استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا هذا الانقسام في وعي الأمة؟

الأربعاء 1 فبراير 2017 08:02 ص

الانقسام الذي تعيشه الأمة هذه الفترة يشكل خطرًا كبيرًا على وجودها وكيانها وهويتها، والواقع أن هذا الانقسام والاختلاف، لم يكن قائما قديما بهذه الحدة والتوتر، وصار التعدد والتنوع الذي يعد ثراءً إيجابيًا، تحول إلى صراعات، تؤسس لتحولات ما يشبه الطوائف المتصارعة، بسبب اختلافات سياسية، تم انحرافها فكريًا ومذهبيًا، في كتابه (الوعي الذاتي) للمفكر السوري برهان غليون، أن هذا الانقسام في الوعي العربي بين أفكار عديدة تتقاسمه في العديد من الجوانب الفكرية، ولا يزال يعيش في أزمة هذا الانقسام حتى الآن.

فيقول: قبل الفكر أن يعيش في الثنائية دائمة وألا يرى نفسه ولا يعيها إلا من خلال هذه الثنائية المعممة في الوعي والعقل والممارسة: ثنائية الحديث والقديم، والسلفي والمتجدد، والأصولي والمعاصر، والديني والعلماني إلخ. وفي جميع المحاولات النظرية التي تعرضت لهذه الأزمة، يبدو التأكيد على هذا الجانب أو ذاك أو الدفاع عن ضرورة التوفيق بينهما، التزامًا أساسيًا لدى مختلف الأطراف.

لكن قليلة هي الدراسات التي سعت إلى الذهاب أعمق من ذلك لرؤية الأسباب الكامنة وراء هذه الثنائية، والمنابع التي تستمد منها حياتها واستمرارها. وهكذا لم يقم الفكر النظري العربي في العقود الماضية، وبقدر تبنيه لهذه الثنائية كواقع ثابت وطبيعي، إلا بإعادة إنتاجها وتجديدها.

بسبب ذلك ـ كما يقول د. غليون ـ أن منهج دراسة الفكر والثقافة بقي في أغلب الأحيان، إن لم يكن في جميعها، منهجًا سجاليًا يقوم على تبرير تأكيدات ومواقف معينة أصالية أو عصرية، والدفاع عنها في وجه خصم مفترض، ولم يسمع إلا لمامًا لتجاوز هذه التأكيدات وأحكام القيمة المستمدة منها إلى الكشف عن قوانين هذه الثنائية أو وضعها موضع الشك والتساؤل.

فلا يمكن أن يصدر هذا التجاوز إلا عن منهج التحليل التاريخي والمعالجة العلمية التي لا تنطلق من مناقشة صحة أطروحة الحداثة والأصالة أو خطئهما، وإنما تقوم على البحث عن مصدر هذه الثنائية في الوعي والواقع معًا. هذا لا يعني ـ كما يرى المؤلف ـ أنه ليس لهذه التيارات السائدة والمتصارعة تفسيراتها الخاصة وغير المعلنة لأزمة الثنائية الثقافية.

إذ في ردودها المتبادلة تحاول كل الأطراف أن تظهر سبب بقاء الأطراف الأخرى، وتلحقه بشكل أو بآخر بعوامل سلبية داخلية أو خارجية. ثم إنها تحتاج لتبرير نفسها وشرعية وجودها إلى أن تعطي تفسيرًا خاصًا وإيجابيًا لوجودها ومزاعمها. ويمكن تلخيص هذه التفسيرات في مذهبين أساسيين يتفق كلاهما في إرجاع عوامل هذه الأزمة إلى أسباب تاريخية قديمة أو خارجية حديثة، مستثنين من ذلك ومستبعدين عوامل الحاضر والواقع العربي الراهن في الوقت نفسه.

ولا شك أنه داخل هذين المذهبين، كما يقول غليون، هناك خلافات جزئية ترتبط بنظرة المنتجين لهما ورؤيتهم المثالية والمادية، وحساسيتهم الشخصية والخاصة تجاه عالم الوعي أو عالم المجتمع والتاريخ، وهذه هي الوضعية التي يعيشها المجتمع العربي اليوم.

* عبد الله بن علي العليان كاتب بحريني. 

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

انقسام وعي الأمة العرب والمسلمون ثنائيات معممة الثنائيات المعممة العقل الممارسة الحديث والقديم والسلفية والتقليد الأصالة والمعاصرة الديني والعلماني