غضب في السعودية بسبب فتوى تجيز الغش في امتحانات اللغة الإنجليزية

الاثنين 23 يناير 2017 11:01 ص

أثار الداعية السعودي والعضو السابق في هيئة التدريس بجامعة الإمام، «عبدالرحمن بن ناصر البراك»، غضب شريحة واسعة من المثقفين السعوديين، بعد نقله فتوى لداعية تجيز الغش في امتحانات اللغة الإنجليزية في مدارس وجامعات المملكة.

وقال «البراك» في مقالته السابقة التي نقلها المحامي والحقوقي السعودي «عبدالرحمن اللاحم»، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس الأحد: «إن الداعية السعودي الراحل الكاتب عبدالعزيز السلمان، أفتى بجواز الغش في  امتحان اللغة الإنجليزية»، معتبرا أنه «عرف سلفا حقيقة تعليم اللغة الإنجليزية.. لأنها مع قبح تعميم تعليمها صارت حجر عثرة لكثير من الطلاب في طريق تخرجهم، فرحم الله ذلك الشيخ، ما أبصره بالواقع!».

وأضاف: «أن التمجيد المزعوم للغة العربية، يكذبه واقعها في الخطط والتطبيق والنتائج، وفي منزلة المتفوق فيها توظيفا واحتفاء، ولكن الذي يدل عليه الواقع في كل ذلك أن اللغة المقدسة هي اللغة الإنجليزية! فلماذا المغالطة والتمويه والخداع والتلبيس على الناس؟».

وتابع: «اللغة الإنجليزية تحظى بهذه المنزلة لدى المعجبين المفتونين بالغرب، وتلك مصيبة الأمة، إنها التبعية العمياء! وهذه اللغة المقدسة (الإنجليزية) لا يستحي المفتونون من تعليمها للأطفال في الروضات، ولا يستكثرون ما ينفق من الأموال في سبيلها من مال الدولة أو الأهالي، ونتيجة المتخرج من المرحلة الثانوية بعد 8 سنوات من دراسة اللغة الإنجليزية يمكن أن يقدر بنسبة 5% أو 2.5%، ويترجح عندي 1%».

وأعرب «اللاحم» -الذي اشتهر بأنه محامي الصراعات الباحث عن القضايا الشائكة، والحاضر في الكثير من القضايا المثيرة للجدل، والمتحدية للتيار المحافظ- عن استغرابه من الفتوى، ومن إعادة نشرها من قبل «البراك».

وبين الحين والآخر تنتشر في السعودية مطالبات يطلقها أكاديميون ومثقفون وبعض الدعاة، بضبط الفتوى وفق معايير محددة، درءا لشذوذ فقهي انتشر في الآونة الأخيرة بالمجتمع السعودي وغيره من المجتمعات الإسلامية، لتحجز لنفسها مكانا في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتثير بعض الفتاوى التي توصف بـ«الشاذة» حفيظة شريحة واسعة في السعودية والعالم الإسلامي ككل، ويستند بعضها إلى نصوص من التراث؛ منها ما يجيز أكل لحم تارك الصلاة والزاني والمرتد، ومنها ما يطالب بتغيير اسم «نادي الباطن» الرياضي، بحجة أنه أحد أسماء الله الحسنى.

ويطالب عدد من الباحثين والمثقفين بضبط الفتوى، في محاولة لمنع نشر بعض الشطحات الدعوية التي يطلقها بعض الدخلاء على العلم الشرعي.

في حين يستمر محافظون وشريحة واسعة من المتدينين بمحاربتهم لتيارات التجديد، ممن يعتبرون أن تنظيم الفتوى قد يفتح بابا لمحاربة الاجتهاد؛ وهو أحد مصادر التشريع الإسلامي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية اللغة العربية اللغة الإنجليزية الغش فتوى