عشرات القتلى والجرحى في مواجهات بين القوات اليمنية و«الحوثيين» في المخا

الخميس 26 يناير 2017 12:01 م

سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية على مدينة المخا (غرب تعز) بالكامل، وذلك بعد تقدم سريع في وقت سابق على مشارف ميناء المدينة، وسط معارك عنيفة مع «الحوثيين» وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».

وأوضحت مصادر عسكرية أن المدينة الاستراتيجية القريبة من باب المندب أصبحت تحت سيطرة الجيش والمقاومة الوطنية، حيث يجري تمشيطها من بقايا جيوب ميليشيات «الحوثي» و«صالح».

وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة دارت منذ فجر الاثنين الماضي، في محيط المدينة، بإسناد من طيران «التحالف العربي»، حيث سيطرت القوات على المنطقة الخضراء وخزانات شركة النفط القريبة من الميناء في مرحلة أولى، قبل أن تنتقل إلى عمق المدينة.

إلى ذلك، واصل «الحوثيون» الدفاع عن مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر في جنوب غرب اليمن رغم محاصرتهم من قبل القوات الحكومية وسط معارك متواصلة وأعمال قصف جوي قتل فيها 27 مقاتلا من الطرفين في الساعات الأخيرة، وفقا لمصادر عسكرية وطبية.

وقال مسؤول في القوات الحكومية، اليوم الخميس، إن المعارك لم تتوقف بين قوات الرئيس المعترف به «عبدربه منصور هادي» و«الحوثيين» في المخا، حيث لا يزال وسط المدينة بيد «الحوثيين»، فيما تمكنت القوات اليمنية من التواجد في أطراف المدينة من 3 محاور بعد سيطرتها على الميناء، مضيفا أن القوات اليمنية قطعت الخط الرابط المؤدي من مدينة تعز إلى المخا.

وشدد على أن القوات اليمنية تحاصر المدينة والمعركة محسومة لصالح هذه القوات ولم يبق أمام «الحوثيين» المتواجدين في الداخل سوى تسليم أنفسهم أو الخروج من الجهة الشمالية باتجاه منطقة الخوخة المجاورة والتابعة للحديدة.

وبحسب مصادر عسكرية وطبية، قتل 20 من «الحوثيين» وجرح 27 في الساعات الأخيرة في المواجهات مع القوات الحكومية وغارات «التحالف العربي» بقيادة المملكة العربية السعودية استهدفت معسكرا شرق المخا ومركبات عسكرية.

كما قتل 7 من القوات الحكومية وأصيب أكثر من 11 بجروح في المواجهات، وفقا للمصادر ذاتها.

إلى ذلك، يرى مراقبون أن تحرير المخا كان هو الإنجاز العسكري الأكبر الذي حققته القوات الموالية للرئيس «هادي» خلال الفترة الأخيرة، وسيعطي دفعة معنوية وزخما للاستمرار في تحرير ما تبقى من السواحل اليمنية التي ما زالت في قبضة «الحوثيين»، وصولا حتى محافظة الحديدة غربا، لكن السلطات لم تعلن بعد عن موعد المرحلة الثانية من تلك العمليات.

وقال مصدر عسكري موال للرئيس «هادي»، إن تحرير المخا سيعمل على تأمين خط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، كما سيساهم في تقديم الدعم اللوجيتسي لتحرير محافظتي تعز والحديدة، من خلال تمكن التحالف من إنزال عتاد بحري في سواحل المخا وذباب.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «أن ممر الملاحة كان تحت رحمة الميليشيا خلال الفترة الماضية، وشاهدنا كيف تم استهداف وتدمير السفينة الإماراتية (سويفت)، وكذلك محاولة استهداف المدمرة الأمريكية بعدد من الصواريخ، حاليا لن يكون هناك ما يقلقنا».

وكان «الحوثيون» يستخدمون مضيق باب المندب ورقة سياسية للمناورة مع المجتمع الدولي، والسبت الماضي، حذرت الميليشيات السفن التجارية من المرور في المضيق الاستراتيجي، إلا بعد تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظا على سلامتها، متوعدة «التحالف العربي» بالرد على أي قصف من بوارجه التي تستخدم الممرات الدولية.

ووفقا للمركز الإعلامي للجيش اليمني، يتحكم مضيق باب المندب يوميا في عبور 3.8 ملايين برميل من النفط، ما يساوي 6% من تجارة النفط العالمية، فيما يشكل النفط 16% فقط من إجمالي البضائع التي تمر من المضيق.

وتبعد مدينة المخا عن مضيق باب المندب حوالي 70 كيلومترا، وكان بمقدور الصواريخ التي يمتلكها «الحوثيون» استهداف أي من السفن المارة في الممر الدولي.

وبحسب الجيش اليمني، فقد كانت المخا تشكل أيضا المنفذ البحري الرئيسي وخط تهريب الأسلحة والمخدرات إلى ميليشيا «الحوثي» و«صالح».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين هادي صالح التحالف العربي المخا