مصدر مصري: القاهرة توسط الرياض لدى الخرطوم لوقف مطالبتها بحلايب وشلاتين

السبت 21 يناير 2017 10:01 ص

أعلن مصدر مسؤول في السفارة السودانية في القاهرة، أن بلاده متمسكة بحقها في منطقة حلايب وشلاتين، مشيرا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد إجراءات للتحرك في هذا الملف.

وأوضح المصدر أن الخرطوم خاطبت الجانب المصري على مدار ستة أشهر بثلاث مراسلات رسمية بشأن الحقوق السودانية في منطقة المثلث الذهبي في حلايب وشلاتين، من دون تلقي رد من الجانب المصري، مضيفا أن «الجانب المصري يتعامل مع الخرطوم في هذا الشأن بنوع من الاستخفاف، إلا أننا نملك كثيراً من أوراق الضغط، التي يمكن أن نستخدمها لاسترداد حقوقنا، لكننا نقدر العلاقة التاريخية بين شعبي وادي النيل».

وحول ما إذا كان الحديث، في الوقت الراهن، بشأن النزاع بين مصر والسعودية على جزيرتي تيران وصنافير سيكون مدعاة للجانب السوداني للمطالبة بحقوقه، قال المصدر المسؤول «سنظهر أمام شعبنا وكأننا غير متمسكين بترابنا الوطني، ولذلك عند الحديث عن ملف جزيرتي تيران وصنافير يزيد الحديث في الشارع السوداني بشأن حلايب وشلاتين، وخصوصا أن الحقوق في هذه الحالة أوضح كثيرا، والوثائق والتاريخ يؤكدان حقوقنا فيهما».

وفي مقابل ذلك، فجر مصدر دبلوماسي مصري، خلال تصريحات خاصة، مفاجأة، مؤكدا أن مسؤولين مصريين طلبوا من نظرائهم السعوديين أخيرا، القيام بدور لدى السودان لوقف المطالبة بضم حلايب وشلاتين في هذه الأثناء، لعدم إثارة الشارع المصري أكثر من اللازم إلى حين الخروج من مأزق تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، والتي تنازلت مصر بمقتضاها عن سيادتها على الجزيرتين للسعودية.

وأكد المصدر أن المشاورات غير المعلنة بين الجانبين، المصري والسعودي، تطرقت إلى تهيئة الجو العام لإتمام الاتفاقية، لكن في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين أكدوا أنه سيكون من الصعب اتخاذ أي خطوات فعلية بشأن ملف الجزيرتين في ظل المطالبات السودانية بفتح مفاوضات مباشرة بشأن حلايب وشلاتين، وأن هذا سيزيد من تأجيج الغضب أكثر في الشارع المصري، ومع قوى المعارضة.

وأوضح المصدر أن مصر أبدت تفهماً كبيرا ومرونة في ملف إنشاء القاعدة العسكرية السعودية في جيبوتي، بعدما كانت القاهرة متمسكة برفضها، على اعتبار أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ مصري، وأن هذا أمر موجود في الأعراف الدبلوماسية العربية، مشيرا إلى أنه في حال إتمام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ربما يكون هناك تعاون مصري سعودي على الصعيد العسكري بشأن هذه القاعدة.

وكان مسؤول دبلوماسي سوداني أعلن تجديد بلاده شكواها في مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحدودها مع مصر، في إشارة إلى منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن المسؤول الدبلوماسي قوله، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة السودانية طلبت من بعثتها لدى الأمم المتحدة إبقاء شكوى السودان في مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحدوده مع مصر.

وأوضح أنه تمت مخاطبة بعثة السودان إبقاء شكوى السودان بمجلس الأمن الدولي قيد النظر، المتعلقة بحدوده مع مصر.

وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة حلايب وشلاتين، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، وهو الطلب، الذي لوّحت خلاله السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي.

ويتطلب التحكيم الدولي أن تقبل الدولتان المتنازعتان اللجوء إليه، وهو الأمر الذي لم تعلن مصر في أي وقت الموافقة عليه بشأن حلايب وشلاتين.

والإثنين الماضي، حسمت المحكمة الإدارية العليا في مصر النزاع حول مصير جزيرتي «تيران» و«صنافير»، التي وقعت القاهرة والرياض اتفاقا، في أبريل/نيسان الماضي، تؤول بموجبه السيادة على الجزيرتين بالبحر الأحمر، للسعودية؛ إذ أكدت المحكمة على «مصرية» الجزيرتين، رغم موافقة الحكومة المصرية في وقت سابق على الاتفاق، وإحالته إلى البرلمان للمصادقة عليه.

وتدافع الحكومة المصرية عن الاتفاقية بالقول إن «الجزيرتين تتبعان السعودية وخضعت للإدارة المصرية عام 1950 بعد اتفاق ثنائي» بين القاهرة والرياض، بغرض حمايتها لضعف القوات البحرية السعودية، وكذلك لتستخدمها مصر في حربها ضد «إسرائيل» آنذاك.

وأثارت اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعت خلال زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» للقاهرة احتجاجات واسعة في مصر، إذ اتهمت جماعات معارضة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالتنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» مقابل استمرار المساعدات السعودية.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان مصر السعودية حلايب وشلاتين