استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«القدس» عروس عروبتنا

الاثنين 23 يناير 2017 08:01 ص

اجتمع مجلس النواب الأمريكي، ثم قرر أن يستنكر، ليس على ما يعمله الكيان المحتل لدولة فلسطين من ممارسات ومضايقات وعنف وتقتير وترهيب وسجن وتعذيب، فهذا بنظر الأمريكان واقع يجب أن يتعامل معه الفلسطينيون، لا بل إنه اجتمع ليدين مجلس الأمن، لأن الأخير استيقظ «ضميريا» بعد غفوة طويلة استمرت حوالى 70 عاما ودان الاستيطان الذي يمارسه المحتلون الطغاة.

لم يكف السياسة الأمريكية ما تضخه من أسلحة ومساعدات للمحتلين، ولا ما تعمله في منطقة الشرق الأوسط من عبث وتفرقة وتدمير وتفجير وإحراق واحتلال، لكي تعيش ابنتها «المدللة» في سعادة ووئام، بل لم يخجل الساسة الأمريكيون من استخدام «الفيتو» في كل مرة يخشى فيها من توبيخ أو عتاب للمحتلين السفلة.

إدانة مجلس النواب تعني حقيقة واحدة ورسالة واحدة للعرب، هي: «بلطوا مياه البحر، ولا تحلموا بحقوق طالما أن الأمريكيين والعدالة كالغرب والشرق، لا يمكن أن يلتقيا أبدا».

ما يعمله الأمريكيون هو زرع الغضب بقلوب الأبرياء والمواطنين والمستضعفين، لكي يصبحوا بعدها قنبلة موقوتة تكون وبالا على أبرياء آخرين في أية بقعة ممكنة.

نعم هناك «داعش»، ولكن هناك من يصنع «داعش» ويموله ويوقد ناره ويخلق بدلا منه وأسوأ.

الواقع أن ما يثير السخرية في المقابل هو أن يطلب الساسة الفلسطينيون من الرئيس بوتين أن يساعدهم في عدم نقل الأمريكيين سفارتهم إلى القدس، بحكم ما يقال عن علاقة وثيقة بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والرئيس بوتين، وتخيلت بوتين وهو لا يشرب قهوة ترامب حتى يقول له ترامب: «آمر» فيقول بوتين: «قل تم» فيرد ترامب: «تم»، فيقول بوتين: «طلبتك ألا تنقل السفارة إلى القدس»، فيرد ترامب: «على هالخشم»، وعندنا بالفصيح على «هالأنف».

يجب أن نعرف جيدا ونثق بأن أمورنا نحن العرب لن تسير بخير طالما نستجدي أمريكا أو روسيا أو أي بلد أجنبي خارج الكيان العربي، لا حل لنا أيها السادة إلا بالاتحاد الفعلي المتكامل ضد أي كيان آخر، وفي الوقت نفسه ننأى جميعا بأنفسنا عن التدخل مطلقا بشؤون أي دولة عربية داخليا.

لن تستطيع ولن تجرؤ أية دولة بما فيها العظمى أن «تمس» شعرة عربي أو «تنتزع» مترا من مساحته إذا كان العرب متحدين، فتخيلوا جيشا عربيا موحدا لديه القوة الاقتصادية والصناعية والزراعية والعمالة والموارد الطبيعية.

والحقيقة أنني متعجب ممن يطالبنا بأن نطور إعلامنا الخارجي لكي نظهر صورتنا الزاهية لأمريكا «شعبيا ورسميا»، فهناك من يقول لنستعين بشركات العلاقات العامة، وهناك من يرى أن نعتمد على شبابنا فهم الأقدر، والواقع أن لا حاجة إلى ذلك بتاتا، رغم أننا نطالب دوما بتطوير كل قطاع، ومنها إعلامنا خارجيا وداخليا، كما نطالب بتطوير كل الشؤون الأخرى.

إلا أن هذا لا يعني فقط لكي ترضى «ماما» أمريكا فهي بالمحصلة النهائية تتعامل معنا على أننا سلة تمتص خيراتها، وما يحدث داخل السلة لا يعنيها، ناهيك عن أن الإعلام الخارجي لا يعكس مدى عظمة أي بلد، وإلا لأحب الناس كلهم أمريكا وسياستها.

هناك تجارب كثيرة أثبتت أن الشعوب تعي بعقولها وتميز بين السياسيين المحبين لأوطانهم والمستعدين للموت من أجلها وأولئك الساعين فقط إلى تمضية وقتهم للتمتع بمزايا السلطة والقوة.

لن ينسى الماليزيون أبدا رئيسهم السابق مهاتير محمد، ولن ينسى الكوبيون فيدل كاسترو، ولن ينسى التشيليون سلفادور اليندي، ولن ينسى الأتراك كمال أتاتورك، ولن ينسى المصريون جمال عبدالناصر، ولن ينسى الفنزويليون أوغو تشافير، ولن ينسى الهنود غاندي، ولن ينسى «الجنوب أفريقيين» مانديلا، ولن ينسى الفيتناميون هوشي منه.

كل هؤلاء القادة عملوا كثيرا لبلادهم وتعرضوا لسجن ومحاولات اغتيال وحصارات ومضايقات وحروب، وحملوا توابيتهم على أكتافهم ولم يهتموا لجانب المجد الشخصي بالقدر الذي فكروا فيه بأوطانهم فقط.

* أحمد الحناكي - كاتب صحفي سعودي

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس أمريكا إسرائيل الاحتلال السفارة