هآرتس: «هنية» في مصر لمناقشة الوضع الأمني في سيناء

الثلاثاء 24 يناير 2017 11:01 ص

قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) «إسماعيل هنية» يزور مصر للمرة الأولى منذ الانقلاب على الرئيس الأسبق «محمد مرسي» المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013، وسيبحث خلال زيارته الوضع الأمني في سيناء.

ووصل «هنية، الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى مصر الأحد في طريق عودته من قطر، حيث يتواجد رئيس حركة حماس «خالد مشعل».

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن اجتماعات هنية مع مسؤولين أمنيين مصريين في جهاز المخابرات، تهدف لمناقشة العلاقات بين مصر وحماس والتركيز بشكل خاص على الوضع الأمني ​​في سيناء وحصار قطاع غزة.

وعقد «هنية» الأحد لقاء مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء «خالد فوزي»، بحث خلاله مستقبل العلاقات مع مصر خلال المرحلة المقبة، إضافة إلى ملف المصالحة الداخلية مع حركة «فتح»، في ظل التطورات الأخيرة، التي تمثلت بمشاركة حركة «حماس» في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت.

وبحث اللقاء طلب حركة «حماس» تسهيل سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح، وذلك من خلال إعادة فتحه بشكل دائم، للتخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي.

كانت حركة حماس تتمتع بعلاقات قوية مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ما أدى إلى توتر العلاقات بين الحركة الفلسطينية والحكومة المصرية عقب عزل ومحاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وحظرت مصر جماعة الإخوان وأعلنتها جماعة إرهابية في ديسمبر/كانون أول 2013، بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة والذي أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات.

ورفض أي من قادة حركة «حماس» الرد على أي استفسارات حول الزيارة، والمواضيع التي بحثت، ولا موعد عودة هنية إلى القطاع، بسبب «الظروف الأمنية» في منطقة سيناء.

وفي تطور فارق في العلاقات، رحبت حركة حماس بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق المصالحة الفلسطينية، في مايو/أيار 2016، والتي طالب فيها الفصائل الفلسطينية المختلفة بالاتحاد من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وقال السيسي إن اتفاق السلام بين مصر و(إسرائيل) سيكون أكثر دفئا من الوضع الحالي لو تحققت مطالب الفلسطينيين بإقامة وطن لهم، مشيرا إلى أن هذا سيؤدي إلى عبور مرحلة صعبة في التاريخ لأنه سيقضي على الإحباط واليأس عند الفلسطينيين.

ضوء أخضر

وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية المحلية نقلا عن مصادر أمنية مصرية، القول إن «السيسي»، أعطى «الضوء الأخضر» للأجهزة المعنية في مصر بدفع العلاقات مع حركة «حماس» إلى الأمام، والحفاظ على «علاقات جيدة مع الحركة لتحقيق توازن في العلاقات المصرية مع كافة الفصائل الفلسطينية، لتحقيق تقدم في الملفات المتعثرة وعلى رأسها ملف المصالحة ولم الشمل الفلسطيني»، لافتا إلى أن العلاقات بين القاهرة وحماس «تدرجت نحو الأفضل»، خاصة على المستوى الأمني، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر والقطاع.

وتأتي زيارة «هنية» لمصر، في الوقت الذي تستعد فيه حماس لإجراء انتخاباتها الداخلية، لاختيار قيادة جديدة للحركة.

يشار إلى أن الحركة تجري على خلاف الكثير من التنظيمات الفلسطينية الأخرى، انتخاباتها بطريقة سرية، ووفق نظام خاص يمنع الترشح المباشر للمنصب القيادي، ويتم اختيار قيادات الحركة عن طريق ترشيحهم من القواعد، ومن ثم من الهيئات المنتخبة، وصولا إلى المكتب السياسي، ورئيسه.

وتردد مؤخرا أن «هنية» وو«أبو مرزوق» نائبا رئيس المكتب السياسي لحماس، أبرز المرشحين للوصول إلى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، خلفا لـ«خالد مشعل»، الذي يكون قد تولى دورتين متتاليتين في رئاسة المكتب، حسب النظام الأساسي للحركة.

وتأتي الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها «أبو مرزوق»، قبل أكثر من أسبوعين، حيث التقى هو الآخر في القاهرة بمسؤولي جهاز المخابرات، الذين يشرفون على الملف الفلسطيني.

وكانت آخر زيارة لوفد من «حماس» إلى القاهرة في مارس/ آذار من العام الماضي، دون مشاركة «هنية»، وشاركت في الوفد قيادات من الحركة من غزة وقطر، وبحثت اللقاءات وقتها إنهاء الخلاف القائم، وترتيب العلاقة بين الطرفين.

ولم تفلح تلك اللقاءات بإزالة الخلاف القائم، غير أن الحركة دفعت فور انتهاء زيارة وفدها بتعزيزات أمنية على طول الحدود مع مصر، من أجل حفظها بشكل أكبر، بناء على تفاهمات أجريت مع مسؤولي القاهرة.

وشهدت الفترة الماضية ادخال السلطات المصرية العديد من التسهيلات أمام حركة سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح البري، المغلق منذ الانقلاب على «مرسي».

كما شهدت استضافة القاهرة للعديد من الوفود الشعبية والأكاديمية من غزة، وعملت بعدها القاهرة على فتح معبر رفح، بشكل أفضل من المرات السابقة، ولم تعد عملية الإغلاق تطول لثلاثة أشهر، كما شرعت بإدخال العديد من السلع ومنها مواد البناء للقطاع، خلال أيام الفتح.

ولم تمانع «حماس» اللقاءات التي جرت بين الوفود التي غادرت غزة والمسؤولين المصريين، لكن قادة من الحركة، دعوا مؤخرا السلطات المصرية إلى التعامل معهم، بما يخص قضايا القطاع، كونها تمثل العنوان الأبرز.

ويتوقع أن تعلن مصر عن فتح قريب لمعبر رفح البري بشكل استثنائي خلال الأيام المقبلة، أمام سفر الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج.

المصدر | الخليج الجديد + أصوات مصرية

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل حماس هنية