«البرادعي» قبيل ذكراها السادسة: ثورة يناير لم تحقق مطالبها ولم تحكم من البداية

السبت 21 يناير 2017 08:01 ص

قال«محمد البرادعي» نائب رئيس الجمهورية السابق والرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن ثورة يناير/كانون الثاني 2011، «لم تحقق مطالبها للآن».

وأشار إلى أن خطأ الثورة المصرية أنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على الرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك».

جاء ذلك في الجزء الثالث من لقائه على شاشة التلفزيون «العربي»، مساء الجمعة، حول شخصيته ورؤيته لحل الأزمة المصرية، وذلك في أول ظهور تلفزيوني منذ استقالته عام 2013 عقب خلاف مع السلطات المصرية وقتها.

وأكد «لم نحقق مطالب ثورة ينايرللآن (...)، الخطأ الأساسي للثورة أنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على مبارك، بجانب أن القوى المدنية تفككت ولم تجتمع على شخص أو ثلاثة في ظل أفيال كبيرة مثل المجلس العسكري وتيار الإسلام السياسي».

وأضاف «بدلا من المجلس العسكري، كان لابد أن يكون هناك ممثلون للثورة، فالثورة لها شقان إنها تزيح نظام وتأتي بجديد، ولكنها أزاحت شخص مبارك ولم تحكم من اليوم الأول».

وعن كواليس ما قبل ثورة يناير، أوضح أنه «اجتمع مع عدد من الشباب وقلت لو نزلنا مليون مصري في مظاهرة ستكون الأولى والأخيرة، وكانت فكرة وتطورت من الشباب بدعوة ليوم 25 يناير».

وعن ذلك اليوم، أوضح أنه كان موجودا خارج البلاد في تسجيلات إعلامية، مشيرا إلى أنه لم يكن متوقعا أن يتحول اليوم لثورة كما حدث.

ولفت إلى أنه شارك في تظاهرات يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، مؤكدا أنه في هذا اليوم ظهر الشعب المصري كله مجتمعا يطالب بحريته.

وأشار إلى أنه تحدث مع صديق له مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية (لم يسمه) وطالبه بالانحياز الأمريكي للشعب المصري عقب تصريح لـ«هيلاري كلينتون»، وزيرة خارجية أمريكا وقتها، عن أهمية استقرار مصر، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي وقتها «باراك أوباما» خرج بعدها بأيام وانحاز للشعب.

ووصف استمرار المصريين بالتظاهر لمدة 18 يوم بأنه «مشهد مقدر ولا يوصف، كنا نتصور أن مصر تحررت وصارت في طريق الخلاص ولكن للأسف اكتشفنا (...) أنها سارت في طريق الآلام»

وقال إن «الثورة لا تأخذ عادة خطا مستقيما وقد تواجه أحيانا بثورة مضادة»، واصفا المرحلة الانتقالية التي تلت الإطاحة بـ«مبارك» بأنها «عبثية».

وكشف أنه عرض على وزير الدفاع الأسبق «محمد حسين طنطاوي»، أن يكون رئيس وزراء مؤقت، فأخبره أن «الإخوان عندهم فيتو»، لافتا إلى أنه عاد للإخوان وتحديدا «سعد الكتاتني» أمين حزب الجماعة وقتها ورئيس البرلمان فيما بعد فنفوا ذلك.
وتابع «فؤجئت بمجيء كمال الجنزوي رئيسا للوزراء».

وكان «البرادعي»، الذي دعم الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013 ، ابتعد عن العمل السياسي طوعا في مصر بعد استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت اعتراضا على أسلوب فض اعتصامين لأنصار الرئيس السابق «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب، ومقتل المئات من أنصاره.

وربط البعض بين ظهور «البرادعي» التلفزيوني واقتراب ذكرى انتفاضة 25 يناير/ كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس الأسبق «حسني مبارك» عام 2011 بعد 30 عاما في الحكم، بحسب «رويترز».

لكن «البرادعي» الذي شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من 1997 حتى 2009 قال في بداية حوارات مع تلفزيون «العربي» ومقره لندن، إن «التوقيت ليس مقصودا».

ويقيم «البرادعي» في العاصمة النمساوية فيينا منذ استقالته من منصب نائب الرئيس.

«البرادعي» قام بتصوير 5 حلقات مع تلفزيون «العربي» تذاع حلقة أسبوعية، يكشف فيها كواليس سنوات مضت، ويعرض فيها رؤيته للمشهد السياسي، وهو ما قابلها الإعلامي المحسوب على النظام «أحمد موسي» بنشر تسريبات لـ«البرادعي»، قالت مصادر إنها تنشر باموار سياسية رفيعة.

و«البرادعي»، وُصف في مطلع عام 2010، بـ«المُخلص من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك»، حيث استقبله مئات النشطاء والشباب بمطار القاهرة في فبراير/شباط 2010، وقاد بمشاركة الإخوان المسلمين، الجبهة الوطنية للتغيير (جمعت طيف كبير من المعارضة آنذاك)، وبرز اسمه بقوة عقب الإطاحة بمبارك في 11 فبراير/ شباط 2011.

وقاد منذ 5 ديسمبر/ كانون أول 2012 جبهة الإنقاذ الوطني، المعارضة لحكم «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، وألقى كلمة حين أطاح قادة الجيش بالأخير، في انقلاب عسكري يوم 3 يوليو/ تموز 2013.

وتولى منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت وقتها «عدلي منصور»، قبل أن يستقيل من منصبه منتصف أغسطس/آب 2013، احتجاجا على فض اعتصامات مؤيدي «مرسي» بالقاهرة بالقوة مما خلف مئات القتلى والمصابين.

ويدور الخلاف الرئيسي بين «البرادعي» والنظام الحالي حول إدارة ملف الأزمة مع «الإخوان»، التي صنفتها السلطات جماعة إرهابية.

وفي بيان سابق، قال «البرادعي» إنه فضل الابتعاد عن العمل السياسي عام 2013 بعد أن «تلقى رسائل تحذيرية من أجهزة سيادية، تُخبرُه أن هجوم الصحافة والتلفزيون عليه كان مجرد تحذير، وأنها ستدمره إذا استمر في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي للاعتصامات في (رابعة) وغيرها، أو صيغة للمصالحة الوطنية».

وسبق أن دعا «البرادعي» إلى مصالحة عامة، تشمل «الإخوان»، بينما ويتخوف مؤيدو النظام الحالي من عودته وقيادته انتفاضة جديدة.

  كلمات مفتاحية

البرادعي مبارك ثورة يناير المجلس العسكري الشعب المصري باراك أوباما

الحكومة المصرية تطالب بعودة «الشهيد الحي» قبل استكمال علاجه