اليوم.. «أستانة» تجمع طرفي الصراع السوري على مائدة مستديرة لتثبيت وقف إطلاق النار

الاثنين 23 يناير 2017 07:01 ص

تنطلق في العاصمة الكازاخية، آستانة، اليوم، مباحثات مباشرة هي الأولى من نوعها بين النظام السوري والمعارضة، من المقرر أن تمتد على مدى يومين.

ووصل يوم أمس إلى آستانة وفد النظام السوري الذي يضم 10 أشخاص برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة «بشار الجعفري».

كما وصل رئيس وفد الفصائل المعارضة «محمد علوش»، برفقة نحو 10 من قيادات الفصائل، بعدما كان قد سبقهم إلى كازاخستان معظم الشخصيات المعارضة المشاركة في المباحثات، والتي يبلغ عددها، وفق اللائحة النهائية، 14 ممثلا للفصائل، و21 مستشارًا سياسيًا وعسكريًا.

وأكد الجانبان أن المفاوضات ستتمحور أولا حول تثبيت وقف إطلاق النار الهش، والساري منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول برعاية روسيا وإيران وتركيا.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية، الأحد، أن مباحثات التسوية السورية ستبدأ في فندق «ريكسوس» الإثنين، عند الساعة 13.00 بتوقيت كازاخستان، على أن تنتهي الثلاثاء في الساعة 13.00.

جدول الأعمال

من جهتها، كشفت وكالة «إنترفاكس» الروسية، نقلاً عن مصدر مطلع، تفاصيل خطة سير المفاوضات وخطوات المباحثات في العاصمة الكازاخية.

وبحسب الوكالة فإن اللقاءات ستبدأ بمأدبة غداء على شرف المدعوين تتبعها، الجلسة الأولى للمباحثات بين الساعة 13:00 - 14:00 بالتوقيت المحلي، حيث يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان «نور سلطان نزرباييف» بكلمة ترحيب، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

وبين الساعة 14:00- 15:00 بالتوقيت المحلي، تبدأ المباحثات السورية-السورية بين وفدي المعارضة والنظام، وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة «ستيفان دي ميستورا»، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة.

أما في فترة ما بعد الظهر، فستتواصل المشاورات بشكل ثنائي.

وفي الجلسة العامة الثانية من المباحثات التي تبدأ عند الساعة 19:00-20:00 مساءً بالتوقيت المحلي، سيتم تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.

وفي اليوم الثاني، من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف.

وعند الساعة 14:00 بعد الظهر سيتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج، ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الوفود.

في السياق نفسه، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصادر مقربة من اجتماعات أستانة أن الهدف الرئيسي من هذه المباحثات هو «تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار»، المعلن في سوريا في 29 ديسيمبر/ كانون أول الماضي.

وأكدت المصادر أن المجتمعين «لن يبحثوا أية مبادرات أخرى».

وهذه أول مرة تلتقي فيها المعارضة وممثلون لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، منذ تعليق المفاوضات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، في بداية العام الماضي.

وعلى الرغم من إعلان جدول الأعمال، إلا أن «رويترز»، نقلت عن المفاوض الروسي الرئيسي في هذه المحادثات «الكسندر لافرينتيف»، قوله إنه «لم يتضح بعد ما إذا كان وفد الحكومة السورية والمعارضة سيلتقيان وجها لوجه أم سيتواصلان من خلال وسطاء».

في المقابل، وضع المنظمون أمس طاولة واحدة كبيرة مستديرة في قاعة المؤتمرات.

ورحب «دي ميستورا» أمس بالمحادثات، ووصفها بأنها «مبادرة جيدة» وفق تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية.

وسيكون حضور الدول الغربية محدودا، إذ سيشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء، كما سيكون للاتحاد الأوروبي حضور رسمي.

مصاعب

ومما يزيد المصاعب أن روسيا وتركيا مازالتا على خلاف بشأن القضايا الأساسية مثل ما إذا كان يجب بقاء «الأسد» في السلطة أو التنحي من أجل تحقيق المصالحة.

