استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب بين الرغبة في الإصلاح والقدرة عليه

الاثنين 30 يناير 2017 05:01 ص

هل يمتلك العرب تصورا واضحا ومحددا لعملية اصلاح التي باتت استحقاقا ملحا منذ زمن؟ قد يحسب البعض أن طرح السؤال من مدخل (القدرة) ليس صحيحا قبل اجابة على سؤال آخر يتعلق بـ(ارادة).

هو السؤال التالي: هل توجد لدى العرب أصلا أي رغبة حقيقية في القيام باصلاح؟

ينسجم هذا التصور مع التكوين الثقافي، وبالتالي السياسي، السائد في العالم العربي، وهو تصور يعلي قيمة النيات والرغبات في حصول أي إنجاز أو فعل، بينما يبخس الدور الذي تلعبه مسألة القدرة وامكانية في تحقيق ذلك انجاز أو الفعل. ففي إطار منظومة التفكير الغالبة يعتقد أن كل المطلوب هو (إرادة) اصلاح والرغبة فيه، فلا يكون من أمر هذا اصلاح إلا أن يصبح، بطريقة أو أخرى، واقعا تراه العيون وتشهد عليه الأبصار.

وهذا ينتج عن الظن بأن فعاليات الحياة البشرية إجمالا تتمحور أساسا حول (رغبات) و(نيات) من يؤثرون في تلك الفعاليات، ومن يساهمون في صياغة الحاضر وصناعة الواقع.

هل يمكن أن يكون الأمر بالمقلوب؟

اجابة نعم، بعد تحليل معطيات الواقع ودروس التاريخ. لا دعوة هنا غفال دور النيات وارادات في مثل هذه القضايا، لكن الذي ينبغي التأكيد عليه هو دور (القدرة) في خلق (الرغبة وارادة) ابتداء.

فالقدرة تعني التمكن من رؤية مداخل اصلاح وأشكاله وسيناريوهاته الكثيرة الممكنة، وعدم الانحصار في مدخل تقليدي سائد، وهذا ما يخلق الرغبة وارادة. إن أي عملية إصلاح، سياسي واقتصادي وثقافي، في البلاد العربية لا يمكن إلا أن تحصل في إطار يأخذ بعين الاعتبار تعقيدات الواقع السياسي العربي الراهن إضافة إلى ارث السياسي التاريخي للبلاد العربية.

وإن جوهر اصلاح، السياسي تحديدا، لا يكمن دوما، كما يظن البعض، في استبدال أفراد بأفراد أو مجموعة بمجموعة أخرى.

لأن هناك موروثا سياسيا / ثقافيا مشتركا يبدو غالبا، خاصة على أفراد وجماعات النخبة السياسية التقليدية العربية بجميع ألوانها الأيديولوجية سواء كانت في داخل إطار السلطة السياسية أو في صفوف المعارضة، وهو موروث سيفرز قيادات سنفاجأ كلما وصلت إلى موقع صناعة القرار بأنها تشترك مع غيرها في كثير من الصفات التقليدية، بغض النظر عن شعاراتها التقدمية في مراحل ومواقع المعارضة العتيدة.

ودروس البلاد التي وقعت فيها الثورات وفيرة في هذا المجال. من هنا، ربما كانت الخطوة الأولى على طريق أي إصلاح سياسي تتمثل في محاولة الاتفاق على مدخل لذلك اصلاح يتجنب التركيز الحاد على تداول الحكم كأولوية لابد منها لأي إصلاح، لأن هذا التداول في الظروف الثقافية الحالية قد يكون أصلا غير ذي معنى، وربما لن يؤدي سوى إلى تكرار التجارب الفاشلة بصور مختلفة.

* د. وائل مرزا - كاتب وأكاديمي سـوري

  كلمات مفتاحية

العرب الإصلاح السلطة الأيديولوجية المعارضة

الربيع العربي - حصاد ذاتي

تمثيلية أمريكية لا تخص العرب