«طلسم السيسي».. «عمل سفلي» بين نبوءة آخر الزمان وتقويض حكمه

الاثنين 23 يناير 2017 12:01 م

آخر الصيحات الصادمة على المجتمع المصري، كانت انتشار مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يدعي أنه «عمل سفلي» لتقويض نظام الرئيس «عبد الفتاح السيسي».

مقطع الفيديو الذي انتشر تحت عنوان «حقيقة طلسم السيسي»، قال القائمون عليه من صفحة تطلق على نفسها اسم «كتايب الست»، إنه سحر أسود لإسقاط «السيسي».

ورافق المقطع المصور، أصوات لشخص أو أشخاص يقومون بقراءة تعويذات غامضة تستعين بملوك الجن والعفاريت، مع ظهور لأخد الأشخاص وهو يقلب ورقة فوق موقد تشتعل فيه النار وتخرج منه الأبخرة، ويحرك أصابعه باتجاهات محددة تحمل دلالات معينة.

وظهر من ضمن لقطات المقطع، بومة تقف على الورقة التي تحوي الطلاسم، ثم ظهر ثعبانان يتلويان فوق صورة «السيسي»، وفي لقطة ثالثة تم وضع خفاش مقيد الأطراف على وجه «السيسي»، وكانت اللقطة الرابعة تتضمن صورة سحلية تقف أيضاً فوق صورة الرئيس المصري.

اللافت في صورة «السيسي» أنها جسدته بلباسه العسكري، وقد كُتب على جسده كلمات مثل «وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم الدين»، وعبارة أخرى مثل: «اللهم فرق بين الماء والنار كما فرقت بين اليهود والنصارى»، إلى جانب العديد من الجداول والأرقام والخطوط المبهمة المرتبطة بالمشعوذين أنفسهم.

والأشد غرابة وما قد يكون مثيراً فعلاً، هو أن من رسم تلك المخطوطة وما تتضمنه من طلاسم، وضع عنكبوتاً ضخماً وعقارب وحشرات تشبه الصراصير أو النمل الكبير وهي كما يبدو تهاجم «السيسي».

القائمون على صفحة «كتايب الست»، حرفوا آية في القرآن حين كتب أسفل الفيديو «إنا أنزلناه في ليلة الغدر»، مشيرين إلى أن هذا «الطلسم» جاء بعد ما أسموه «اجتماع كتايب الست بلفيف من الأرواح التي زهِقت غدرا في السجون المصرية، في جلسة ماورائية مطولة للإستشارة والإنارة».

«كتايب الست»، أضافت للمقطع المصور بيانا، حمل رقم (3)، أعلنت فيه مسؤوليتها عما قالت إنه «طلسم السيسي»، والذي يبدو أنه تلك الشعوذات التي حملها المقطع المصور.

وجاء في البيان: «تيمناً باستبسال سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي، ومتزامناً مع ذكرى وصول رأسه الشريف إلى مصر تعلن كتايب الست مسؤوليتها الكاملة عما عرف إعلامياً باسم طلسم السيسي».

وأضاف البيان: «نظراً لما دار حول هذا الطلسم من لغط وكذب وإشاعات مفادها تبشير المدعو عبد الفتاح بأنه ملك آخر الزمان، قررت الكتايب إظهار الحقيقة وكشف كذب الدجالين المنافقين المحيطين بالمدعو أعلاه».

وتابع البيان: «كما تعلن الكتايب تحديها الصارخ لكل من يرى في نفسه ساحراً أو دجالاً، إن استطاع فك طلاسم هذا العمل السحري ورفع اللعنات التي سوف تقع على المدعو عبد الفتاح ابن سعاد، من تاريخ إصدار هذا الإعلان».

ووجهت المجموعة تحذيراً لمفتي مصر السابق «علي جمعة» قالت فيه: «ونحذر عياناً بياناً المدعو علي جمعة، بالكف عن التدخل في شؤون العوالم السفلية، كما نحذر كل من راودته نفسه عن ذكر ثورة 25 يناير بأي سوء أو استهزاء، وقد أعذر من أنذر».