في الوقت الذي قلل «بشار الجعفري» رئيس وفد النظام السوري للصحفيين على الطائرة التي أقلته إلى أستانة، من أهمية دور تركيا كطرف في المحادثات قائلا إنها «بين السوريين فقط».

وأضاف «الجعفري» أن «تركيا تنتهك السيادة السورية، ولذلك لا يوجد حوار سوري تركي»، وذلك في إشارة إلى الدعم التركي لجماعات معارضة مسلحة.

من جهته، قال «محمد علوش» رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانة، لوكالة «رويترز»، إن الحكومة السورية وإيران تحاولان تقويض محاولة من جانب روسيا للانتقال من القتال في صفوف القوات الحكومية إلى دور حيادي.

وأضاف: «روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي، وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها، كما تريد إيران أن تحاربها بأدواتها الطائفية».

وأشار «علوش» إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والحكومة السورية لوقف ما تصفه المعارضة بالانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه تركيا وروسيا، سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سوريا.

وأضاف: «لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبارا حقيقيا لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي فيما بعده أفشل».

مقدمة لجنيف

وتأتي مباحثات أستانة بعد فشل مبادرات عدة حول الأزمة السورية طوال سنوات النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 310 آلاف قتيل، كان آخرها 3 جولات مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف، في عام 2016، وباءت جميعها بالفشل.

وأشار «هشام مروة»، عضو الائتلاف الوطني، المشارك في المفاوضات، إلى أن المباحثات «ستكون مقدمة لمفاوضات سياسية نتوقع أن تكون مجدية في جنيف في 8 فبراير/ شباط المقبل»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسار كازاخستان «مسار تفصيلي وداعم لجنيف، خاصة أن الحديث فيه سيكون عسكريا ويتطرق لتفاصيل عملية وقف إطلاق النار، على أن تبقى (جنيف) المرجعية للعملية السياسية».

وأشار إلى أن وفد المعارضة سيطالب بوجود مراقبين دوليين لضمان التزام كل الأطراف بالهدنة، على أن تكون هناك آلية واضحة للمراقبة والمحاسبة.

وأضاف: «الروس لم ينجحوا في وقت سابق بإلزام النظام بالهدنة، لذلك المطلوب أن يكون هناك أطراف ومراقبون دوليون قادرون على إنجاز هذه المهمة».

وقال بعض المراقبين إن الاجتماعات في أستانة قد تساعد على استئناف مفاوضات جنيف التي ترأسها الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي كبير بمجلس الأمن الدولي شريطة عدم نشر اسمه إن «عملية أستانة تعد إلى حد ما شيئا لا يمكن التكهن به في ضوء عدم التأكد مما يفكر فيه الروس على وجه الخصوص»

وأضاف: «ولكن في ضوء أنها تساعد على استئناف عملية حقيقة تقودها الأمم المتحدة.. فيمكن حينئذ أن تلعب دورا بناء».

وتستبعد المحادثات الغرب بشكل خاص على الرغم من أن موسكو وجهت دعوة في آخر دقيقة للإدارة الأمريكية الجديدة الأسبوع الماضي.

وأعلنت أمريكا مشاركتها في المفاوضات عبر سفيرها في آستانة بسبب مشاغل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة السلطة.

وستحضر الولايات المتحدة بصفة مراقب، بعد أن وجهت لها دعوة رسمية من كازاخستان بتوجيه من روسيا وتركيا، رغم معارضة إيران.

وتؤيد موسكو وأنقرة طرفين متناحرين في الصراع مع تقديم تركيا مساعدة للمعارضين المسلحين لـ«الأسد»، في حين قلب الجيش الروسي اتجاه الصراع لصالح «الأسد».

ولكن كلا من تركيا وروسيا تريد أن تفصل نفسها عن القتال.

وقد دفع ذلك البلدين إلى تحالف في هذا الشأن يعتقد بعض الناس أنه يمثل أفضل فرصة لتحقيق تقدم نحو التوصل لاتفاق سلام، ولاسيما مع انشغال واشنطن بقضايا داخلية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا محمد علوش أستانة مفاوضات تركيا