استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كفى بالموت (موحدا)!

الخميس 2 فبراير 2017 06:02 ص

شكك البعض في مشروعية تعزية أحد الدعاة المعروفين في وفاة زوجته وابنه رحمهما الله، في حادث مروري الأسبوع الماضي. وتردد آخرون في تعزية أحد الفنانين المعروفين في وفاة والده رحمه الله.

انطلق أصحاب الموقف الأول من منطلقات أيديولوجية وظيفتها التصنيف ثم الإقصاء ثم الإيذاء، وإن لبست لباسا دينيا مطرزا بالوطنية!

ولحسن الحظ فقد لقيت تلك الدعوة الإقصائية استنكارا واستهجانا تجليا في التعازي الخطية والهاتفية والحضورية، الرسمية والشعبية، التي انهالت على المكلوم فخففت عليه فجيعته في موت أحبابه، وخففت علينا فجيعتنا في مرض لحمتنا الوطنية، وقلقنا من المستوى المتردي الذي وصلت إليه علاقاتنا الاجتماعية تحت ذرائع دينية ووطنية وأخلاقية شتى، باسم الحفاظ على المجتمع.

أصحاب الموقف الثاني انطلقوا من موقف ديني تقليدي قديم، لكنه لم يكن بهذه الحدة التي نراها الآن، ولا بهذه المفاصلة المعلنة التي تتخذ أحيانا شكل التهديد (الاحتسابي)!

ولحسن الحظ أيضا، أن عددا من الدعاة المعتدلين قد كسروا هذا الحاجز النفسي عبر مبادرتهم بتعزية المكلوم في أبيه، مما خفف عليه حزنه وخفف علينا خوفنا.

أسوأ ما يمكن أن يقوم به مسلم في هذه الحياة هو استخدام الدين لتقسية القلوب وزرع البغضاء بين أفراد المجتمع الواحد.

قد نختلف في هذه الحياة على أشياء كثيرة، ونظهر في ما بيننا بألوان مختلفة وأمزجة متغايرة ومنافع قد تكون متضاربة ومتضادة، لكن حين تحين ساعة الموت فإن كل هذه الاختلافات يجب أن تتلاشى أو تضمر إلى حجمها الأدنى.

حين يأتي الموت تتحول كل الألوان التي كنا نرتديها في حياتنا إلى لونين فقط: أبيض يرتديه الميت، وأسود يرتديه الحي.

وإذا لم يوحدنا الموت فلسنا جديرين بالوحدة في حياتنا.

وإذا لم يرقق الموت قلوبنا فيلينها على بعضها، فما الذي سيرققها من بعد ذلك؟!

وإذا لم يستطع الموت أن يدحر بذرة الكراهية في المجتمع أو يطمسها على الأقل موقتا، فإن هذا يعني أن الكراهية عندنا لم تعد مجرد بذرة أو حتى شجرة بل هي غابة ذات جذور عميقة.

قد تجد مجتمعا لا يتوحد عند حفلات الزواج أو في الأعياد، لكنك حين تجد مجتمعا لا يتوحد حتى عند الموت فاعلم أنه مجتمع مهدد حقا.

* د. زياد الدريس - كاتب ومندوب السعودية السابق لدى اليونسكو

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

الجين المجتمع الموت