حصاد جولة «أردوغان» الإفريقية.. مكاسب اقتصادية ونفوذ تركي متزايد

الخميس 26 يناير 2017 05:01 ص

حصد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية، خلال 4 أيام قضاها في 3 دول إفريقية، انتهت إلى توقيع 19 اتفاقية تجارية واقتصادية، وتفاهمات سياسية تعزز النفوذ التركي في القارة السمراء.

وأظهرت الجولة الإفريقية الأخيرة التي قام بها «أردوغان»، مدى جدية أنقرة في توسيع التعاون مع القارة الإفريقية. وكغيرها من الجولات الرسمية السابقة، كشفت هذه الجولة الستار عن حجم إمكانيات وفرص التعاون السياسية والاقتصادية بين تركيا وإفريقيا.

وأكد «أردوغان» في جولته على أن بلاده تتعامل مع القارة الافريقية، انطلاقا من مبدأ الربح المتبادل وبعيدا عن العقلية الاستعمارية، مؤكدا على أن هذا من متطلبات القيم والأخلاق التركية.

وقد تمخضت الجولة، التي شملت 3 دول، هي تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر، عن حزمة من الاتفاقيات وتفاهمات التعاون، شملت مختلف القطاعات. حيث رافق «أردوغان» في الجولة عقيلته «أمينة»، والمتحدث باسمه، «إبراهيم قالن»، ووزراء الخارجية «مولود جاويش أوغلو»، والاقتصاد «نهاد زيبكجي»، والطاقة والموارد الطبيعية «براءت ألبيرق»، وعدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين، بحسب صحيفة «ديلي صباح» التركية.

وبحسب المراقبين، فإن تركيا تحاول فتح أسواق جديدة وإقامة علاقات اقتصادية مع الدول الأفريقية، بعد توقيع اتفاقات، العام الماضي، مع دول أميركية، إثر تراجع فرصها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف عملتها.

وتشير بيانات رسمية تركية إلى أن حجم الاستثمارات في تركيا تراجع عام 2016 بأكثر من 35%، كما تراجع القطاع السياحي بنحو 41%، وتراجعت الصادرات بنحو 0.84% مقارنة مع عام 2015، إذ لم تزد قيمة الصادرات عام 2016 عن 142 مليار دولار.

ويقول المحلل التركي، «يوسف كاتب أوغلو»، «إن الدول الأفريقية تلعب دورا رئيسا في سياسة الخارجية التركية، من محورين، الأول، عبر محاربة جماعة فتح الله غولن الإرهابية وإغلاق المدارس التابعة لها بهذه الدول، وهو ما تم التوافق عليه بين الرئاسة التركية وحكومات تلك البلاد».

وكان «أردوغان»، شدد خلال جولته على أن بلاده مستعدة لتحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بتطهير القارة الإفريقية من منظمة «غولن»، مشيرا إلى أن «منظمة غولن، لا تشكل تهديدًا فقط لتركيا، بل لجميع البلدان التي تنشط فيها أيضا».

أما المحور الثاني وفق «أوغلو»، يتمثل في فتح أسواق جديدة للبضائع التركية، خاصة أن وفدا كبيرا من رجال الأعمال رافق الرئيس خلال رحلته، بحسب موقع «العربي الجديد».

تنزانيا

ففي تنزانيا وقع «أردوغان» مع نظيره التنزاني، «جون موغوفلي»، في القصر الرئاسي، 9 بروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة. كما أجرى 800 رجل أعمال من تركيا وتنزانيا لقاءات وصفت بالمكثفة والمثمرة، على هامش منتدى الأعمال التركي التنزاني، الذي عقد في العاصمة التنزانية دار السلام. كما تم التأكيد على الفرص التي تقدمها تنزانيا للمستثمرين خاصة في قطاع البنية التحتية، والبناء، والزراعة والسياحة.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وتنزانيا ارتفع إلى 151 مليون دولار، خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن كان 12 مليون دولار فقط عام 2005.

