ناشطون مصريون شاركوا في الثورة: 25 يناير لم تمت وهذه أخطاؤها

الخميس 26 يناير 2017 12:01 م

قال ناشطون مصريون شاركوا في ثورة 25 يناير/كانون ثان ، إن الثورة لم تمت، رغم وجود بعض الأخطاء.

وقال «حسام مؤنس» مدير الحملة الرئاسية لـ«حمدين صباحي» سابقا، لـ«القدس العربي»: «ستظل ثورة 25 يناير هي الفعل الأنبل والأعظم في تاريخ الشعب المصري الحديث على الإطلاق، وشهادة ميلاد لأجيال جديدة فتحت الباب لأول طريق الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني».

وأضاف: «بالتأكيد تعرضت ثورة يناير لانتكاسات ومؤامرات، فلم تكن هي المؤامرة بل المتآمر عليها وبما في ذلك من أطراف كانت تتمسح فيها وتدعس الانتماء لها، وقد أسهمت أخطاء قوى سياسية ونخب وطنية وقطاعات شبابية في هذه الانتكاسات لمسار الثورة الذي لم يكتمل، سواء بقلة الخبرة أو عدم وضوح الرؤية أو الانقسامات والاختلافات».

وأعتبر أن «أهم أخطاء يناير على الإطلاق كانت عدم بناء تنظيم سياسي له جذور مجتمعية وامتدادات شعبية، وستظل تلك هي الفريضة الغائبة، وصحيح أنه كانت هناك محاولات متعددة، لكن أيا منها لم يكتمل أو يرتقي لمستوى الطموح والواجب».

وتابع: «رغم كل ما تعرضت وتتعرض له يناير والمنتمون لها، ورغم أخطائها وانكساراتها، إلا أنها باقية ما بقي هذا الشعب كانت وستظل تلك هي ثورته، وستظل مستمرة طالما استمرت أفكارها وشعاراتها وقيمها».

«لم أندم على الاستمرار في مصر بعد 30 يونيو»، هكذا علق الناشط «محمد القصاص»، ردا على سؤال حول هل ندمت على عدم سفرك من مصر بعد وضعك على «قوائم الإرهاب».

«القصاص»، هو نائب حزب «مصر القوية» ومسؤول مكتب الطلاب سابقا في جماعة «الإخوان المسلمين» قبل أن يستقيل منها، ويؤسس مع زملاء له حزب «التيار المصري»، قال: «شاركنا في ثورة يناير بكل ما أوتينا من جهد وقوة وحب لبلدنا ولم نتردد في أن نسلك الطريق الصحيح من وجهة نظرنا حتى عندما اختلفنا مع الجماعة التي كنا ننتمي لها».

وأشار إلى أن «الثورة تعرضت لمحاولات الإجهاض من أول يوم لها، وهي في وضع ضعيف جدا الآن، لكننا مؤمنون بالمستقبل وذكرياتنا مع الثورة تجعلنا نؤمن بأن المستقبل لها وللطريق الذي فتحته الذي يهدف للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية».

بدوره، قال عضو ائتلاف شباب الثورة الذي تشكل في بداياتها، «شادي الغزالي حرب:» لا أرى الثورة في حالة هزيمة كما يروج الكثيرون»، مضيفا: «ربما هي لحظة انكسار أمام تمكن الثورة المضادة من مقدرات الدولة ومنابرها الإعلامية، لكن على أرض الواقع تأثير الثورة ما زال له صداه الواسع وسط الناس».

وتابع: «ثورة يناير ليست أشخاصا أو كيانات بعينها، بل يعد مكتسبها الأساسي هو رفض الناس لواقعهم المزري وسعيهم لتغييره بكافة السبل، هذه الحالة لم تكن موجودة قبل الثورة ولكنها الآن واقع لن يستطيع أحد تغييره، والفضل في ذلك لثورة يناير».

