جيش إلكتروني من طلاب مدارس السعودية لمواجهة الفكر المتطرف

الأحد 29 يناير 2017 05:01 ص

بدأت حملة سعودية متخصصة في معالجة الأفكار المتطرفة، الإعداد لتكوين جيش من طلاب المدارس يتولى محاربة الفكر المتطرف إلكترونياً، ومساعدة الجهات الأمنية في إحباط العمليات الإرهابية.

وأوضح «عبدالمنعم المشوح» رئيس حملة «السكينة» المتخصصة في معالجة الأفكار المتطرفة، أن الإبلاغ عن أية حالات اشتباه أو مثيرة للريبة يعد جزءاً من تطويق الإرهاب، وهو مسؤولية المجتمع عموماً، كما أن الضخ الإرهابي التحريضي في الإنترنت وشبكات التواصل عبر منصات ضخمة وآلاف الحسابات، يتطلب التحرك في شكل أوسع وأدق وأكثر تركيزاً.

ولفت إلى أن الجزء الأهم من الحرب على الإرهاب هو الجزء المعرفي وإدارة الرأي العام، من خلال بتر الإشاعات التي تعد من مسؤولية المجتمع لنبذ الأفكار المتطرفة.

وأشار إلى أهمية ما تم طرحه بإنشاء جيش إلكتروني معرفي مكون من طلاب المدارس، وما له من دور فعال في محاربة الفكر المتطرف إلكترونياً، إذ تشهد المنصات الإلكترونية استخداماً نشطاً لأصحاب الفكر الضال.

ودعا إلى تكاتف المؤسسات المعنية والأفراد وأطياف المجتمع السعودي كافة إلى توسيع نطاق عمل هذا الجيش في محاربة الفكر المتطرف، بحسب صحيفة «الحياة».

وقال إن «ما نشاهده ونشعر به من دقة في إحباط العمليات الإرهابية وتطويق للإرهابيين، يتطلب وعياً مجتمعياً يوازي حجم التهديدات والمخاطر»، مؤكداً أن الإرهاب أصبح يواجه المجتمع عموماً.

وأضاف: «إن القوات الأمنية حاصرت خلايا الإرهاب داخل المملكة، حتى في شكل متناثر من دون قيادة مركزية داخلية، ما كان له الأثر في عدم تحقيق أهداف الإرهابيين، إذ إن انعدام المركزية المحلية يضعف أداء العناصر الإرهابية».

ولفت رئيس الحملة السعودية المتخصصة في معالجة الأفكار المتطرفة، إلى أهمية نبذ الغلو ومحاربة الإرهاب ونشر الوسطية، مشيراً إلى أن «الإرهاب أزمة عالمية، تتطلب وعياً أكثر، وألّا تكون الحسابات الوهمية والمنصات المغرضة سبيلاً لجر الشباب إلى ظلام الإحباط والرهبة والقلق»، مبيناً أن تجاوز هذه الأزمة يحتاج إلى تعاون وتكامل وإظهار للأصوات المعتدلة، التي تجمع ولا تُفرّق، لتعزيز أسباب التآلف في المجتمع.

وكشف عن تصاعد مؤشرات الإرهاب الإلكتروني، وقال: «منذ بداية ٢٠١٧ وتلك المنصات في تصاعد، وفق قياسات المحتوى والحسابات والصفحات»، مؤكداً أنه «بعد المواجهة الأمنية في حي الياسمين شمال الرياض أخيراً، استنفرت بعض المنصات الإرهابية عناصرها للتحريض ضد المملكة، وذلك بعد أن تم خلال العملية كسر أحد أهم أرقام التنظيم الإرهابي، الذي ساعد في تنفيذ عمليات إرهابية عدة داخل المملكة».

وأضاف: «أطلقت حملة السكينة منذ سنوات خدمة الاستشارات الأسرية، لتقديم المشورة والإرشاد في ما يتعلق بالقضايا الفكرية أو النفسية أو السلوكية، لمساعدة الأهالي في تصوّر السمات الإرهابية وكيفية التعامل معها»، مستدركاً أن طاقة الحملة لا تستوعب التعامل مع أكثر من ثلاثة إرشادات يومياً، لافتاً إلى أن الواقع يتطلب فرقاً للتوجيه الفكري والنفسي في جميع المناطق، للإسهام في توعية المجتمع ودلالتهم على الوسائل المفيدة للتعاطي مع حالات الإرهاب أو التطرف.

وقبل أيام، أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تبني مقترحا جديدا يدعو لإنشاء جيش إلكتروني لمواجهة الإرهاب عبر الإنترنت.

ودعت ورقة عمل بحثية إلى رصد إستراتيجيات الجماعات الإرهابية في العالم الافتراضي، مشيرة إلى صعوبة تتبعها من قبل الجهات الأمنية والأسرية، لاعتمادها على إستراتيجيات متغيرة وسريعة.

وقالت ورقة العمل التي أعدها الخبير في الأمن الإلكتروني الدكتور «عبدالرزاق المرجان»، في مؤتمر لمواجهة التطرف الفكري في الكويت، إن «الجماعات الإرهابية غيرت إستراتجيتها قبل نحو أسبوعين، باتباع إستراتيجية المناصر المنفرد الخفي، وهي من أصعب الإستراتيجيات، إذ تعتمد على العمل الفردي».

كما أوصى باحثون ومشاركون في ملتقى «الإرهاب الإلكتروني.. خطره وطرق مكافحته»، الذي عقد في الرياض، بإنشاء جيش إلكتروني، وحسبة إلكترونية لمكافحة الإرهاب في الشبكة العنكبوتية.

وحملة «السكينة» إلكترونية تطوّعية مستقلة، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية انطلقت عام 2003، متخصصة في عالم الإنترنت والانتشار في مواقع ومنتديات ومجموعات الإنترنت، وذلك عبر فريق مختلف التخصصات، يحقق بتكامله أهداف الحملة عبر الوسائل والأساليب المناسبة والمؤثرة.

وتهدف حملة «السكينة» للحوار مع أصحاب الفكر المتطرف، ومن لديهم ميول نحو تأييد ما يوصف بالأعمال الإرهابية، مركزة على المضمون الشرعي بالإضافة إلى الأدب في الحوار ومُراعاة التفاوت في ثقافة المُخاطَبين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السكينة جيش إلكتروني السعودية الإرهاب