وعلى الصعيد الخدماتي والإنساني، افتتحت عقيلة الرئيس التركي «أمينة أردوغان»، مكتبًا رسميًا لوكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، في مدينة دار السلام. وحضر مراسم الافتتاح، عقيلة الرئيس التنزاني «جانيث ماغوفولي»، ومسؤولون من «تيكا». وخلال المراسم منحت «تيكا» كراس متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة و«حاضنة للأطفال» لصالح إحدى المشافي التنزانية.

موزمبيق

أما موزمبيق، المحطة الثانية للجولة الأفريقية، فقد شهدت توقيع 6 اتفاقيات حول تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين.

وشارك «أردوغان»، في منتدى الأعمال التركي الموزمبيقي، الذي نظّم من قِبل مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي بالعاصمة مابوتو، وحضره قرابة 700 رجل أعمال من كلا البلدين.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وموزمبيق قد بلغ 115 مليون دولار خلال العام المنصرم، فيما يهدف الجانبان إلى رفع هذا الرقم إلى مليار دولار على مراحل متعاقبة.

ووقع الجانبان اتفاقيات لإلغاء تأشيرة الدخول عن جوازات السفر الرسمية في ظل دعوات إلى بذل المزيد من الجهود لتسهيل تنقل رجال الأعمال بين الجانبين.

يشار إلى أن «أردوغان» هو الرئيس التركي الأول الذي يجري زيارة رسمية إلى موزمبيق.

مدغشقر

وكانت مدغشقر آخر محطات الجولة الافريقية، حيث وقعت تركيا ومدغشقر أربع اتفاقيات في مجالات مختلفة، خلال لقاء جمع «أردوغان» ورئيس مدغشقر «هيري راجاوناريمامبيانينا»، ووقع وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، ونظيره الملغاشي مذكرة تفاهم متعلقة بالتعاون والتشاور، ومذكرة أخرى متعلقة بتبادل الوثائق والمعلومات. كما وقع وزير الاقتصاد التركي «نهاد زيبكجي» ونظيره الملغاشي بروتوكول تطبيق المساعدات النقدية بين البلدين.

وفي إطار الإعلام، وقع «شنول غوكا» مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي، بروتوكول تعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون في مدغشقر. كما افتتحت السيدة «أمينة أردوغان»، مركزًا للتدريب النسائي في مدغشقر، أشرفت على تأسيسه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء التركية. وسيقدم المركز للنساء التدريب في مجالات مثل الطبخ والخياطة والتطريز وغيرها من الحرف والمهن.

وعرفاناً للدور التنموي التركي في مدغشقر، قلّد الرئيس الملغاشي «هيري راجاوناريمامبيانينا»، «أردوغان» أعلى وسام في الدولة، في مراسم أقيمت في القصر الرئاسي بالعاصمة.

وأكد البيان الختامي للزيارة على أن البلدين الرئيسين اتفقا على اتخاذ الخطوات لتعزيز الشراكة الاقتصادية، والتعاون في المجالات الدبلوماسية، والتعاون الإنمائي، والصناعة، والزراعة، والبنية التحتية، والسياحة، والطاقة المتجددة، والتعدين، ودعم الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.

وعلى صعيد أوسع، شهدت العلاقات التركية الافريقية زخماً كبيراً منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا. حيث ارتفع عدد السفارات التركية في القارة الافريقية من 12 سفارة في عام 2003، إلى 43 سفارة حتى عام 2015. وبالمقابل، ارتفع عدد سفارات الدول الافريقية في تركيا من 10 في عام 2008، إلى 53 سفارة حتى عام 2015.

كما تضاعف حجم التعاون التجاري والاقتصادي بين تركيا وافريقيا 8 مرات، في السنوات الثلاثة عشر الأخيرة. حيث وقعت تركيا تفاهمات تعاون اقتصادي مع 38 دولة افريقية، وأنشأت مناطق اقتصادية حرة مع أربعة منها.

  كلمات مفتاحية

تركيا تنزانيا موزمبيق مدغشقر