«سيد حجاب»: شاعر حلم بالتحرر بداية من الفصحى إلى الظلم في الوطن

الخميس 26 يناير 2017 06:01 ص

«لملم جروحك يا حزين وامشي .. خطوة كمان وتخف اَلامك .. واحلم بعين صاحية ولا تنامشي ..غير لما تشرق شمس أحلامك»..

كلمات إحدى قصائد شاعر العامية لمصري الكبير، «سيد حجاب»، الذي توفي، أمس الأربعاء، عن عمر يُقارب 77 عاماً عقب صراع طويل مع المرض.

و«حجاب» أحد أبرز شعراء العامية المصرية والعربية حتى أنه لُقب بـ«سيد الأغنية العامية».

ونُقل «حجاب» إلى مستشفى المعادي العسكري، عقب تعرضه إلى وعكة صحية شديدة، مساء أمس، إثر رحلة علاجية طويلة في فرنسا، ولم يتم تحديد موعد لدفن «حجاب» أو تلقي العزاء عليه بعد.

كان «حجاب» ولد في 23 من سبتمبر/أيلول 1940 في بيت صغير يطل على بحيرة المنزلة في الدقهلية، لذلك رأى النقاد أن حلم التحرر الذي عاش يراوده عائد إلى المدى والأشرعة اللتين تربى عليهما.

الفصحى الهاربة

«كنا غزاة وأبطالا صناديدا .. صرنا لرجع الصدى في الغرب ترديدا».

عام 1951 استشهد الطفل «نبيل منصور» بسبب هجمات على معسكرات الجيش البريطاني في منطقة القناة، فنظم فيه حجاب قصيدة بالفصحى، كان البيت السابق أبرز أبياتها، بحسب «أصوات مصرية».

وعن تلك المرحلة قال الراحل: «لم تسعفني الفصحى للكتابة عن أهلي من الصيادين فاضطررت للكتابة بالعامية التي خصصت لها قصائد منفصلة عن قصائد أخرى بالفصحى».

وكان والد «حجاب» يرى فيه شاعراً بالسليقة، فعلمه العروض والقوافي، لكن الصغير لما صار شاباً تمرد، وبدأ يكتب بلغة الصيادين، متأثراً بحياتهم، ليحمل أول دواوينه عنوان: «صياد وجنية»، والذي صدر عن دار «ابن عروس» عام 1966.

اليساري والثوري

وعقب صدور الديوان بـ3 سنوات فحسب تم اعتقال «حجاب»، بتهمة الانضمام إلى تنظيم شيوعي، وهي التجربة التي أصقلت موهبته الشعرية، ووهبتها امتداداً وبعداً وطنياً عميقاً.

توقع الراحل «صلاح جاهين» لـ«حجاب» مستقبلاً كبيراً منذ الستينيات من القرن الماضي، وبدوره توقع «حجاب» ثورة شعبية هائلة حمل شعره العامي تحفيزاً عليها بخاصة من التمرد ومطالبة بالحرية.

الانفتاح وتترات المسلسلات

وقرب فترة الانفتاح، أي منذ عام 1978 انتشر شعر حجاب ليواكب مسرح العرائس، ومقدمات المسلسلات التلفزيونية، بخاصة تلك التي كان يتم عرضها في شهر رمضان المبارك، وهو موسم الدراما المصرية وبالتالي العربية، ومنها مقدمات بعض الأفلام، أيضاً.

ولوحظ في هذه الأعمال أنها لم تكن للزينة من مثل: «الأيام»، و«صيام صيام»، «وقال البحر»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«الشهد والدموع»، و«المال والبنون»، و«السيرة الهلالية»، و«سامحوني مكنش قصدي»، و«الليلة الأخيرة»، و«البحار مندي»، و«كناريا وشركاه».

ولم تكن هذه المقدمات، وأحياناً النهايات بخاصة للمسسلات للزينة، كما اعتاد الجمهور من قبل، بل أضاف إليها «حجاب» من روحه، كما في مقدمة مسلسل «ليالي الحلمية» ذي الأجزاء الخمسة، البالغ الانتشار، التي قال فيها: «من انكسار الروح في دوح الوطن .. يجي احتضار الشوق في سجن البدن .. من اختمار الحلم يجي النهار .. يعود غريب الدار لأهله وسكن» .

واستمراراً لمسيرة الإبداع مع أعمال الراحل «أسامة أنور عكاشة»، جاء تتر مسلسل «أرابيسك»، إذ قال حجاب فيها: «الغش طرطش رش على الوش بوية .. مدرتش مين بلياتشو أو مين رزين ..شاب الزمان وشقيت مش شكل أبويا .. شاهت وشوشنا توهنا بين شين وزين .. ولسه ياما هنشوف ونشوف كمان»  .

ونتج عن رحلة إبداع «حجاب» عدد من القصائد الأدبية المُسجلة، بجانب أغانٍ لـ«علي الحجار»، «عفاف راضي»، «عبد المنعم مدبولي»، «محمد منير»، «سميرة سعيد»، فضلا عن أغاني فوازير «شريهان» وغيرها من أعمال نال عليها جائزة «كفافيس» الدولية 2005 .

كتب «حجاب» سيرته الذاتية في شكل قصيدة تتضمن ثلاثة أبواب عن الخير والحق والجمال لتعكس رؤيته في الوجود، وأن لم يستطع إكمالها.

المصدر | الخليج الجديد+أصوات مصرية

  كلمات مفتاحية

سيد حجاب التحرر الفصحى الوطن