احتجاجات نسائية غير مسبوقة في العالم ضد «ترامب»

الأحد 22 يناير 2017 01:01 ص

خرجت مئات الآلاف من النساء إلى شوارع المدن الكبرى في الولايات المتحدة في مظاهرة احتجاج لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم ضد الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب» للسخرية منه والتنديد به في اليوم التالي لتنصيبه.

وقادت ناشطات من المدافعات عن حقوق المرأة أغضبهن أسلوب خطاب «ترامب» وسلوكه أثناء حملته الانتخابية واعتبرنه معاديا للنساء عشرات من المسيرات في الولايات المتحدة وتجمعات جماهيرية متعاطفة مع موقفهن في مختلف أرجاء العالم يوم السبت.

وقال المنظمون إن هذه الفعاليات اجتذبت نحو 5 ملايين مشارك في الإجمال وهو عدد فاق كل التوقعات.

وألقت الاحتجاجات كذلك الضوء على الاستياء الشديد من تصريحات «ترامب» ومواقفه من السياسات من جانب عدد كبير من المجموعات منهم المهاجرون من المكسيك والمسلمون والمعاقون والمدافعون عن البيئة.

وترددت هتافات منها (نريد زعيما حقيقيا لا مغردا منفرا على تويتر) و(ترامب يجب أن يرحل) وارتدى عدد كبير من المتظاهرات أغطية رأس وردية على شكل قطط، في إشارة إلى تفاخر «ترامب» في تسجيل مصور عام 2005 نشر قبل أسابيع من الانتخابات بالتحرش بالنساء.

وشكلت النساء الكتلة الأكبر من المتظاهرين لكن كثيرات اصطحبن أزواجهن وأصدقائهن وأطفالهن.

وبدا أن المظاهرة الرئيسية في واشنطن اجتذبت عددا أكبر بكثير من الذي خرج في اليوم السابق لمشاهدة أداء اليمين على درج مبنى الكابيتول الأمريكي (مقر الكونغرس).

ولم ترد تقديرات رسمية لأعداد المتظاهرين لكن الأعداد زادت بوضوح عن 200 ألف متظاهر توقع المنظمون حضورهم إلى وسط واشنطن حول البيت الأبيض.

مشاركة ضخمة

واحتشد مئات الآلاف من النساء في شوارع نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو ودنفر وبوسطن مما عزز المشاعر الشعبية الجارفة عن استياء لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي الحديث من رئيس في أول يوم بعد توليه المنصب.

وقدر منظمو المظاهرات عدد المتظاهرين في لوس أنجلوس بنحو 750 ألفا لتصبح واحدة من أكبر مظاهرات يوم السبت.

وقالت الشرطة إن عدد المشاركين تساو مع أو فاق عدد من شاركوا في مظاهرات مؤيدة للمهاجرين عام 2006 اجتذبت نحو 500 ألف مشارك.

وقال «بيل دي بلاسيو» رئيس بلدية نيويورك إن نحو 400 ألف تجمعوا في شوارع المدينة لكن المنظمين قدروا العدد بنحو 600 ألف مشارك.

وخرج عدد أكبر بكثير من المتوقع في شيكاغو حتى أن المنظمين اكتفوا بالاحتشاد بدلا من الطواف في شوارع المدينة.

وقالت الشرطة إن أكثر من 125 ألف شخص شاركوا في حين قدر المنظمون العدد بنحو 200 ألف وهو نفس العدد المقدر في بوسطون ودنفر.

ونظمت مظاهرات أصغر حجما في سياتل وبورتلاند وأوريجون وماديسون وويسكونسن وبسمارك في ولاية نورث داكوتا.

وأظهرت المظاهرات التي كان أغلبها سلميا عمق الانقسام في بلد مازال يعاني من حملة انتخابات عام 2016 التي شهدت تنافسا ضاريا.

وأذهل «ترامب» العالم بهزيمته لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة.

وقالت «بام فويستر» وهي من سكان ريدجواي في كولورادو إن المناخ العام في واشنطن ذكرها باحتجاجات ستينات وسبعينات القرن الماضي ضد الحرب في فيتنام ومن أجل الحقوق المدنية وحقوق المرأة.

وقالت «فويستر» «عمري 58 عاما ولا أصدق إن علينا تكرار هذا الأمر».

ويسيطر الجمهوريون الآن على البيت الأبيض وعلى مجلسي الكونغرس لكن ترامب» يواجه معارضة متأصلة من قطاعات واسعة من الشعب على خلاف فترة شهر العسل التي عادة ما يشهدها الرؤساء الجدد عندما يتولون السلطة.

وأظهر استطلاع رأي أجرته أيه.بي.سي نيوز بالاشتراك مع واشنطن بوست في الفترة الأخيرة أن ترامب» سجل أدنى نسبة تأييد لأي رئيس جديد منذ سبعينات القرن الماضي.

على مستوى العالم

وفي سيدني ولندن وطوكيو ومدن أخرى أوروبية وآسيوية، قادت النساء أيضا مظاهرات احتجاج على ترامب الذي تعهد بأن ترتكز السياسة الأمريكية على مفهوم (أمريكا أولا).

وتباهى منظمو المسيرات بتنظيم نحو 670 تجمعا على مستوى العالم تضامنا مع الحدث الرئيسي في واشنطن وقدر العدد الإجمالي في أنحاء العالم بنحو 4.6 مليون مشارك لكن لم يتسن التحقق من هذه الأعداد من مصدر مستقل.

وكتب «ترامب» على حسابه على «تويتر» يوم السبت يقول «يشرفني أن أخدمك يا شعب أمريكا العظيم باعتباري الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية."

ولم يعلق «ترامب» على المسيرة لدى حضوره مناسبة في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن قبل أن يزور مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه).

لكنه هاجم بغضب تقارير إعلامية ومنها صور تظهر أن الحشود في يوم التنصيب كانت أقل من تلك التي تجمعت في عام 2009 وفي عام 2013 عندما أدى باراك أوباما اليمين كرئيس للولايات المتحدة في فترة ولايته الأولى ثم الثانية.

وقال «ترامب» خلال زيارته لمقر المخابرات «ألقيت كلمة ونظرت أمامي كان هناك (عدد) بدا كما لو كان مليونا وربما مليون ونصف، وأضاف "عرضوا ساحة كأن أحدا لم يكن يقف بها."

وأدى «دونالد ترامب»، الجمعة، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة خلفا لـ«باراك أوباما»، مشددا في خطاب له أنه سيسعى لإعادة أمريكا «عظيمة مرة ثانية»، وسيوحد العالم ضد ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامي المتشدد».

وفي بلد منقسم بشدة حوله، شدد «ترامب» (70 عاما) على أنه سيتبع سياسات في الداخل والخارج تقوم على «أمريكا أولا».

أقل شعبية

وتبين استطلاعات الرأي أن ترامب» أقل شعبية من أي رئيس في التاريخ المعاصر، والأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية، من الهجرة إلى الإرهاب، مرورا بتغير المناخ وعلى «ترامب» أن يبين الآن أنه قادر، باعتباره زعيما للأمة، على رأب الصدع الذي تسبب فيه عندما كان في الحملة الانتخابية.

واعتبرت صحف أمريكية وبريطانية أن خطاب تنصيب «ترامب» إعلان حرب على جميع القيم المدنية وأن خطابه مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجها إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه.

 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب مظاهرات احتجاجات نسائية