تنطلق اليوم، الثلاثاء، الاحتفالات الرسمية للطرق الصوفية بذكرى استقرار رأس الإمام «الحسين» في مصر، وبدأ آلاف المريدين في التوافد منذ أيام من مختلف المحافظات على محيط مسجده، وسط القاهرة.

والإمام «الحسين بن علي بن أبي طالب»، ولد في الثالث من شعبان في العام الرابع للهجرة ونشأ في بيت النبوة، فوالدته السيدة «فاطمة الزهراء» ابنة النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم.

ويحتفل المصريون بـ«الحسين» مرتين سنويا، الأولى في 3 شعبان وهو تاريخ مولده، والثانية في ذكرى قدوم رأسه من مدينة «عسقلان» بفلسطين إلى مصر بشهر ربيع الآخر (الهجري) من كل عام وتكون في الثلاثاء الأخير منه، بحسب تصريحات مشايخ صوفيين.

وقال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، إنه «تم رفع أقصى درجات الطوارئ لتأمين الاحتفالات»، بحسب «أصوات مصرية».

وأضاف المصدر، أنه «تمت مصادرة أنابيب الغاز من المريدين التي يستخدمونها لطهي الطعام، وتمت مطالبتهم بإحضار وجبات معلبة كإجراء أمني احترازي حفاظا على حياتهم، إلى جانب نشر أفراد الشرطة السرية داخل مسجد الحسين وفي محيطه لحماية الأفواج السياحية».

وشدد المصدر على أنه سيتم تطبيق القانون بحسم على المخالفين للتعليمات، وقال «لن نسمح بأي محاولات لتعكير السلم العام». 

وقال «جابر طايع» رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إنه «تم إصدار تعليمات مشددة لمنع ممارسة أي طقوس مخالفة داخل المسجد، إذ صدرت أوامر بإغلاق مسجد الحسين فور أداء الصلاة، لمنع ممارسة أي طقوس شيعية وأي احتكاكات ببن الصوفيين والشيعة».

وأضاف أن «الأوقاف حريصة على أن يقتصر المسجد على العمل الدعوي فقط، ولن يتم السماح بممارسة طقوس تخالف العقيدة، وتخرج عن الإطار المسموح به».

ومن المقرر أن تستمر الاحتفالات حتى يوم 24 يناير/كانون ثان الجاري.

وقال «مصطفى زايد» المنسق العام لشباب الطرق الصوفية، إنه «تم الاتفاق مع الأمن على تقديم موعد ليلة شيخ المنشدين ياسين التهامي في الليلة الختامية للاحتفالات التي تتوافق مع الذكرى السابعة لثورة 25 يناير كانون ثان لمدة يومين، لتكون يوم الاثنين الموافق 23 يناير/ كانون ثان».

وأضاف «زايد»، أن «الطرق الصوفية وافقت على طلب الأمن ليكون يوم 24 يناير/كانون ثان الجاري هو آخر ليالي الاحتفالية، حفاظا علي المصلحة العليا للوطن».

ونصب مريدو الطرق الصوفية الخيام والسرادق حول مسجد «الحسين» وأقاموا الزينات وأضاءوا الأنوار استعدادا للاحتفال، كما انتشرت حلقات الذكر والمدح.

وقال شيخ مشايخ الطرق الصوفية «عبد الهادي القصبي»، إن «الاحتفالية تتضمن حلقات ذكر وإنشاد وتلاوة للقرآن ابتهاجا بسيدنا الحسين، وللتذكير بالقدوة والمثل الصالح للمجتمع بأكمله، لأننا في أشد الحاجة لمثل ذلك في هذا الوقت الصعب والحرج».

من جانبه، قال شيخ الطريقة الرفاعية «طارق الرفاعي»، إن «احتفال المصريين بالحُسين يهدف إلى البعث برسالة سلام لكل العالم لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، من خلال نشر الوسطية والاعتدال والحب والود بين الجميع ونبذ العصبية والكراهية».