استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هـل العرب جاهزون للرئيس ترامب؟

الأحد 22 يناير 2017 07:01 ص

منذ ثمانِي سنوات، وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 بيومين، كتبتُ في هذه الصفحة مقالًا بنفس العنوان أعلاه، مع فارقٍ يتمثل في أن اسم الرئيس يومها كان «أوباما». كانت جميع استطلاعات الرأي وقتها، ومعها الأجواء النفسية السائدة في أمريكا تجاه إدارة بوش الابن والجمهوريين بشكلٍ عام، تشير إلى غلبة احتمال فوز أوباما بالرئاسة. 

من هنا، قلت: «وإذا حصل هذا، يصبح السؤال المطروح عنوانًا لهذا المقال مشروعًا: هل العرب جاهزون للتعامل مع رئيسٍ أمريكي مثل باراك أوباما؟». واليوم، مع فجر اليوم الثالث لوجود رئيسٍ أمريكي جديد مثل دونالد ترامب، يفرض السؤال نفسه بقوةٍ، وبنفس الملابسات المتعلقة به حين طُرحَ يومذاك، وكان منها ما يلي:

«قد يستغرب البعض من السؤال لأن الانطباع السائد في العالم العربي يوحي بأن شعبية المرشح الديمقراطي فيه ربما تفوق شعبيته في بلاده. لكننا نعلم جميعًا أن هذه المشاعر تنبع من رؤيةٍ عاطفيةٍ تعوَّدنا على وجودها في هذه البقعة من العالم. وهي تصدر عن (الأمل) بأن يتعامل الرجل مع العرب بشكل مختلف عن الطريقة التي تعامل بها الرئيس بوش معهم».

وبعد الحديث عن احتمال تحسُّن العلاقات بين العرب وأمريكا، وأسباب ذلك، تم التأكيد في المقال: إن «هذا لا يعني أبدًا أن أوباما سيتساهل في تأمين المصالح الإستراتيجية لبلاده من أجل (سواد عيون) العرب والمسلمين»، وأنه «سواء كان الأمر على المستوى الجماهيري أو على المستوى الرسمي، يجب أن يتجاوز العرب عقلية انتظار الهبات من الآخر. ففي هذا العالم المعقد، لا مجال للتعامل بين الدول بناءً على العواطف والمشاعر.

وأفضل ما يمكن للمرء أن ينتظره من النظام السياسي العالمي هو أن يمتلك حدًا أدنى من العقلانية والفهم للشروط التي يتحقق معها الأمن والسلام والازدهار في العالم. وهي شروط تتضمن درجةً من الاحترام المتبادل ومن التعاون المشترك في جميع المجالات. بكلماتٍ أخرى، هذا هو أقصى ما يمكن لأوباما رئيسًا أن يقدمه للعرب». 

لكن السؤال الآخر المهم كان منذ ثماني سنوات، ولا يزال اليوم، يكمن في البحث عن شروط ذلك الاحترام المتبادل. 

إذ أنه «لا يمكن أن يحصل في غياب احترام طرفٍ من الأطراف لذاته بالمعنى الحقيقي للكلمة. كما أن حصول التعاون يصبح مستبعدًا إذا كان طرفٌ من الأطراف لا يعرف أصلًا ما يريد. بعد أكثر من ثماني سنوات، تفيد المعطيات والإحصاءات أن دلالات الأرقام المذكورة أصبحت أسوأ مما كانت عليه يومها، والمعلومات موجودة في تقرير التنمية البشرية العربي 2016. 

وإذ تساءلنا عام 2008 بالقول: «في ظلّ وجود هذه الحقائق، هل يكون العالم العربي جاهزًا للتعامل مع أوباما بكل انفتاحه وثقافته وحتى تعاطفه بعد أن أصبح رئيسًا؟»، فإن مجرد التفكير بالسؤال، في ظل ما بات معروفًا عن «الفكر السياسي» للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة في مجال السياسة الخارجية، يبدو مُرعبًا الآن.

* د. وائل مرزا كاتب وأكاديمي سوري.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة ترامب الإدارة الأمريكية الجديدة السياسة الخارجية العرب

ترامب والمجتمع المدني العربي