تهجير مسلحي «وادي بردى» إلى إدلب.. ومياه «الفيجة» تتجه لدمشق

الاثنين 30 يناير 2017 06:01 ص

بدأت عملية تهجير جديدة بنقل مئات المقاتلين المعارضين وعائلاتهم من وادي بردى قرب دمشق الى إدلب شمالاً، بالتزامن مع دخول ورشات صيانة لضخ المياه من نبع الفيجة إلى العاصمة السورية دمشق.

وأعلن الجيش التابع لنظام «بشار الأسد»، سيطرته على كامل منطقة وادي بردى، التي تعد خزان المياه الذي يغذي العاصمة، بعد معارك دامت أكثر من شهر مع الفصائل المسلحة.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان للجيش: «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهماتها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة».

وأشار البيان الى أن «العمليات العسكرية (...) ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز تسويات ومصالحات في عدد من هذه القرى والبلدات» في وادي بردى التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في 2012».

ولفت الى أن «المساحة الإجمالية للمنطقة التي تمت السيطرة عيلها تبلغ نحو 400 كيلومتر مربع».

وقال مسؤول حكومي، إن ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، سيتم فوراً بوسائل إسعافية ريثما يُعاد إصلاح كامل نبع الفيجة.

ودخل جيش «الأسد» إلى منشأة نبع عين الفيجة، تنفيذاً لاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة يقضي بخروج المئات من المقاتلين غير الراغبين في التسوية من منطقة وادي بردى (15 كيلومتراً شمال غربي دمشق) إلى محافظة إدلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الحافلات المتجمعة عند أطراف منطقة وادي بردى بدأت بالانطلاق نحو الشمال السوري، وهي تحمل على متنها مئات المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الراغبين في الخروج من وادي بردى، ممن رفضوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطات والقائمين على المنطقة.

وقال «المرصد» إن «التوتر عاد الى ريف إدلب مع بدء عملية انضمام كتائب وألوية مقاتلة وإسلامية إلى «هيئة تحرير الشام» المشكلة حديثاً من جبهة «فتح الشام» وحركة «نور الدين زنكي» و«جيش السنّة» و«جبهة أنصار الدين» و«لواء الحق»، والتي أعلنت عن اندماجها اندماجاً كاملاً ضمن كيان جديد تحت اسم «هيئة تحرير الشام» بقيادة المهندس «أبو هاشم جابر الشيخ»، إضافة الى الانضمامات المتتالية لحركة «أحرار الشام».

وقال نشطاء معارضون من إدلب إن «فتح الشام» لا تزال تحاصر عناصر «صقور الشام» الذين انضموا الى «أحرار الشام»، وإنها لم تطلق أسرى باستثناء «أبو عيسى الشيخ» ابن قائد «صقور الشام».

اشتباكات الباب

على صعيد آخر، أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة دارت في محيط مدينة الباب وفي محاور قريبة منها بريف حلب الشمالي الشرقي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات» والقوات التركية من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محاولة جديدة للقوات التركية ومقاتلي «درع الفرات» للتقدم نحو مدينة الباب من المحور الشرقي والشمالي الشرقي للمدينة.

وأشار المرصد إلى أن «الهجوم الجديد للقوات التركية نحو مدينة الباب ومحاولتها تحقيق تقدم جديد جاء بعد فشلها في تحقيق تقدم خلال الأيام والأسابيع الفائتة».

كما جاء مع استمرار قوات النظام والمسلحين الموالين بقيادة مجموعات العميد «سهيل الحسن» المعروف بـ«النمر» في اشتباكاتها العنيفة مع عناصر التنظيم بالريفين الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة الباب على مسافة نحو 7 كيلومترات بعد استعادة قوات النظام السيطرة على 20 قرية وبلدة على الأقل في هذين المحورين.

يذكر أن تركيا تنفذ شمالي سوريا، منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية «درع الفرات» العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، من أجل تطهير المنطقة المحاذية للأراضي التركية من تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونجحت العملية، في تحرير مدينة جرابلس (شمال سوريا) ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقا تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس واعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتشكل السيطرة على مدينة الباب الهدف الإستراتيجي الأهم في معارك «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي التي بدأت أواخر أغسطس/آب الماضي.

وتشهد المنطقة صراعا على النفوذ بين الجيش الحر المدعوم من تركيا ووحدات الحماية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وتشكل مدينة الباب أهم نقاط الاتصال بين مواقع سيطرة الوحدات الكردية بمدينة منبج ومواقعها في ريف حلب الشمالي.

وتركيا عازمة على منع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها قوة معادية من ضم أراض تسيطر عليها على امتداد الحدود التركية، خوفا من أن يشجع ذلك حركات الانفصال الكردية في الداخل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وادي بردى دمشق فصائل إدلب مسلحون تسوية