حقق نجاحا مذهلا في تشخيص سرطانات الجلد.. هل يستبدل الذكاء الاصطناعي الأطباء؟

الخميس 26 يناير 2017 05:01 ص

أجهزة الكمبيوتر يمكنها أن تصنف سرطان الجلد بنجاح مثل الخبراء البشريين بالضبط، وذلك وفقاً لما اكتشفته أحدث الأبحاث في محاولة تطبيق الذكاء الاصطناعي على مجال الصحة.

ويقول فريق الباحثين الذي يعمل في الولايات المتحدة، أن النظام الجديد القائم على قدرة التعرف على الصور، يمكنه أن يطور لكي يعمل على الهواتف الذكية، وهكذا يزيد فرص الحصول على المسح، ويوفر طريقة رخيصة التكلفة لمعرفة ما إن كانت الآفات الجلدية مخيفة أم لا.

وقد قال طالب الدكتوراة في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد، السيد «أندريه إيستيفا»، والذي شارك في هذا البحث، معلقاً على الأمر «نحن نأمل أن هذه خطوة أولى نحو الكشف المبكر».

لماذا تخيفنا سرطانات الجلد الخفية؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الجلد يمثل حالة من كل ثلاثة سرطانات تشخص في العالم، مع ارتفاع المستوى العالمي لذلك. أما في المملكة المتحدة وحدها على سبيل المثال، فقد تم تسجيل 131,772 حالة من سرطان الجلد من غير نوع الميلانوما، وفي السنة ذاتها كان هناك 15,419 حالة جديدة من سرطان الجلد المميت، أو ما يدعى بالميلانوما، ما يجعله خامس أكثر السرطانات شيوعا، وذلك وفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

وبما إن المرض يكشف بالتشخيص البصري في كثير من الأحيان، فقد كون السيد «إستيفا» فريقا مع زملائه من أقسام الأمراض الجلدية إلى قسم الذكاء الاصطناعي، وذلك لكي يصنعوا نظام كمبيوتر من شأنه أن يساعد في عملية المسح والكشف.

كيف صنع العلماء طبيب الذكاء الاصطناعي؟

منهج هؤلاء العلماء قائم على تقنية «التعلم العميق للآلة»، وهو يعتمد على تغذية الآلة بمجموعة كبيرة من البيانات ذات الفرز الجاهز، لتقوم خوارزميات الآلة بالتقاطها، وتتعلمها على هيئة أنماط وعلاقات، وبمجرد أن يتم تدريبها، تستطيع الخوارزميات أن تستخدم لتصنيف البيانات الجديدة التي لم يتم فرزها.

الفريق استفاد من خوارزمية تعلم عميق بنتها «جوجل» كي يتمكن من صنع هذا النظام، والتي عرضت عليه «جوجل» بالفعل 1.28 مليون صورة من أشياء مثل القطط والكلاب والأكواب، ثم قام السيد «إستيفا» وزملاؤه بتغذية النظام بأكثر من 127,000 صورة سريرية للآفات الجلدية المختلفة، كل منها تم تشخيصه بواسطة الخبراء بالفعل.

بعد أن تم تدريب النظام، قام الفريق باختبار قدرته على تصنيف سرطان الجلد عن طريق عرض 2000 صورة لم يسبق له أن رآها من قبل، والتي كان العلماء قد تعرفوها بالفعل من خلال خزعة فيها، ثم قام الفريق بمقارنة 400 من هذه الصور برأي أطباء الجلدية.

نفس المهارة في التقاط السرطان الخفي.. إن لم يكن أفضل!

النتائج كشفت أن النظام يقف على قدم المساوة مع الخبراء في تحديد السرطانات من الزوائد الجلدية اللحمية الشائعة، إن لم يكن أفضل منهم، كما استطاع تفريق السرطانات الميلانية من الشامات.

بالنسبة للأمراض الميلانية، فإن الطبيب الجلدي المتوسط تمكن من تصنيف 95% من الآفات السرطانية، و76% من الشامات غير المضرة، أما الذكاء الاصطناعي فقد تمكن من تصنيف 96% من الآفات السرطانية، و90% من الآفات الحميدة.

السيد «إستيفا» قال معلقا: «الهدف ليس قطعاً أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء، أو أن يستبدل عملية التشخيص، ما نقوم بعمله هنا، هو توفير نوعين من المسح الأولي الذي يمكن لأطباء الجلدية أن يقوموا بهما».

وقد قال «بوجويلاف أوبارا»، عالم الكمبيوتر من جامعة دورهام والخبير في معالجة الصور، أن حجم وتعقيد البيانات المستخدمة لتدريب النظام كان رائعاً، وأضاف إن هذا العمل يظهر لنا أنه من المرجح أن نشهد الخوارزميات تظهر أكثر فأكثر في حياتنا اليومية.

ومع إن الفريق يدرك حاجة نظامه لمزيد من اختبارات الكشف، إلا إنهم يعتقدون أنه واعد بشكل كبير، وهو الشيء الذي يمكن تطبيقه على مجموعة من المجالات الطبية الأخرى.

لكن الدكتورة «أنجالي ماهتو» الاستشارية في الأمراض الجلدية، حذرت من استبدال دور الأطباء الجلديين بهذا التطبيق، بالرغم من ترحبيها الحار به، قائلة إن الأطباء قد يكتشفون سرطانات جلد في أماكن غير التي يشك فيها المريض أثناء إجرائهم لفحص شامل على الجسد، في أماكن خفية مثل الظهر مثلاً.

  كلمات مفتاحية

سرطان الجلد طب الذكاء الاصطناعي

هذه الأعراض تنذر بسرطان المبايض

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان في توزيع الثروات