إكسير الحياة؟ إشارات جديدة إلى نظام غذائي يبطئ الشيخوخة

الأحد 22 يناير 2017 10:01 ص

العلماء كان لديهم اعتقاد منذ فترة طويلة أن النظام الغذائي المقيّد للسعرات الحرارية، يمكن أن يبطيء الشيخوخة، لكنهم لم يعرفوا ما إن كانت هذه الخطة ستنفع مع البشر أم لا، وهو السؤال الذي ظهرت دراسة جديدة تكشف عن إجابته.

الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع تساعد في توضيح بعض اللبس القديم، حول ما إن كان تقييد تناول الكالوريهات (السعرات الحرارية) يساعد القرود لتعيش فترة طويلة أم لا، وقد قال الباحثون أن نتائج بحثهم هذا، قد تساعد البشر للعيش بشكل أطول.

لماذا تعارضت دراسات تقييد الكالوريهات؟

العلماء وجدوا في دراساتهم سابقا، أن الحيوانات مثل الفئران وذباب الفاكهة والفئران، مع ديدان معينة والخميرة، عندما يطبق عليها نظام غذائي مقيّد للكالوريهات بكمية كبيرة (وصلت إلى 30% في أحد دراسات الفئران)، تطيل الحياة وتحسن الصحة، بما فيها صحة المخ، وقد تضاعفها مرتين أو ما يصل إلى ثلاث مرات.

لكن البشر مختلفون كثيرا عن هذه المخلوقات، وما قد ينطبق على الفأر وذباب الفاكهة لا ينطبق على الإنسان بالضرورة.

في الحيوانات الرئيسية مثل القرود، الأكثر شبها بنا، فإن أثر النظام الغذائي المقيد للكالوريهات بدا ملتبسا ومتعارضا، ففيما أظهرت دراسة من جامعة ويسكونسن، أن هذه القرود تعيش بشكل أطول، أظهرت دراسة أخرى من المعهد الوطني للشيخوخة، أن هذه القرود ليس من المرجح أن تعيش أطول، لكنها أكثر صحة.

دراسة جديدة.. تكشف غموض دراستين سابقتين

البحث الجديد الذي قام به باحثون من جامعة ويسكونسن، والمعهد الوطني للشيخوخة، قام بشرح هذه الفروقات، بعد أن قام العلماء فيه بتحليل بيانات القرود في كل من الدراستين، قائلة أنه علينا أن نعتد بفروقات معينة في الطرق التي أجريت بها الدراستان، لأن هذا لا يجعلهما متعارضتين في النتائج.

الحد من السعرات الحرارية يساعد القرود على العيش بشكل أطول وأكثر صحة بالتأكيد حسبما قال مؤلفو الدراسة، لكن هناك نقاطاً معينة تتدخل في هذا التأثير، مثل النظام الغذائي والجنس، والعمر الذي بدأت عنده العملية.

ففي الدراسات السابقة التي تمت في المعهد الوطني، أحضروا قروداً كانت تأكل كما يحلو لها، ثم طبقوا عليها الحد من السعرات.لكن المعهد الوطني في الدراسة الجديدة، طبق الحد من السعرات في وقت مبكر من حياة القرود، ومع إن هذا نفع مع الفئران، إلا إنه لم يكن كذلك مع القرود.

كلما زاد الطعام غير الصحي الذي تناولته القرود، فإنه قصّر من عمرها، كما إن القرود الصغيرة لم تصبح أكثر صحة عندما تم حد طعامها، بعكس الفئران. أي إن نظام تقييد السعرات لم يصلح مع القرود، إلا إن تم بدؤه بعد أن تصبح بالغة.

وبما إن البشر والقرود، يتقدمون في السن بشكل مشابه، ويعانون من نفس الأمراض عندما يتقدمون في السن، فإن الباحثين يعتقدون إن المعلومات مهمة لنا.

 أثر الأطعمة المصنعة على العمر، يشير إلى إن تحولاً بسيطاً في النظام الغذائي، قد يكون الفرق بين حياة طويلة وصحية وأخرى قصيرة، كما يعني أيضاً أن القرود الصغيرة مثل البشر الصغار، يحتاجون في هذا السن إلى كمية جيدة من الطعام الصحي.

الشئ المثير للاهتمام، هو عندما وجد الباحثون أيضاً، أنه من السئ للقرد الذكر بوجه خاص، الإكثار في الأكل، ومراكمة دهون الجسم، وهو ما يبدو ذا صلة بالبشر.

فيمَ يفيدنا هذا كبشر؟

النتيجة الرئيسية لهذا البحث، هو أنه غير ما كان يعتقد أنه «حقيقة بيولوجية»، بأن الرئيسيات تصبح أكثر عرضة للمرض مع التقدم في السن، وأن هذا البحث قد يكون مؤشراً على كون النظم الغذائية المقيدة للكالوريهات، قد تعمل مع البشر بنفس الطريقة.

هذا لا يعني أننا وصلنا إلى نتيجة شافية، فنحن لم نجربها على البشر بعد، ولا نعرف ما إذا كان البشر سيعيشون بشكل أطول وأكثر صحة بشكل أكيد، إذا تناولوا كميات أقل من كمياتهم الطبيعية مع تقدمهم في العمر.

العلماء يرجحون أن يعمل نظام خفض الكالوريهات مع بعض البشر دون غيرهم، لكن، ليس لديهم تأكيدات، لأن الدراسات التي تمت على البشر قليلة، أيضاً تساءل عالم الأحياء، «ليونارد جارينت»: من مِن البشر يمكنه أن يخفض استهلاكه الطبيعي بنسبة 30%؟

بالرغم من هذا، ما يزال هناك الكثير من الباحثين الذين تشجعهم البيانات المتزايدة بخصوص نظام خفض الكالوريهات، وهم يعتقدون أنه نوع من الصيام الذي يحسن حياة الناس، بينما يوجد علماء آخرون يعتقدون أنه يمكن للبشر أن يأكلوا بشكل طبيعي، ويطبقوا هذا النظام المحدد للكالوريهات لفترة محدودة، وسوف يأتي بنفس النتيجة.

  كلمات مفتاحية

نظام غذائي سعرات حرارية الشيخوخة

الصيام يبطئ آثار الشيخوخة ويطيل العمر

دراسة حديثة تحدد الأنشطة الرياضية المقاومة للشيخوخة

تناول الجوز يساعد في تعزيز وظائف الدماغ خلال فترة الشيخوخة