تأتي الرياح بما لا تشتهي جوجل وفيسبوك.. أحلام الإنترنت الطائر تتحطم على صخور الواقع

الجمعة 20 يناير 2017 10:01 ص

لقد بدت هذه الأحلام كأنها قادمة لتوها من أفلام الخيال العلمي، طائرات ذاتية بدون طيار، تعمل بالطاقة الشمسية، يمكنها أن تطير لأسابيع أو حتى لشهور في المرة الواحدة، وتبث إنترنت مرتفع السرعة، لأماكن في العالم، لم يسبق لها أن عرفت الإنترنت من قبل.

تأتي الرياح بما لا تشتهي جوجل

هذه كانت خطة جوجل الطموحة، عندما اشترت شركة «Titan Aerospace» في 2014، كانت الفكرة حينذاك لدى جوجل، هو أن تقوم بتوفير الوصول للإنترنت، لشريحة جديدة تماماً من الجمهور، تدخل على الإنترنت لأول مرة، وبالتأكيد كانت جوجل لتروج عن خدماتها المتعددة عبر ذلك.

شركة «تيتان» لم تستمر طويلاً بنفس الاسم بعد استحواذ جوجل عليها، فبعد أن تم إعادة هيكلة الشركة في شركة أم تسمى «ألفابيت»، اكتسبت شركة «تيتان» اسم X، ودمج فيها مشروع طائرات ذاتية آخر يسمى Wing، والذي كان يركز على تسليم الطرود عبر الطائرات دون طيار.

لكن، عند نقطة ما في السنة الماضية، قررت شركة X أن توقف مشروع تيتان، وتعيد تعيين بعض موظفيها في أقسام أخرى، كما أكدت الشركة في تصريح لها لموقع «بيزنس إنسايدر».

هذه كانت آخر انتكاسة في سباق الشركات التي تريد القيام بمشاريع الإنترنت الطائر، والذي بدأ منذ بضعة سنوات، عندما سارعت جوجل وفيسبوك، وغيرهما، لبناء أقمار صناعية وطائرات دون طيار، وغيرهما من المركبات الطائرة القادرة على بث الإنترنت، أو التقاط الصور، وتوفير خدمات أخرى من السماء.

شركة الأقمار الصناعية «Skybox Imaging»، التي تحصلت عليها جوجل مقابل 500 مليون دولار في 2014، وأعادت تسميتها إلى «تيرا بيلا»، تطرح اليوم في مزاد علني، بحسب ما قال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

تأتي الرياح بما لا تشتهي فيسبوك .. أيضا

فيسبوك أيضاً تحدثت عن رغبتها في استخدام طائرات دون طيار وأقمار صناعية وسط ضجة إعلامية كبيرة، وخطوات قليلة على الأرض، لكن «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» كما يقولون، فقد تدمرت الطائرة دون طيار «أكويلا» التي تعود لفيسبوك، في أول رحلة تجريبية لها، وهو شيء لم تكن الشركة تتوقعه، وهي تتفاخر بالطائرة في تقرير نشره موقع The Verge»».

لم تكن هذه خسارة فيسبوك الوحيدة، فقد فقدت قمرها الصناعي «أموس-6» عندما حدث انفجار لصاروخ سبيس إكس في سبتمبر/أيلول، ومع إن فيسبوك لم تكن الملومة على هذا الانفجار، إلا إن الحادثة كانت كبيرة، وعدّت نكسة مكلفة لخطط فيسبوك، وقد قال «مارك زوكربيرغ» في ذلك الوقت، أن فيسبوك ما تزال على خططها فيما يتعلق بالإنترنت.

الجمهور ينتظر .. والتحديات الكبيرة أيضا

حتى نكون منصفين، فالمشكلة التي يتوجب على فيسبوك وجوجل حلها، ليست سهلة، لكنها في الوقت نفسه، سوف تؤتي بثمارها بشكل جيد.

الحقيقة أن سباق الإنترنت الفضائي هذا، خارج المنطقة التي اعتادت الشركتان العمل فيها، والإجراءات الحكومية التنظيمية والموافقات المطلوبة ضخمة، خاصة عندما تقارن بالإنترنت التقليدي، والذي لم يكن متطلباً لهذا القدر من الإجراءات، كما لا ننسى أن احتماليات التحطم أو التعطل أو الاحتراق أكبر في حالة الإنترنت الطائر.

صحيح أن جوجل وفيسبوك لديهما مليارات فوق المليارات، لكن، حتى أكبر الميزانيات في العالم، لا تستطيع القيام بتمويل أبدي لمشاريع لا تؤتي ثمارها، كما إن تقديم خدمة الوصول للإنترنت عبر الطائرات دون طيار، أو الأقمار الصناعية، أو المناطيد، مكلف جداً، وغير مأمون كعمل تجاري.

القائمون على المشروع X يقولون إنهم ما يزالوا يخططون للمتابعة في فكرة الإنترنت الطائر، عبر مشروع المناطيد الخاص بهم «Project Loon»، لكن الضغوط على شركة جوجل كي تجعل هذه التجارب مشروعاً تجارياً حقيقياً ذات يوم، قد يجعل هذه البالونات تفرغ من الهواء.

  كلمات مفتاحية

طائرات بدون طيار جوجل فيسبوك