الداخلية المصرية تعلن الاستنفار الأمني وسط دعوات محدودة للتظاهر في ذكرى ثورة يناير

الثلاثاء 24 يناير 2017 01:01 ص

استنفار أمني وتشديدات بحشود بالآلاف في مختلف أنحاء البلاد، وتهديدات بالتعامل الفوري مع من اسمتهم الداخلية المصرية في بيانها «قوى الشر والإرهاب»، كخطوة استباقية للذكرى السادسة لثورة يناير/كانون ثاني، في مقابل دعوات محدودة للتظاهر، ونقاش معارضين حول تشكيل جبهة وطنية لدعم التغيير.

غدا الأربعاء الـ 25 من يناير/كانون ثاني  يوافق الذكرى السادسة لانطلاق مظاهرات شعبية دعت لتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك (1981:2011)، والذي أعلن في 11 فبراير/ شباط من العام ذاته استجابته للمطلب الشعبي بتنحيه، وسط أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها مصر حاليا.

وكالة «الأناضول» التركية نقلت عن مصدر أمنى لم تسمه أنه «تم تكثيف التواجد الأمني بمحيط كافة المنشآت الحيوية والهامة، وكذلك المواقع الشرطية وتم تعزيز التواجد الأمني لضمان تأمين الذكرى».

وأضاف المصدر ذاته، أنه «يتوقع مشاركة 160 ألف عنصر شرطي في عملية التأمين على مستوى مصر، فضلا عن 200 مجموعة قتالية في القاهرة الكبرى (تضم محافظتي القاهرة والجيزة ومدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية)».

استعداد كامل للتعامل الفوري

ولفت إلى أنه «على الرغم من عدم رصد أي دعوات إثارية، إلا أن جميع أجهزة وزارة الداخلية على استعداد كامل للتعامل الفوري والحاسم مع أي من حالات الخروج عن القانون».

والاثنين، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أنها «تدرك محاولات قوى الشر والإرهاب المستمرة لاستغلال أية مناسبات، لتهديد أمن البلاد والمواطنين».

وفيما شددت الوزارة على أنه «لا مجال للتهاون مع أية محاولات تسعى لتعكير صفو أمن المواطنين»، قالت إنها «يقظة ومستعدة للتعامل مع كافة الاحتمالات والتهديدات»، لم تشهد مصر دعوات لافتة حاشدة للتظاهر والاحتجاج أو الاحتفاء داخل البلاد لإحياء ذكري يناير هذا العام.

التحالف الوطني يدعو للتظاهر

غير أن «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، المؤيد لـ«محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، دعا في بيان مطلع الأسبوع الجاري إلى تظاهرات في يوم الذكرى، وهي عادة ما تكون محدودة بقرى وأحياء في البلاد على نحو ما يحدث في يوم الجمعة يوم العطلة الرسمية الأسبوعية من أنصار التحالف ذاته.

فيما دعت حملة «يناير يجمعنا» التي تم تدشينها من معارضين مصريين بالخارج الشهر الجاري إلى فعاليات لإحياء الذكري السادسة بعدة مدن غربية وإفريقية المتواجدين فيها لاسيما في باريس، ونيويورك، وجنوب إفريقيا، وفق تصريحات صحفية سابقة.

استعدادات الصحة المصرية

ورغم الدعوات المحدودة للتظاهر، إلا أن وزارة الصحة المصرية أعلنت أن خطتها التي بدأت اليوم الثلاثاء لتأمين الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، شملت الدفع بـ2110 سيارات إسعاف مجهزة وموزعة على أماكن التجمعات أمام المباني الحكومية والتجمعات العامة والمتنزهات والحدائق على البلاد، بالإضافة إلى10 لنشات إسعاف نهري وطائرتين مروحتين.

وأكدت وزارة الصحة في بيانها، أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية «أزمات» تنعقد بشكل دائم من اليوم الثلاثاء وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل

النضال القانوني

الوكالة التركية نقلت أيضا عن «مدحت الزاهد» القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي (يساري)، قوله إن هناك اجتماع يقام مساء اليوم (الثلاثاء) بمقر الحزب بالقاهرة، بعنوان «تجمع القوى الوطنية .. طريقنا للتغيير» لمناقشة إقامة جبهة وطنية.

وأكد «الزاهد»، على أهمية مناقشة أولويات بناء جبهة وطنية موحدة يواجه بها المواقف والتحديات القائمة في الفترة الراهنة لاسيما مع تذمر شعبي من الأوضاع الاقتصادية.

ووفق بيان لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي اطلعت عليه الأناضول، سيشارك في الاجتماع سياسيون بارزون منهم «أحمد البرعي» (وزير سابق) والسفير السابق «معصوم مرزوق»، «حمدين صباحي» (مرشح رئاسي سابق)، و«جورج إسحاق» (عضو بمجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي)، والفنانة «تيسير فهمي».

وحول سبب عدم إحياء رموز يناير للذكرى في الميادين، أوضح «الزاهد» في التصريحات ذاتها، إلى أن «قوى يناير لم تعد كما كانت في الأول، وتواجه حصارا وانحسارا وتراجعا وهذا ليس عيبا فضلا عن القيود الأمنية وغلق المجال العام».

واستدرك «لكن القوى باقية وتستخدم الوسائل الملائمة للواقع وتحرص على الحفاظ علي روح يناير».

ولفت إلى أن التظاهر ليس بالضرورة هو الوسيلة الوحيدة لإحياء الذكري، وسط احتمالات بصدام وكر وفر بين المتظاهرين والشرطة وسجناء إثر ذلك.

وشدد على أن النضال القانوني والذي انتصر مؤخرا في معركة مصرية تيران وصنافير مهم أيضا، لاسيما في رفض تحديد وزارة الداخلية مؤخرا مساحة 800 متر أمام المقار الحكومية بعدة محافظات بينها القاهرة كحرم آمن، وهو ما يناهض حق التظاهر ونسعى لوقفه بإجراءات قانونية (لم يحددها).

وأكد «مدحت الزاهد» القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن ثورة يناير ومطالبها في العيش الكريم والحرية والعدل والكرامة هي أساس لأي استقرار بالبلاد، لافتا إلى أن البلاد تعاني مما هي فيه بسبب غياب تلك المطالب.

من جانبه، فسر «سعيد صادق»، أستاذ علم الاجتماع السياسي للأناضول، تراجع الحشود الشعبية لإحياء الذكرى شعبيا في الميادين وسط التواجد الأمني قائلا «المزاج الشعبي ليس مع التظاهرات، وهناك مخاوف من شبح الإرهاب والاعتقالات وسط تراجع واضح لمطالب الثورة».

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

ثورة يناير مصر تيران وصنافير استنفار أمني الداخلية المصرية