وختم البيان باقتطاع آية من القرآن قالت: «وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ».

ردود أفعال متناقضة

موقع «الحرية والعدالة» أحخد الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، اعتبر الصفحة والطلسم وما أثير حول الموضوع، من باب فشل «السيسي» في إدارة الدولة والحفاظ على شعبيته المزعومة، وفي إقناع الناس بمبررات الدفاع عن هذا الفشل، فاستغل جهل الكثير من البسطاء للترويج بأن هناك من يقوم بأعمال سحر وشعوذة لـ«ربط السيسي» عن تحقيق وإنجاز.

بيد أن مجلة «لغة العصر» التابعة لمؤسسة «الأهرام» الحكومية، اعتبرت ذلك عمل من «أهل الشر» لعمل سحر أسود لإسقاط نظام رئيس مصر والرئيس «السيسي»، بعد فشلهم في اختلاق الأزمات التي تؤدي إلي إسقاطه، لجأوا للسحر الأسود من أجل الإضرار به وبمصر.

«جمعة» يرد

من جهته، رد «جمعة»، على التهديدات التي وجهت له بالقول: «تلك التهديدات لن تثنيني عن آرائي ومواقفي».

وقال المفتي السابق، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، إن «نشر مثل هذه الأعمال تعبير عن الفشل في زعزعة استقرار الدولة»، واصفاً الفيديو الذي أطلقت عليه المجموعة «طلسم السيسي» بأنه «خزعبلات، لا علاقة لها بالدين، وليس لها أي تأثير على الرئيس السيسي أو غيره، كونها مجرد حيل ضمن حرب نفسية».

إفلاس

بدورها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس، إن لجوء هذه المجموعات لمثل هذه الأعمال، هو «دلالة على الإفلاس الفكري والسياسي».

وأوضحت أن «الهدف من بث الفيديو هو مجرد إعلان شهرة عن اسم جديد، أو حركة جديدة تعلن عن نفسها بتصرف غريب»، قائلة: «كتائب الست لم نسمع عنها من قبل، والتشكيل الجديد يعلن نفسه ويروج لنفسه بشكل غير مباشر».

أما اللواء المتقاعد «مجدي البسيوني» الخبير في الشؤون الأمنية، فقال إن مقطع الفيديو، «لن يكون له أي تداعيات أو إجراءات استثنائية من قبل الأجهزة المعنية لحماية السيسي».

وأضاف: «إذا كانوا يريدون إرباك الرئيس أو الحرس الخاص به مثلاً، فالرئيس وحرسه لا ينتظرون مثل هذه الأعمال كي يتوخوا الحذر».

واختتم الخبير الأمني: «هذه تصرفات عقيمة ولا تجدي، ولا تستهدف سوى لفت الانتباه لتنظيم أو حركة جديدة تريد أن تبعث الأمل في نفوس أعضائها، بخطوات لن تؤثر في مجريات الأمور».

أصل «الطلسم»

وكان الفلكي «أحمد شاهين» الذي يشغل منصب عضو الجمعية الأمريكية للفلكيين، في سبتمبر/ أيلول الماضي، هو أول من تحدث عن ظهور «طلسم الملك للسيسي»، مبينًا ذلك بصورة تدل على ذلك.

«الطلسم» الذي كان مدفونًا قرب مرقد «أهل بيت النبي» (دون ذكر مكان المرقد)، يؤكد أن «السيسي» هو «المهدي المنتظر»، و«إمام مصر والحجاز»، كما قال «شاهين».

وأكد «شاهين» أن «الطلسم» بشر به عالم الدين المتصوف «محي الدين بن عربي»، كما أن نبؤات الأقدمين منذ 1100 عام، بشّرت بظهور «صاحب مصر» الذي ينتمي إلى «المؤسسة العسكرية» في مصر نهاية الزمان، وهو «السيسي».

«الطلسم» باللغة العربية هو مجموعة كتابات تحتوي معانٍ غامضة، ويستخدمها السحرة والمشعوذون.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طلسم السيسي سحر شعوذة مصر علي جمعة