القصة تعود لفنان جرافيتي نيويوركي يسمى «كاتسو»، يعتمد على الطائرات دون طيار في رسم الجرافيتي، وقد أطلق مؤخراً نوعاً جديداً من طائراته دون طيار القادرة على هذا، مسمياً إياها «إيكاروس 2» ، ولكي يستعرض قدرات الطائرة الجديدة، قام باستخدامها في كتابة عبارة سياسية معارضة على الجدران، لن يصعب علينا تخمينها في عصر ترامب.

«إيكاروس2» تقاوم «ترامب».. بالجرافيتي

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها كاتسو الطائرات دون طيار في رسم الجرافيتي، فقد قام في 2015 ببدء ما أطلق عليه فيما بعد «عصر جديد من تخريب الطائرات دون طيار»، وذلك حين استخدم طائرات «إيكاروس 1»، في تشويه لوحة عملاقة في نيويورك.

مع إن طريقة رش البخاخ من الطائرة كان عشوائياً، لكن الفكرة التي عبرت بها إلى الواقع كانت دراماتيكية: الطائرات دون طيار يمكن أن تساعد فناني الجرافيتي للوصول إلى مناطق كان يصعب عليهم الوصول إليها سابقا.

«كاتسو» كانت لديه نظرة رؤيوية، لعالم تستطيع فيه الطائرات دون طيار أن تمكن فناني الجرافيتي، من رسم رموز على الحوائط، مثل وجه تمثال الحرية، أو تعمل بشكل ذاتي ودون تحكم عن بعد، لكي تملأ حوائط المدينة بتوقيعات الفنان، بعد أن يموت.

توجس في مجتمع فناني الجرافيتي

لم يتحمس الجميع في مجتمع الجرافيتي لفكرة الطائرات دون طيار، وزعم الكثير منهم أن هذا سلب من العملية المغامرة والروح، فقد قال أحد المدونين ورسامي الجرافيتي «قد تجد الطائرات دون طيار صدى لدى فنان أو اثنين، لكن 99 في المائة منهم، سيرسمون على الحوائط بكل الوسائل الممكنة».

فكرة طيران طائرات دون طيار كي ترسم الجرافيتي في الشوارع، قد تبدو مثيرة أو مخيفة، لكن هذه التكنولوجيا ما تزال في مهدها.

منذ بضع سنوات والفنانون يحاولون العمل على طرق لدمج الطائرات دون طيار في الأعمال الفنية، لكن الدقة بقيت أكبر معوّق لهم، فمن السهل أن تلطخ الحائط بطلاء عشوائي، لكن فكرة عمل فني دقيق، دائماً ما كانت صعبة.

من غير المستغرب إذا أن فن «جاكسون بولوك»، التي كان يعتمد في بعضه على لطخات الألوان، تحول إلى مصدر إلهام لرسامي جرافيتي الطائرات دون طيار، فقد قامت مجموعات عديدة بعمل لوحات مستوحاة من الفنان الشهير. لكن كل ما رسموه، كان عبارة عن لطخات طلاء عشوائية، أي إن التحكم بالكلمات أو الرسم كان غائباً بشكل كبير.

أول حل لمشكلة الدقة

في الجرافيتي الذي قامت به الطائرة ضد «ترامب»، تمكن الفنان النيويوركي «كاتسو» بشكل جزئي من حل مشكلة الدقة، عن طريق ابتكار تقنية رش، يمكن للطائرة دون طيار أن تتحكم به بشكل ذاتي، حيث يتم التحكم بطابعة الطائرة عن طريق الكمبيوتر، وأن ترسم بشكل فردي أي حرف تبرمج الطائرة عليه، في ذات الوقت الذي تحافظ فيه الطائرة على ثباتها، عن طريق الضغط على نفسها قبالة الجدار.

هناك طائرة أخرى، ابتكرها شخص يدعى «كونستانتين كلوزيل»، تستخدم تقنيات شبيهة لتحقيق الثبات، ومع إن ثباتها أكبر قبالة الجدار، إلا إنها تفتقر إلى تقنيات الرش المستقلة، لهذا، سيكون من المثير للاهتمام تخيل هذين الابتكارين يدمجان في ابتكار واحد.

السيد «كاتسو» يخطط لإطلاق كل الأجهزة والبرمجيات لطائرته «إيكاروس2» للجمهور، كنوع من روح المصدر المفتوح، ومع إننا لا نعلم منا إن كان فنانو الجرافيتي سيقبلون بإدخال باستخدام هذه التكنولوجيا، في فن الشوارع خاصتهم، إلا إن «كاتسو»، يأمل في رؤية جيل من المبدعين الشباب يستخدمون طائرته.