استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأيدي الخفية

الجمعة 27 يناير 2017 03:01 ص

في تونس، اليوم، انشغال رسمي وشعبي بأمر الشبان الذين جرى استدراجهم إلى القتال في صفوف تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، حيث تطرح على بساط البحث، وسط قلق كبير يعم المجتمع ونخبه، مسألة عودتهم إلى بلادهم بعد الضربات التي تلقاها ويتلقاها التنظيم في العراق وسوريا وليبيا، وتقلّص رقعة الأراضي التي كانت تحت سيطرته، ما يضيّق الخيارات أمام هؤلاء المقاتلين، ويجعل عودتهم من حيث أتوا خياراً مرجحاً.

ويقال إن الدول المانحة للمساعدات اشترطت على الحكومة التونسية في مؤتمر عقد في تونس قبل شهور أن يكون إعادة استيعاب هؤلاء المقاتلين أحد شروط تقديم الدعم.

وكان أمراً محيراً أن بلداً مثل تونس بالذات هو الأكثر تقدماً في أوجه كثيرة بين البلدان العربية، على صعيد قوة المجتمع المدني الحديث وحضور المرأة ومشاركتها، وجودة برامج التعليم بالقياس لنظيراتها في بلدان أخرى، يصبح في مقدمة الدول المصدرة للمقاتلين الذين زُجّ بهم في المحارق الليبية والعراقية والسورية.

والواضح أن التنظيمات المتطرفة استغلت الضائقة الاقتصادية التي تفاقمت في تونس في السنوات الأخيرة، حيث وجدت قطاعات واسعة من الشبان نفسها تعاني العطالة عن العمل، وغياب فرص التأهيل والاندماج في سوق العمل، فأغرت هؤلاء الشبان، وفي حالات كثيرة، برضا عائلاتهم، خاصة في المناطق الأكثر فقراً وتهميشاً، للانضمام للقتال في صفوفها، لقاء أموال تعد مجزية، مخرجاً لهم مما هم فيه.

في الأنباء أن نحو نصف أعضاء نواب البرلمان التونسي وقّعوا على عريضة تطالب بتشكيل لجنة تحقيق بقضية شبكات تجنيد الشباب التونسي، يفترض أنها عُرضت على البرلمان، أو على وشك أن تُعرض.

ونسبت إحدى الوكالات الإخبارية إلى إحدى النائبات قولها ، إن معالجة قضية الإرهاب يجب أن تمر عبر جنود الخفاء، الذين سهّلوا عمليات الاستقطاب وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، حتى بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص عاد منهم 800 شخص فقط، مؤكدة أن «هناك أكثر من جهة متورطة في القضية، من ضمنها جمعيات عملت تحت غطاء خيري وديني تأسست إبان الثورة، وشركات ومؤسسات». 

نقف أمام هذا الأمر لأنه أكبر وأوسع من أن يكون موضوعاً تونسياً، فهو يعني البلدان العربية جميعها، فلم ينجُ بلد عربي من تعرّض شرائح من شبانه لغسيل الدماغ من أيدٍ خفية، تتزيّا بأردية دينية وخيرية وما شابه، متوسلة أساليب مختلفة لدفع الشباب نحو التهلكة، ولأن ارتدادات ذلك في غاية الخطورة على المجتمعات كافة، وليس فقط على البلدان التي هي اليوم ساحات حرب، حين يعود هؤلاء إلى أوطانهم بخبرة في القتال وبتعبئة إيديولوجية مدمرة.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

تونس الفلول المجتمع التونسي التنظيمات المتطرفة البطالة الأزمة الاقتصادية