الغارديان: خطاب تنصيب «ترامب» إعلان حرب على جميع القيم المدنية

السبت 21 يناير 2017 07:01 ص

اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن خطاب تنصيب «دونالد ترامب» الجمعة إعلان حرب على جميع القيم المدنية التي تمثلها مراسم تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، بحضور جميع الفرقاء السياسيين.

وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي السبت إن الرئيس الأمريكي الأسبق «روزفلت» تحدى العالم عام 1933 بأنه سيتغلب على الخوف، أما «ترامب» فجعل العالم يخاف في 2017.

وتصف الغارديان خطاب «ترامب» بأنه مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجها إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه.

وأضافت الصحيفة أن السؤال الجوهري في المستقبل هو هل يمكن تصديق «ترامب». ففي خطابه استخف بالذين يقولون ولا يفعلون، ولكن قد يصبح هو من هؤلاء، لأنه رفع سقف الوعود عاليا وهو حريص على تغيير كل شيء الآن.

وتابعت أن الرئيس في الولايات المتحدة لا يحكم وحده بل مع الكونغرس، وبما أن «ترامب» ليس ديكتاتورا، حتى الآن، لابد أنه سيواجه مجلسا لا يتفق معه في كل شيء، كما أن السلطات المحلية في الولايات لها قوة لا يستهان بها ويمكنها أن تقف في وجهه، مثلما تعتزم ولاية كاليفورنا رفض مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

أقل شعبية من أي رئيس في التاريخ 

ونشرت صحيفة الفايننشيال تايمز مقالا تحدثت فيه عن المهمة التي تنتظر الرئيس الأمريكي الجديد من خلال الخطاب الذي ألقاه في يوم تنصيبه.

وقالت الصحيفة إن «ترامب» فاز بالانتخابات الرئاسية بتصويره الولايات المتحدة على أنها مهددة من الخارج ومن الداخل، وعبر في خطابه عن اقتناعه بهذه الفكرة بعد توليه الرئاسة، معلنا سيره في الطريق الذي تحدث عنه خلال الحملة الانتخابية.

وأشارت إلى أن «ترامب» استعمل كلم حماية في خطابه مرات عديدة، وقال إن «الطبقة الحاكمة كانت تحمي نفسها بينما كان عليها أن تحمي حدودنا من الدول الأخرى التي تسرق شركاتنا وتقضي على وظائفنا.

وقارنت الصحيفة بين خطاب «ترامب» وخطاب الرئيس الأسبق، «رونالد ريغان»، حيث ظهر في خطاب «ريغان» تفاؤلا لم يوجد في خطاب «ترامب»، على الرغم من أن «ريغان» يؤمن أيضا بفكرة «الأولوية لأمريكا».

ورأت الصحيفة أن «ترامب» بإمكانه استعمال مثل هذا التفاؤل لتوحيد أمة أضحت منقسمة أكثر من أي وقت مضى. فهذه هي المرة الثانية خلال 20 عاما، التي يتولى فيها رئيس الحكم وشعبيته في نقصان.

وتبين استطلاعات الرأي أن ترامب أقل شعبية من أي رئيس في التاريخ المعاصر، والأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية، من الهجرة إلى الإرهاب، مرورا بتغير المناخ وعلى «ترامب» أن يبين الآن أنه قادر، باعتباره زعيما للأمة، على رأب الصدع الذي تسبب فيه عندما كان في الحملة الانتخابية.

ويمكن للرئيس الجديد أن يبدأ بإنجاز الوعود التي أعطاها للمنسيين من الرجال والنساء، الذين أفقرتهم العولمة، وهي عملية تتطلب وقتا، ولكن الشروع فيها من شأنه أن يخفف من انتقادات اليسار لـ«ترامب»، ويشكل قدوة للعديد من دول العالم المتطورة، التي تعاني من مشاكل شبيهة، حسب الصحيفة.

وأدى «دونالد ترامب»، الجمعة، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة خلفا لـ«باراك أوباما»، مشددا في خطاب له أنه سيسعى لإعادة أمريكا «عظيمة مرة ثانية»، وسيوحد العالم ضد ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامي المتشدد».

وفي بلد منقسم بشدة حوله، شدد «ترامب» (70 عاما) على أنه سيتبع سياسات في الداخل والخارج تقوم على «أمريكا أولا».

وبعيدا عن مبنى الكونغرس احتج نشطاء ملثمون بالشوارع وحطموا زجاج فرع لمطاعم ماكدونالدز بالمطارق ومقهى لستاربكس على مقربة من البيت الأبيض.

وحملوا أعلام ولافتات الفوضويين السوداء كتب عليها «انضموا للمقاومة.. تصدوا الآن».

وسيحتاج «ترامب» الرئيس إلى بذل جهود لتحسين صورته. وأثناء فترة انتقالية شهدت توترات منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات الرئاسية شن رجل الأعمال الثري ونجم تلفزيون الواقع السابق هجمات متكررة عبر موقع «تويتر» على منتقديه إلى حد أن السناتور «جون مكين» العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ قال لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إن «ترامب» يريد فيما يبدو «الاشتباك مع كل طاحونة هواء يجدها».

ووجد استطلاع أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية بالتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست» أن 40% من الأمريكيين ينظرون إلى «ترامب» بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي «جيمي كارتر» عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.

وفي حين أن الجمهوريين الذين ضاقوا ذرعا بسنوات «أوباما» الثماني في الحكم يرحبون بوصوله إلى البيت الأبيض فإن توليه المنصب يثير عددا من التساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.

وأثناء حملته الانتخابية تعهد «ترامب» بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35% على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة.

وجاء تعبير «ترامب» عن رغبته في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» والتهديدات بوقف التمويل لدول حلف شمال الأطلسي ليثيرا قلق حلفاء الولايات المتحدة من بريطانيا إلى دول البلطيق من تراجع الدعم الأمني التقليدي الذي توفره لها واشنطن.

وبالنسبة للشرق الأوسط، قال «ترامب» إنه يريد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وهو ما يهدد بإغضاب العرب. ولم يحدد بعد كيف يخطط لتنفيذ وعد قطعه خلال حملته الانتخابية بالقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب خطاب تنصيب