نفت وزارة الصحة الكويتية ما يتردد عن توجهها لإنهاء خدمات 3100 موظف من أبناء فئة «البدون».
وقالت الوزارة إنها لن تنهي خدماتهم حتى لو سجلت الرقابة المالية على الوزارة مخالفة في هذا الشأن.
وقال وكيل وزارة الصحة للشؤون المالية «محمد العازمي»، في تصريحات لصحيفة «السياسة» الكويتية، إن الوزارة «لن تستغني عن خدمات الموظفين البدون بأي شكل من الأشكال».
وأوضح أن الرقابة المالية طلبت موافقة ديوان الخدمة المدنية على صرف رواتب الموظفين على بند «الأجر مقابل عمل»، وقد أحلنا الطلب إلى وكيل الصحة لأهمية الأمر وضرورة حل الموضوع وحتى لا يتوقف صرف الرواتب.
وكان مغردون تداولوا صورة وثيقة تشير إلى طلب الوكيل المساعد «العازمي» من وكيل الوزارة الدكتور «خالد السهلاوي» مخاطبة الجهات المختصة لأخذ الموافقات أو الاستثناءات اللازمة بشأن تقنين الوضع الوظيفي لما يقارب 3100 شخص من غير الكويتيين ممن يعملون في مراكز عمل متفرقة بالوزارة مقابل مكافأة شهرية بقيمة تتراوح بين 200 و300 دينار تصرف على بند «أجر مقابل عمل وأعمال أخرى».
وحذر «العازمي» في الخطاب من مغبة عدم تعديل الوضع القانوني لهؤلاء، لاسيما بعد تحرير مراقبي وزارة المالية مخالفة على «الصحة» عند اعتماد الصرف المالي لمكافأة شهر ديسمبر/كانون أول الماضي، مفادها صرف مبالغ بصفة مستمرة بالمخالفة لقواعد وأحكام وشروط مجلس الخدمة المدنية مطالبين بأخذ موافقة ديوان الخدمة قبل صرف مكافآت شهر يناير/كانون ثان الجاري وإلا سيتم الامتناع عن اعتماد الصرف مما قد يحدث آثارا سلبية على سير العمل.
و«البدون» فئة من سكان الكويت لا تحمل جنسية أي دولة، وبينما يعتبرون أنفسهم مواطنين كويتيين، يجب أن ينالوا حقوق المواطنة كاملة ترفض الحكومة ذلك، مما أدى لأزمة مجتمعية شائكة حقوقيا وسياسيا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن أكثرية «البدون» في الكويت -الذين لا تعترف بهم الحكومة بوصفهم رعايا كويتيين وتقطن أغلبيتهم مناطق الجهراء وتيماء والصليبية- هم من أبناء البادية الرحل من قبائل شمال الجزيرة العربية، وقسم كبير منهم ينتمي إلى الطائفة الشيعية.
وقدر عددهم قبل غزو العراق للكويت عام 1990 بما بين 220 ألفا و350 ألفا، لكن هذا العدد تقلص لاحقا (حتى عام 2010) إلى ما بين 95 ألفا و110 آلاف (حسب تفاوت مصادر البيانات)، بسبب سياسة الضغط والتهجير التي تتبعها الحكومة، وأصبحوا يشكلون نحو 4% من سكان الدولة، مقابل 40% هم كويتيون، والباقي من جنسيات مختلفة.
