«الأهرام» المصرية: «أبوتريكة» أيقونة السعادة..واعتباره إرهابيا «عبث»

السبت 21 يناير 2017 10:01 ص

«اقتلوا أبوتريكة، وألقوه في غيابات إرهابكم، لكن لن يخلو لكم وجه الشعب؛ لأننا لن نكون مثل إخوة يوسف، ولن نترككم تلقوه للسيارة، سندافع عن الرجل الذي أسعدنا ضد إرهابكم العميق، سندافع عن أحد أفراحنا القديمة، وربما الأخيرة».

هذه الكلمات لم ينشرها كاتب معارض أو مناهض للنظام المصري الحالي، ولم تُنشر في موقع إلكتروني أو جريدة مُصنفة على أنها معارضة أم مناوئة للحكومة، بل إنها وردت ضمن مقال تم نشره اليوم في جريدة «الأهرام» المصرية، شبه الرسمية، المعبرة عن لسان النظام بعد جريدة «الوقائع المصرية» الرسمية المختصة بالقرارت الحكومية.

رئيس تحرير وعبث النظام

كاتب المقال الذي نُشر تحت اسم «أبوتريكة تاجر (الأحزمة الناسفة)» هو الصحفي «هشام يونس»، رئيس التحرير التنفيذي لبوابة «الأهرام» الإلكترونية، الذي سخر الكاتب من القرار الأخير في بداية المقال، قائلاً: «لا شيء يمكن وصفه بالعبث، ومن خلط الجد بالهزل، أكثر من اعتبار أبوتريكة - أيقونة السعادة الأبرز في ملاعب الكرة المصرية منذ عقود - مجرد كيان إرهابي».

وأضاف رئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية مدافعاً عن اللاعب المُعتزل: «محمد محمد محمد أبوتريكة لاعب كرة، صوب كثيرًا نحو حراس المرمى، وأبكانا أحيانًا من الفرحة، لكنه لم يحمل أبدًا بندقية، أو سلاحًا؛ ليصوب الرصاص تجاه أي مصري- مسلم أو مسيحي- ولم يبكينا أبدًا من اللوعة على فراق المغدورين من أبنائنا».

وأشار «يونس» إلى تاريخ أبو تريكة الواضح بالقول : «تلاعب الفتى -الذي اعتبرته الجماهير معشوقها (الساحر)- بالمُدافعين في الساحات الخضراء، لكنه لم يتلاعب بالألفاظ، ولم يصدر منه أي تلميح، أو تصريح بتبنيه العنف، حتى في ملاعب (الماكرة المستديرة)، فقد كان مشهودًا له أنه يترفق دائمًا بخصومه، ولا يذكر أي منا أنه ضُبطٓ مُتلبسًا بالخشونة مع منافسيه، ولذلك كان أميرًا للاعبين وليس للجماعة».

قائمة الإرهاب و«أبوالهول» المَحبة

وأدرجت قائمة الكيانات الإرهابية، الصادرة عن محكمة «جنايات القاهرة» في مصر، اللاعب الدولي السابق «محمد أبو تريكة» نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر، ضمن أسماء الأشخاص الذين تم إدراجهم في قائمة الإرهاب.

وتضمن الحكم الصادر، الخميس 12 من يناير/كانون ثانٍ الجاري، بإدراج جماعة الإخوان على قائمة الكيانات الإرهابية، وأسماء الأشخاص المتحفظ على أموالهم من قبل لجنة حصر وإدارة أموال الجماعة، على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات، وذلك على ذمة القضية رقم 653 لسنة 2014 حصر أمن دولة عليا، عدة مفاجآت بحسب جريدة «الشروق».

وحملت الصورة الرسمية من الحكم الموقعة من المستشار «خليل عمر عبدالعزيز»، والتي جاءت في 22 صفحة، أسماء عدد من الشخصيات العامة، من بينهم «محمد أبو تريكة».

ومن جانبه شدد الرئيس التنفيذي للنسخة الإلكترونية من «الأهرام» المصرية على أن: «مشكلة الرجل (أبوتريكة) الذي أسعدنا كثيرًا أنه صامت مثل (أبوالهول)، يعيش في عزلة مثل (هرم سقارة)، ولا يتنفس وسط (شلة) من الإعلاميين؛ الذين يرقصون أمام الكاميرات كل ليلة، حتى يدافعوا عنه، ولا يسهر كل مساء مع جوقة من أذرع الأجهزة الأمنية السادية، والسيادية، وشبه السيادية، فيحموه مقابل استخدامه في تغييب الناس».