وأضاف: «لعل انتصار ثوار يناير في قضية تيران وصنافير، هو أبلغ دليل على أن الثورة لم تمت أو تهزم بل هي كامنة في قلوبنا جميع و تنتظر اللحظة المناسبة لتعود للسطح مرة أخرى».

من جهته، غرد نائب رئيس الجمهورية سابقا، «محمد البرادعي»، على موقع « توتير» متسائلا: «هل توافقنا على قيادة للثورة حتى تحكم في 11 فبراير« هل توافق كل شركاء الثورة على رئيس وزراء في نوفمبر 2011 « هل توافقنا على مرشح رئاسي واحد ليمثل الثورة في 2012 « هل توافقنا على حرمة الدم بما في ذلك دم من نختلف معهم« هل حاول شركاء الثورة التوافق على دستور يجمعهم وحكومة وطنية تمثلهم؟».

أما «وائل غنيم»، مدير صفحة «خالد سعيد»، (الشاب الذي اشعلت حادثة مقتله على يد الشرطة المصرية ثورة 25 يناير)، فقد كتب على صفحته على مواقع التواصل: قائلا: «سيطلقون سهام الغضب على إيمانك بأن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وإقامة دولة العدل والقانون هي أساس التقدم والاستقرار، سيسخرون منك ويلقبونك بشمام الكلة، وناشط السبوبة، والنكسجي».

وأضاف: «سيتهمونك بالعمالة للغرب، وخيانة الوطن، وكراهية الجيش، سيصوبون عليك أذرعتهم الإعلامية، ويروّج مهرجوهم شائعات ضدك وضد كل من يحذو حذوك، سينشرون الرعب من دمية اسمها فاهيتا، ومن آلية اسمها ديمقراطية، ومن كارثة اسمها حرية».

وتابع: «سيقمعون أي محاولة منك للإصلاح أو مواجهة الفساد، سيتهمونك بمحاولة إسقاط الدولة، وهدم الثوابت، وتعكير السلم العام، والتآمر على الوطن. سيطالبونك بالصمت وعدم الكلام ويحملونك ما لا طاقة لك به إذا تكلمت، فهم شبعوا من انتقاداتك، بينما لم يشبعوا من سرقاتهم للوطن واحتكارهم للحكم».

وختم بالقول: «قدرنا أننا أردنا أن نغير من مسار التاريخ، شاركنا في ثورة يناير وكل منا قد استعد للتضحية من أجل وطن للجميع، سَتُهزم يناير حين يصمت الجميع».

ووسط أجواء استعادية للثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، كان لبعض الناشطين ذكريات أخرى ليست إيجابية، فكتبت «مزن حسن» مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية على صفحتها: «يناير لدى البعض ذكرى الثورة ولآخرين ذكرى الثورة واعتداءات جنسيه جماعية».

وواصلت: «ذكرى إدراك أن أجساد النساء سؤال أصيل في أي حراك، ذكرى إحساس العجز والألم الدائم الذي يصاحب كل من حاول أن يرى الثورة أعمق من حراك خال من تفاعلات اجتماعية مؤلمة. ذكريات أمثالنا ممن أحبوا يناير وكرهوا ضعفهم تجاه أجساد انتهكت وعارضهم الكثير لتظل صورة ذهنية هشة حول جمال الثورة. كل سنه ويناير تذكرنا بكل تناقضاتنا».

وخلا ميدان التحرير، في ذكرى ثورة 25 يناير/كانون ثان، أمس الأربعاء، من المتظاهرين المصريين، وامتلأ بعربات وقوات الأمن.

كما بدت ميادين الجمهورية التي اشتعلت قبل 6 سنوات، فارغة تماما، ومرت الذكرى كيوم عادي خال من أي شيء سوى الاستنفار الأمني، وحضور بعض القيادات الأمنية في الميادين الشهيرة.

  كلمات مفتاحية

ثورة يناير مصر ميدان التحرير شباب الثورة

مصر.. أحزاب ثورة يناير بعد 6 سنوات «منها ما قضى نحبه ومنها ما ينتظر»