أعلن، رئيس الوزراء النمساوي، «كريستيان كيرن» أنه سيسعى إلى منع النقاب في الأماكن العامة، كجزء من برنامج حكومي واسع يهدف إلى مواجهة التحدي الذي يفرضه اليمين المتطرف.

وقال «كيرن» إنه بعد موافقة الوزراء على برنامج الحكومة الجديد الذي سينفذ في الأشهر الـ18 المقبلة، فإن «النقاب الذي يغطي كامل الوجه سيمنع في (الأماكن) العامة».

وأضاف، رئيس الوزراء النمساوي، أنه أراد تجنب «إعطاء 600 ألف مسلم يعيشون في النمسا الشعور بأنهم ليسوا جزءًا من مجتمعنا».

ولم يرد أي ذكر لمنع يطال الحجاب للموظفات الرسميات، لكن النص أورد «إن ممثلي الدولة يجب كيرن أن يقدموا أنفسهم كمحايدين دينيًا».

وأوضح «كيرن» تعليقاً على قانون الاندماج الذي يهم المسلمين والأجانب في البلاد، أنه «سيتم تطبيق دورات جديدة للاندماج واللغة، وسيُسمح للاجئين العمل في مجالات المسؤولية الاجتماعية، وفي المقابل لن يعملوا مقابل يورو واحد في الساعة»، وأضاف «سيتم منع ارتداء الملابس التي تغطي كل الجسم في الأماكن العامة (النقاب)».

 وتشكل العبارات المفتوحة في نصوص البرنامج الحكومي مصدر قلق للمسلمين الذين يعيشون في النمسا.

وتأتي هذه الخطوة بعد 8 أشهر على خلافة «كيرن» لـ«فيرنر فايمان» على رأس ائتلاف عريض بين الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الشعب من يمين الوسط، ويواجه الائتلاف صعوبات شعبية وسياسية.

وتحدثت توقعات عن أن هذا الائتلاف قد يدعو إلى انتخابات مبكرة، إلا أن برنامج يوم الاثنين يهدف إلى التأكيد على أن الحكومة مستمرة في الحكم حتى انتهاء ولايتها أواخر عام 2018.

وكان رئيس «الجماعة الإسلامية» (منظمة أهلية) بالنمسا «إبراهيم أولغون» انتقد مشروع قانون يهدف لحظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة، وقال إن «الحجاب خط أحمر بالنسبة لنا، ومن الضروري منع إقرار هذا القانون»، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول».

ويتضمن البرنامج الذي يقع في 35 صفحة، أيضًا، تشديد المراقبة والإجراءات الأمنية، وإجبار المهاجرين الذين منحوا حق الإقامة على توقيع عقد «اندماج» و«إقرار بالقيم».

وورد في البرنامج أن «هؤلاء الذين هم غير مستعدين لقبول قيم التنوير يجب أن يغادروا بلدنا ومجتمعنا».

إلا أن العديد من بنود البرنامج تحتاج إلى شرح وتفصيل لاحقًا، وإلى أن تحظى بموافقة البرلمان قبل أن تدخل حيز التنفيذ.

تجدر الإشارة أن صعود موجة اليمين المتطرف المعادي للمسلمين والأجانب، انعكست بشكل بارز على الحياة الاجتماعية في النمسا عام 2015، وتصاعدت بشكل كبير مع حصول مرشح اليمين المتطرف «نوربورت هوفر» على 46% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتقدم الكبير الذي حققه حزبه.