لأول مرة منذ التدخل الروسي.. موسكو تحذر نظام «الأسد» بحزم من خرق وقف إطلاق النار

الاثنين 23 يناير 2017 03:01 ص

للمرة الأولى، منذ التدخل الروسي في سوريا، وجهت موسكو تحذيرا مباشرا وحازما لنظام «بشار الأسد» شددت فيه على ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.

وذكر المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، قيادة جيش النظام السوري بضرورة الالتزام بشكل كامل بوقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة نوفوستي عن مسؤول كبير في المركز، الذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية مقرا له، قوله إن «طرفي النزاع يلتزمان بالهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ 29 ديسمبر/كانون أول الماضي، بشكل عام، لكن قيادة المركز قلقة من خروقات تحصل من وقت لآخر ومصدرها القوات الحكومية السورية».

وأضاف المسؤول أن «مراقبي المركز الروسي يرصدون يوميا ما معدله 6 خروقات لنظام الأسد، وقبل أيام، ذكر الجانب الروسي القيادة العسكرية السورية بحزم بضرورة التزام قادة معينين في الجيش السوري بالاتفاقات التي تم التوصل إليها، وبضرورة عدم السماح بخرق تلك الاتفاقات».

وأكد المسؤول أن مركز حميميم سيواصل اتخاذ مواقف موضوعية، من أجل استعادة الاستقرار في كامل أراضي سوريا في أقرب وقت.

ويأتي التحذير الروسي لنظام «الأسد» بالتزامن مع انطلاق مؤتمر أستانة، صباح الاثنين، في كازاخستان، الذي ترعاه موسكو وأنقرة؛ وذلك لحل الأزمة السورية، والذي سيبحث تثبيت نقاط وقف إطلاق النار في سوريا كخطوة نحو الانتقال إلى الحل السياسي.

وفي 30 ديسمبر/كانون أول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة السورية عليه، بفضل تفاهمات تركية - روسية، وبضمان البلدين.

لكن النظام السوري يواصل قصف منطقة وادي بردى بريف دمشق ومحاصرة أهلها، وهو ما اعتبر ضربا للنظام بالاتفاق عرض الحائط.

وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة إن قرار المعارضة حتى الآن هو رفض صيغة المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، وطالب بتجديد روسيا التزامها بإعلان وقف إطلاق النار على الأراضي السورية بكاملها، مشيرا إلى أنه جرى تبليغ المعارضة بأن روسيا وجهت طلبا صارما للنظام بوقف الأعمال القتالية بوداي بردى في ريف دمشق.

ورفض الوفد صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي وضرورة حصره بتثبيت وقف إطلاق النار، كما رفض المصدر ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي كضامن لوقف إطلاق النار.

وقالت وسائل إعلام إن مسودات البيان الختامي للمفاوضات تشير إلى إيران على أنها ضامنة للاتفاق إلى جانب روسيا وتركيا، وهو ما ترفضه المعارضة بشكل قاطع.

وشهدت أستانة عاصمة كازاخستان الليلة الماضية اجتماعات مكثفة تحضيرا لانطلاق المفاوضات السورية.

إيران والنظام يعرقلان

وكان رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانة «محمد علوش» قد اعتبر أن إيران والنظام السوري يعرقلان رغبة روسيا في الانتقال من دورها القتالي إلى دور محايد.

وأضاف: «روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام يريد إفشالها وإيران تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية».

وأشار «علوش» إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والحكومة السورية لوقف ما تصفها المعارضة بالانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سوريا.

وتابع: «لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبار حقيقي لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق، فإذا فشلت في هذا الدور فهي لما بعده أفشل».

وقال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الأسبوع الماضي إنه لولا تدخل روسيا لسقط النظام في سوريا في غضون أسبوعين.

واعتبرت هذه التصريحات «رسالة واضحة لطهران بأن دوركم كان ضعيفاً ولم تُحققوا أي شيء من قتالكم طوال خمسة أعوام مع النظام السوري، نحن من أنقذنا النظام السوري ونظامكم من مصير مروع في المنطقة؛ فلا تبالغوا في تقدير تأثيركم».

ويضم وفد المعارضة المفاوض 14 شخصية من الفصائل المقاتلة، إضافة إلى 21 مستشارا قانونيا.

وفي المقابل يرأس مندوب النظام إلى الأمم المتحدة، «بشار الجعفري»، وفد النظام إلى أستانة، الذي يضم 10 شخصيات بينهم 3 شخصيات عسكرية وأمنية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا الأسد إيران