استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ضرب مطار المزة وفضائح الممانعة وحلفائها

الاثنين 23 يناير 2017 04:01 ص

قبل آخر ضربتين، وربما ثلاث وجهها العدو الصهيوني لأهداف في العمق السوري، قال بشار الأسد إنهم أبلغوا الجهات الأجنبية التي تتواصل معهم، «أننا سنرد في المرة القادمة».

قبل أيام عاد الصهاينة وضربوا في مطار المزة العسكرية، وارتبك محورالمقاومة العتيدة كالعادة في تفسير الموقف والرد عليه، وتمت استعادة البيانات التقليدية البائسة عن «دعم الإرهابيين».

لعل القضية الأهم في هذه الضربات هي تلك التي تتعلق بفضيحة المحور الإيراني الذي لم يعد يرى أن الكيان الصهيوني هو أولويته، بفرض أنه كان يراه كذلك، في حين ثبت للقاصي والداني أن الأمر لم يكن يتعدى استخدام قصة المقاومة في تثبيت مشروع تمدد طائفي؛ إن كان في لبنان، أم في عموم المنطقة.

قبل أن نترك لخبير أمني صهيوني فرصة الكشف عن حقيقة القصة بكل جوانبها، نود القول إن أسخف ما يمكن أن يتورط فيه المحور إياه هو تصوير الضربات بوصفها تزكية له، وأنه هو المعادي للكيان الصهيوني، في حين يجري استدعاء أية كلمة أو تصريح لمعارض سوري نكرة أو تافه يتحدث بإيجابية عن الكيان الصهيوني.

ذلك أن القضية هنا هي أن هذا الكيان لا يسمح بالإخلال بالتوازن الاستراتيجي، حتى لو كان مع أنظمة متصالحة معه، والضربات تستهدف كما بات معروفا شحنات أسلحة متطورة موجهة لحزب الله، وهو أمر لا يمكن أن يكون مقبولا للكيان.

هذا بالطبع لا يعني بالنسبة لنا أي شيء، فلسنا ممن ينكر حالة العداء بين الحزب والكيان، ولا ما كان من بطولات، وموقفنا الراهن منه يتعلق بالمشاركة في إجهاض ثورة شعب لم يوجهها أحد، وفاجأت العالم أجمع، فضلا عن الموقف من لصوص سرقوا ثورة شعب في اليمن، وذلك استجابة لأوامر “ولي فقيه” يريد استعادة ثارات التاريخ وتغيير حقائق التاريخ والجغرافيا في المنطقة.

نترك الآن الموقف للخبير الأمني الصهيوني المعروف يوسي ميلمان كي يشرح حقيقة ما يجري وموقف الروس الذين استدعاهم خامنئي؛ لا لنصرة المقاومة ضد العدو الصهيوني، وإنما لإنقاذ طاغية وقتل شعبه.

يقول ميلمان في مقاله بصحيفة "معاريف" إن «أهداف الهجمات الإسرائيلية، التي حسب منشورات أجنبية كانت على الأقل بين 10 و 15 خلال السنوات الثلاث الأخيرة، هي مخازن وقوافل سلاح متطور، مثل منظومات الدفاع الجوي، ومنظومات توجيه وتسيير للصواريخ، صواريخ بر – بحر وغيرها، تزودها إيران وسوريا لحزب الله».

واعتبر ميلمان أن من «المشوق» الإنصات لتحذير «الناطق بلسان وزارة الدفاع الروسية للولايات المتحدة وقوات التحالف العاملة في سماء سوريا من مغبة مهاجمة أهداف النظام السوري»، مضيفا «أما هجمات إسرائيل فموسكو تتجاهلها حاليا». رأى ميلمان أنه «لو كانت روسيا؛ الداعم الأكبر للأسد، تعارض إسرائيل وتحذرها من مغبة ذلك لكانت للأخيرة مشكلة صعبة، وحرية عملها كانت ستقيد».

ويستنتج الخبير الإسرائيلي من ذلك «أنه توجد على ما يبدو تفاهمات هادئة بين القدس وموسكو». أما طبيعة التفاهمات «فليست واضحة باستثناء آلية منع الصدام والاحتكاك بين طائرات الجيشين».

لكن ما يمكن استنتاجه حسب ميلمان هو أن “روسيا تفهم ما هي خطوط إسرائيل الحمراء وما هي مصالحها في سوريا”، التي تتلخص في “منع نقل سلاح حديث ومتطور لحزب الله، في ظل تعهدات واضحة بأنه ليس لإسرائيل مصلحة للتدخل في الحرب الأهلية؛ ودعم الثوار أو العمل ضد نظام الأسد”.

وينتهي إلى القول إنه «طالما بقيت روسيا تقبل بتفهم وبموافقة صامتة لهذه المبادىء، فستتمكن إسرائيل من مواصلة العمل بين الحين والآخر على أساس الاستخبارات الدقيقة والحديثة في سوريا».

هل ثمة ما هو أوضح من ذلك؟ وللتذكير هنا أيضا، لعلكم تلاحظون أن بشار، وفي جميع مقابلاته خلال العامين الأخيرين، لم يأت على ذكر الكيان الصهيوني من قريب أو بعيد، خلا ذلك التهديد الفارغ المشار إليه آنفا، بل إنه لم يجد حرجا في عرض التعاون مع ترامب ضد الإرهاب، من دون الإشارة إلى مواقفه من الكيان الصهيوني.

بقية الحكاية هي انتظار المواقف الإيرانية من ابتزاز ترامب في سياق الاتفاق النووي، وبالطبع لصالح الكيان الصهيوني، وكيف ستتغير تلك المواقف ليثبت من جديد أن الكيان هو أكبر مستفيد من هذا الحريق الذي أشعله خامنئي، بينما استنزف الجميع في المنطقة، وفي المقدمة إيران وشعبها الذي تم تبديد ثرواته في حروب العبث ومطاردة الأوهام.

* ياسر الزعاترة - كاتب سياسي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

سوريا نظام الأسد مطار المزة الكيان الصهيوني إيران حزب الله