وعن ملامح اللاعب المصري قال «يونس»: «يحمل أبوتريكة وجهًا مريحًا يتسم بملامح الطيبين؛ يفضح الذين وصموه بالإرهاب، وأثبتوا على أنفسهم تهمة الكذب والتدليس، وسجلوا أسماءهم في صحائف العار؛ خدمة لشياطين لا نعرفهم بالتحديد، وإن كنا نتتبع أثرهم، كما تدل البعرة على البعير، وربما مر وقت طويل قبل أن نعرف أولئك الذين ينخرون في عظام الدولة كالسوس، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا».

تاريخ مقابل استعراض وتزلف

و«أبو تريكة»، بحسب موسوعة المعلومات الحرة «ويكيبيديا» لاعب كرة قدم دولي مصري سابق، كان يلعب في مركز خط وسط مهاجم أو مركز المهاجم الثاني، يتميز بكونه لاعبا صانع ألعاب ويساهم في الهجوم وإحراز الأهداف، بالإضافة إلى اللمسات السحرية ومهارات المراوغة والاختراق، حيث تم تشبيه أسلوب لعبه باللاعب الفرنسي الشهير «زين الدين زيدان».

بدأ حياته الكروية باللعب مع نادي «الترسانة» كناشيء ثم انتقل إلى الفريق الأول للنادي واستطاع الصعود به إلى الدوري الممتاز المصري ولعب معهم 4 مواسم، ثم انتقل إلى النادي «الأهلي» واستطاع إحراز سلسلة من البطولات والإنجازات المتتالية محلياً وعالمياً، أبرزها برونزية كأس العالم للأندية عام 2006، حيث حقق لقب هدّاف البطولة وقتها، بالإضافة إلى 5 بطولات دوري أبطال أفريقيا في أعوام: 2005، 2006، 2008، 2012، 2013، و4 كأس السوبر الأفريقي، كما أحرز أيضاً 7 بطولات دوري و3 كؤوس و4 كؤوس سوبر محلية مع النادي «الأهلي».

وفي عام 2012 انتقل إلى «بني ياس» الإماراتي، على سبيل الإعارة، حيث أحرز معهم بطولة «الخليج لأندية لكرة القدم» ثم عاد مرة أخرى إلى «الأهلي» عام 2013، واستطاع إحراز بطولة «دوري أبطال أفريقيا 2013» للمرة الخامسة له مع «الأهلي»، وبعد انتهاء البطولة أعلن أن بطولة «كأس العالم للأندية» ستكون آخر المطاف في عالم كرة القدم.

وقال «يونس» عن الحكم الأخير بوضع اسم «أبوتريكة» على قوائم الإرهاب: «عند أطراف أقدام أبوتريكة تاريخ لا يمكن محوه بقرار قاض، ولا برغبة لجنة في الاستعراض والتزلف، فقد رفع أبوتريكة على صدره عبارة (تعاطفًا مع غزة)، ولم يرفع أبدًا (إشارة رابعة)، ومع ذلك فقد تبجح نفر من (القوم الظالمين) واعتبروه ضمن (الكيانات الإرهابية).

وشدد الكاتب على أن: «رئيس الجابون دعا أبوتريكة لحضور المباراة النهائية في بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها بلاده حاليًا، وسيكون (الأمير) ضيفًا في المقصورة، فهل تستطيع الحكومة السنية أن تتهم رئيس الجابون برعاية الإرهاب؟! واستقبال الإرهابيين من عينة أبوتريكة؟! هل نستطيع أن نلاحق رئيس الجابون في المحافل الدولية بتهمة (احتضان وتقبيل) أبوتريكة؟!».

حمرة الخجل والجزيرتان والقضاء

وضمت قائمة (الإرهاب) الصادرة منذ أيام، أيضاً، رجل الأعمال «صفوان ثابت»، ومساعدة رئيس الجمهورية المصري السابق «باكينام الشرقاوي»، والإعلامي «مصطفى صقر»، والقاضي السابق «وليد شرابي».

