وصفت صحيفة «الغارديان» العلاقات بين مصر وإيطاليا بـ«المسمومة»، بعد مرور عام على حادث مقتل الباحث الإيطالي «جوليو ريجيني»، وفشل السلطات المصرية في العثور على الجناة حتى الآن.
وحسب تقرير للصحيفة البريطانية، نشرته الأربعاء، بالتزامن مع مرور عام على اختفاء «ريجيني» قبل العثور عليه مقتولا غرب القاهرة، اعترف أحد المسؤولين الإيطاليين بأن العلاقات بين البلدين الآن وصلت لـ«طريق مسدود».
وأشار المسؤول ذاته، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إلى أن السلطات الإيطالية كانت في حيرة للخروج بحل للأزمة الراهنة مع مصر؛ دون الإضرار بمصالحها المشتركة مع ليبيا، وتحقيق الاستقرار في الأخيرة، خاصةً مع تأثير مصر الهائل على شقيقتها ليبيا.
ونقلت «الغارديان»، في تقريرها، شهادة صديقة «ريجيني»، «باز زاراتي»، التي شنت وهي ومجموعة من أصدقاء «ريجيني» حملة دولية تطالب السلطات بالإجابة عن الأسئلة، بعد أن تم اكتشاف جثة «ريجيني» ملقاة على جانب الطريق، وعليها آثار تعذيب، لتشير الأخيرة إلى أن كل ما أراده «ريجيني» هو المساعدة خاصةً وأن الأخير كان يشعر بالسعادة في حياته العملية والعاطفية.
واعتبرت الصحيفة أن الحملة التي شنتها «زاراتي» كانت السبب الأبرز في تعميق الخلاف بين كلا البلدين، لتعبر إيطاليا عن إحباطها من السلطات المصرية؛ عن طريق سحب السفير الإيطالي من القاهرة، نتيجة قلة التعاون من جانبها في تحقيقات حادث مقتل «ريجيني».
وذكرت أنه رغم إنكار السلطات المصرية المتواصل كونها وراء حادث مقتل «ريجيني»، إلا أن هناك إيمانًا من الجانب الإيطالي بأن الأخير تم تعذيبه، وقتله من قبل عناصر في الشرطة المصرية.
وأضافت «الغارديان» أنه رغم أن الاجتماعات في روما تشير إلى وجود تقدم واضح في التعاون المشترك بين البلدين فيما يخص تحقيقات القضية، بعد تسليم مصر الأدلة المطلوبة منها للتحقيق، إلا أن الجانب الإيطالي ما زال قلقًا من أن السلطات المصرية ستترجم هذا التعاون إلى نتائج ملموسة فيما يخص نظام تطبيق العدالة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجهود الفردية من جهة عائلة «ريجيني» للحصول على نسخة من تحقيقات النيابة تحتوي على معلومات عن المتسببين في مقتل الأخير، لم تكلل بالنجاح.
