوع، هو: التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط، والتأكد من أنهم لا يخرجون بمعدة فارغة.

الارتجاليون .. ارتجال مأسوف عليه كل مرة

هذا النوع من الأشخاص، عفويون ومتهورون، ويقومون بعمل قرارات وليدة اللحظة، وبالنسبة لهم، فإن الحميات الغذائية، هي وصفات مسبقة، لا تتفق مع نسق شخصياتهم الارتجالي، حتى لو كانوا يفهمون مدى أهمية ذلك بالنسبة إليهم، لذا فإنهم يجدون أنفسهم يأكلون ويبتاعون الطعام بشكل ارتجالي، وهو ما لا يكون أفضل الخيارات دائماً، كما إن لديهم مشكلة أخرى، تتمثل في أن عدم قدرتهم على رؤية النتائج بشكل سريع، يجعلهم ميالين للملل، ويفقدون الدافع.

ما هو الحل؟ قم بإعداد نمط غذائي يتماشي مع النسق الارتجالي، فربما لا يستطيع هذا النوع من الناس إدارة سبعة أيام من النمط الغذائي المحدد، ولهذا قم بجعل النمط يمتد ليوم أو يومين فحسب، أو جهز وجبات معدة مسبقا، لكي لا تترك مجالاً للارتجالات.

المصدر | هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

حميات غذائية تخسيس العلاقة بالطعام