ومن قيادات الإخوان (الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، وأبناؤه، المرشدان محمد بديع، ومحمد مهدي عاكف، وأبناؤهما، خيرت الشاطر، وأبناؤه، سعد الكتاتني، محمود حسين، محمود عزت، إبراهيم الزيات، إبراهيم منير، إبراهيم الدراوي، أحمد سيف الإسلام حسن البنا، (متوفي في فبراير 2016)، أحمد محمد البيلي، السيد النزيلي، السيد عسكر، أيمن علي، باسم عودة، توفيق يوسف المتعايش (الواعي)، جمال العشري، جهاد الحداد، حازم فاروق، حسن مالك، حسين القزاز، حمزة زوبع، خالد عودة).

ومن جانبه قال رئيس التحرير التنفيذي لبوابة الأهرام المصرية: «يا حمرة الخجل كم نفتقدك في مصر، التي تصدر فيها قرارات مهمتها الوحيدة - فقط - استثارة حواس ومواهب المصريين في السخرية والتندر!!».

وأضاف «يونس»: «يجب ألا يضع أي جناح في النظام نفسه في مواجهة لاعب له في بحور المصريين (جزيرتان) هما الموهبة والأخلاق، وهما ليسا موضع خلاف أو نزاع، ولن تنظرهما محكمة أو تحكيم، بل هما ثابتتان في الأفئدة، كما الأوردة والشرايين».

وأضاف شارحاً اللبس الذي وقع فيه أمام صغاره فور علمهم بالقرار: «المأساة أن نضطر أن نواجه أبناءنا بحيلة الكذب، بدلًا من فضيلة الصدق، فحين سألني طفلي (هما ليه بيقولوا على أبوتريكة إرهابي؟!) لم أستطع أن أشرح له شيئَا، وفضلت الهروب، والاستعانة بالـ(ريموت كنترول)؛ لأبتعد به عن حلقة (العاشرة مساء)، التي كانت تناقش الموضوع، وأن أدعي أنه حصل لبس، وسوء فهم، ولجأت لـ(الغلوشة)».

وأكد على أنه: «لن يستطيع أحد أن يقول (ماحدش يتكلم في الموضوع ده تاني) سنتكلم- نحن العصاة- وسنشهد على أبوتريكة بما عرفنا، وليس بما أُمِر به (أحمد- لا مؤاخذة- موسى)»، (قاصداً الصحفي أحمد موسى الذي يعمل معه في مؤسسة الأهرام المصرية ويقدم حالياً برنامجاً تلفزيونياً في أحد القنوات المحسوبة على النظام).

عودة وبصقة

وكان «محمد عثمان» محامي «محمد أبو تريكة»، لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي سابقا، قال إن «أموال موكله مازالت مجمدة لدى لجنة حظر أموال الإخوان، رغم صدور حكم من محكمة القضاء الإداري برفع الحظر عنها».

وأضاف «عثمان»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «90 دقيقة»، المذاع على فضائية «المحور»، أن الحكم برفع الحظر عن أموال «أبو تريكة» نهائي، موضحا أن لجنة حظر أموال الإخوان تعتبر أن القضاء الإداري غير مختص بمراجعة أعمالها.

وأوضح أن أموال اللاعب «محمد أبوتريكة» السائلة والعقارية مجمدة ومتحفظ عليها، ولا يمكنه التصرف فيها، لأن اللجنة لم تضع حكم المحكمة الإدارية محل التنفيذ، لافتًا أن التحفظ على أموال الأشخاص بناءً على تحريات الشرطة فقط ينال من دولة سيادة القانون.

وكانت محكمة القضاء الإداري في مصر، قد أيدت اليوم الثلاثاء، مجددًا رفع التحفظ على أموال اللاعب «محمد أبو تريكة»، الذي فرضته لجنة التحفظ على أموال الإخوان، بعد أن قدمت اللجنة إشكالا لوقف تنفيذ الحكم.

في حين اختتم «هشام يونس»، رئيس التحرير التنفيذي لبوابة «الأهرام المصرية مقاله بالقول: «إذا لم يعد أبوتريكة من قطر- حيث يعلق على بطولة الأمم الإفريقية- وإذا فضل أن يعيش في تركيا، فلن يستطيع أحد أن يلومه، لكنه يقينًا سيعود؛ لأن (رأسه بلا بطحة) سيرجع الفتى الذهبي؛ لتكون عودته بصقة في وجوهكم؛ وليمنحنا بابتسامته الصافية (أحزمة ناسفة) للوجوه العكرة.. يقدمها هدية لمحبيه كتاجر للسعادة، وليس ككيان إرهابي».

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الأهرام أبوتريكة ايقونة السعادة إرهاب عبث