زيارة وزير خارجية الكويت لإيران.. هل تذيب الجليد مع الخليج؟

الخميس 26 يناير 2017 04:01 ص

اعتبر محلل سياسي كويتي أن زيارة وزير خارجية بلاده «صباح خالد الحمد الصباح»، لإيران، خلقت تفاؤلا حذرا بإذابة الجليد الذي كسى العلاقات بين طهران والخليج، وفتح ثغرة في الحائط المسدود بين الجانبين.

وقام وزير الخارجية الكويتي الأربعاء بزيارة إلى إيران من شأنها أن تفتح بوابة الحوار الخليجي - الإيراني، بعد عقود من التوتر القائم بينهما.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، «عايد المناع»، أنه «ورغم شح المعلومات المتوافرة عن النتائج التي توصلت إليها المباحثات الكويتية الإيرانية في طهران، فإن فتح قنوات الحوار والتفاهم بين السعودية وإيران عبر الكويت يمثل، تفاؤلاً ومنعطفاً جديداً ومهماً يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة».

وقال «المناع» للأناضول إن الزيارة جاءت بتفويض لدولة الكويت لتولي ملف الوساطة بين دول الخليج وإيران لإنهاء النزاعات المستمرة وخصوصاً بين السعودية وإيران.

وأضاف أن «تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإيجابية، والإشادة بدور أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في تعزيز حسن الجوار مع دول المنطقة، تبين مدى قبول إيران بالكويت للعب دورالوسيط الذي يثق فيه الجانبان وهي مؤهلة للقيام به تاريخيا».

وأوضح «المناع» أن «حفاوة اللقاء والمباحثات المعمقة في طهران تشير إلى الرغبة القوية في بدء حوار مشترك بين العواصم الخليجية وطهران خلال وقت نتوقع أن يكون قريبا».

أستاذ العلوم السياسية، رأى أن المتغيرات الدولية في المنطقة والظرف الموضوعي تساعد على تحقيق التقارب، إذ يصعب التنبؤ بسياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي لا تخلو في ظاهرها من العدائية للإسلام وكذلك تصريحاته السابقة عن التراجع عن الاتفاق النووي مع إيران ، ما يعني تضرر الجانبين من مثل هذه التصريحات فيما لو تحولت إلى أفعال».

ولفت إلى أن الأوضاع الحالية تتطلب تغيير سياسة إيران في الخليج من المواجهة إلى الحوار.

وأكد أنه «لم ينتج عن المواجهة المباشرة أو غير المباشرة بين إيران و السعودية سوى المزيد من الاستنزاف في كل المجالات للجانبين من دون مقدرة طرف على إزاحة الآخر».

و«لأن إيران دولة أساسية في المنطقة ولها نفوذ ومصالح، وكذلك السعودية أكبر الدول الخليجية ولها ثقلها الإسلامي والعربي في جميع الجوانب، فإن حل الخلافات بينهما ينعكس إيجاباً على المنطقة كاملة، ويضع حدا للنزيف الحالي في أماكن الاشتباك»، بحسب «المناع».

وردا على سؤال حول مدى نجاح هذه الزيارة في إذابة الخلافات بين إيران والخليج لاسيما السعودية، أجاب «المناع بأنها تشكل بداية الحوار لكنها كسرت الجليد وفتحت ثغرة في الحائط المسدود.

وقال: «ما زال أمام جميع الأطراف الكثير للعمل عليه فالملفات المشتبك بها بين الطرفين كثيرة وتحتاج إلى جهود ضخمة لإزالتها»، مستشهدا بملف الأزمتين السورية واليمنية اللتين «تظهر فيهما يد إيران بوضوح في دعم الحوثيين أو نظام بشار الأسد».

وشدد على أن ما تمر به المنطقة يتطلب الحكمة، واستيعاب دروس التجارب السابقة المؤلمة تحديداً، والعمل على امتلاك أسباب القوة والاستقرار في الوقت نفسه بما يعود بالفائدة على الجميع".

والتقى «الخالد الصباح» الأربعاء الرئيس الإيراني «حسن روحاني» ونظيره «محمد جواد ظريف»، ونقل خلال الزيارة رسالة من أمير الكويت إلى القيادة الإيرانية.

جاءت زيارة وزير خارجية الكويت إلى طهران -وهي الأولى لمسؤول كويتي وخليجي على هذا المستوى منذ سنتين- في مرحلة حساسة من تاريخ المنطقة.

ويدور حديث في طهران بشأن الرسالة التي يحملها الوزير من أمير الكويت إلى القيادة الإيرانية، حيث أوضح الوزير أنها تتعلق بأسس الحوار بين دول «مجلس التعاون الخليجي» وإيران، والتي يجب أن تكون مبنية على ميثاق «الأمم المتحدة» ومبادئ القانون الدولي الخاص في العلاقة بين الدول.

رسالة خليجية

ونقل «الصباح»، رسالة إلى الرئيس الإيراني تتضمن رؤية خليجية لقيام حوار سياسي بين دول الخليج وإيران مشروطا بوقف تدخلها في الشؤون الداخلية.

وهذه أول زيارة لمسؤول خليجي إلى إيران بعد تراجع العلاقات الخليجية الإيرانية عقب الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.

وتتهم معظم دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ولاسيما البحرين، وهو ما تنفيه طهران، التي تمتلك سياسات متصارعة مع السياسات الخليجية في ملفات إقليمية، أبرزها الأزمتين السورية واليمنية.

وتعد إيران أكبر داعم لـ«حزب الله» اللبناني الذي تدرجه دول «مجلس التعاون الخليجي» على قائمة المنظمات الإرهابية، وفي العام الماضي وجه قائد «فيلق القدس» الإيراني رسالة تهديد إلى البحرين،

وشهدت علاقات إيران بجيرانها في مجلس التعاون الخليجي تدهورا غير مسبوق منذ وصول إدارة «روحاني الذي رفع شعار «الاعتدال»، بسبب إصرار المسؤولين الإيرانيين على التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو ما قابلته الدول العربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي، بإعادة النظر في تلك العلاقات، وببيان شديد اللهجة يحث الجانب الإيراني على الالتزام بتعهداته وفق المواثيق الدولية واحترام مبادئ حسن الجوار.

وفي عام 2016 أدان كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بشدة المواقف الإيرانية والتدخل في شؤون الدول العربية.

وتعرضت السياسة الخارجية الإيرانية إلى انتقادات في الداخل الإيراني على مدى السنوات الماضية، بسبب فشل حكومة «روحاني» في تحسين العلاقات مع دول الخليج، لكن حكومة «روحاني» بررت ذلك، بسبب انشغالها في المفاوضات النووية.

وتسعى طهران بشكل خاص لفتح حوار سياسي مع الرياض، التي قطعت علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، بعد الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، وحذت البحرين حذوها، كما قامت دول الخليج ودول عربية أخرى باستنكار التصرف الإيراني وسحبت سفراءها تضامنا مع المملكة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الكويت إيران الخليج العلاقات الخليجية الإيرانية