بعض صور أرسلت بها لنا عربة المريخ «كيوريوسيتي روفر»، جعلت أذهان العلماء تشتعل بالفضول، ومع إن الصور تظهر مجرد شقوق سطحية على سطح المريخ، إلا إنها قد تكشف لنا شيئاً بالغ الأهمية عن ماضي كوكب المريخ، فقد تكون شقوقاً طينية قديمة، ما يعني أن الكوكب يحتمل أنه احتوى على الماء في الماضي.

ماذا تعني هذه الصور؟

الصور تم التقاطها في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم يكشف عنها إلا في 17 يناير/كانون الثاني، وقد أظهرت منطقة على المريخ تسمى «Old Soaker»، ويعتقد العلماء في ناسا أن الطبقة المشقّقة قد تكونت على الأغلب منذ أكثر من 3 مليارات سنة، كنتيجة لدورات من التروية بالماء والجفاف.

مركبة «كيوريوستي» كانت قد عثرت مسبقاً على دليل على وجود البحيرات القديمة، في الطبقات السفلى الصخرية الأكثر قدماً، وفي الأحجار الطينية الأحدث الموجودة فوق سطح منطقة «Old Soaker»، مع ذلك، فإن الصور الجديدة لكوكب المريخ قد تكون أول دليل على تشققات طينية قديمة، والتي تسمى أيضاً تشققات الجفاف.

طالب الدراسات العليا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ناثان ستاين، والذي قاد التحقيق في المنطقة المريخية قال في تصريح له أن «تشققات الطين هي السيناريو الأكثر احتمالاً هنا».

كيف اختفت ثم ظهرت ثانية؟

منظر هذه المنطقة يشير إلى أن الطبقة المتشققة دفنت بواسطة طبقة من الرواسب، لتكون الصخور الطبقية، كما قال المسئولون الرسميون في ناسا في تصريح لهم، ما حدث بعد ذلك، هو أن التآكل الذي تحدثه الرياح، قام بكشف هذه الطبقة.

العالمة في مشروع كيوريوسيتي، «أشوين فاسافادا»، قالت إنه إذا كانت هذه الشقوق تعود لشقوق طينية فعلاً، فإنها ستكون متسقة مع النتائج التي وجدتها العربة من قبل، فقد تنوعت البحيرات القديمة في العمق والمدى على مر الزمان، واختفت في بعض الأحيان، مضيفة أننا نشهد المزيد من الأدلة على فترات جفاف بينية، بين ما يعتقد أنها كانت فترات لوجود بحيرات قديمة.

بالإضافة إلى شبكة التشققات الموجودة على سطح المريخ، عثر العلماء على دليل وجود طبقات مختلطة من الحجر الرملي وأحجار الطين، بالإضافة إلى نمط معين من الصخور، يتكون عندما يعبر الماء خلال طبقة رواسب مهلهلة.

المزيد من الرصد لهذه المنطقة في المريخ، سوف يساعد العلماء على معرفة كيف ومتى أصبح كوكب المريخ كوكبا جافا.