عضوة عربية في الكنيست: (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة التي لم تُصدَم أو تخف من «ترامب»

الخميس 2 فبراير 2017 08:02 ص

«حنين الزغبي» هي واحدة من ضمن 14 عضواً عربياً في الكنيست الإسرائيلي ذي الـ120 عضواً، تعرضت من قبل للبصق عليها، تعرضت للمزاحمة وتعليق العمل بالبرلمان، بالإضافة لإساءة المعاملة. تشرح الأمر قائلة «هذا يعود جزئياً لكوني امرأة، لا تنسَ هذا. فبالنسبة لبعض الناس، من الطبيعي أن تغضب على امرأة لأنها لم تتصرف كما ينبغي أن تتصرف النساء برأيك».

«الزغبي» واجهت طويلاً خطر الطرد، هناك القانون الذي ينص على حق طرد العضو من الكنيست الذي «يحرّض على العنصرية»، أو «يدعم الكفاح المسلح»، إذا أيّد 90 من ضمن الـ120 عضواً هذه الخطوة.

«الزغبي».. تاريخ من مواجهة النفي المعنوي

مجموعات الحقوق المدنية قالت إن القانون يستهدف الأعضاء الفلسطينيين في البرلمان، كمحاولة لإخراسهم، فقد وصف «إسحاق هرتسوغ»، رئيس حزب العمل الإسرائيلي هذا التشريع بأنه «علامة سوداء على وجه إسرائيل»، أما «الزغبي» فقد وصفته بأنه محاولة للاغتيال السياسي.

السيدة «الزغبي»، ذات الـ47 عاما، والتي كانت أول امرأة إسرائيلية فلسطينية يتم انتخابها في البرلمان حين فازت بمقعد في 2009، قالت: «نحن أعضاء في البرلمان، نحن لا نرمي الحجارة، ولسنا في أي مقاومة مسلحة، نحن نتحدث، وإسرائيل قامت بتجريم هذا».

20% من مواطني (إسرائيل) هم فلسطينيون، ولديهم نظرياً حقوق متساوية، لكنهم يواجهون تمييزاً مؤسسياً. على سبيل المثال، بالنسبة لتمويل المدارس، والتي يتم الفصل فيها بين اليهود والفلسطينيين في (إسرائيل) بالإضافة إلى وظائف القطاع العام. السيدة «الزغبي» نشأت في الناصرة، حيث ما تزال تعيش في شقة في منزل والديها، ودرست الفلسفة في جامعة حيفا، التي تعد أحد المدن القليلة المختلطة في (إسرائيل).

حظيت «الزغبي» بسمعة سيئة في (إسرائيل) بعدما شاركت في أسطول سفن كسر الحصار على غزة في مايو/أيار 2010، والتي تم اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية ولقي تسعة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين مصرعهم، وقد شهدت «الزغبي» التي كانت على متن السفينة الرئيسية «مافي مرمرة» هذا العنف.

وبالرغم مما حدث، فإن هذا لم يحد من التزامها بالنشاطات، فقد قامت مطلع هذا الشهر بالتظاهر مع سياسيين إسرائيليين فلسطينيين آخرين في قرية أم الحيران البدوية بصحراء النقب، لأن القوات الإسرائيلية شاركت في عملية هدم كي تفسح الطريق لمدينة إسرائيلية جديدة، وأطلقت الرصاص على رجل بدوي فأردته قتيلاً، كما قتل ضابط شرطة صدمته سيارة. «الزغبي» وزملاؤها يواجهون مطالبات بفتح تحقيق معهم بتهمة «التحريض»، لكنها قالت: «ما يحدث في أم الحيران هو طرد، إنه فصل عنصري واستعمار»، ثم أضافت: «الفلسطينيون يواجهون الطرد السياسي في الكنيست، والطرد المادي من النقب».

(إسرائيل) الدولة الوحيدة التي لم يفاجئها «ترامب»

«الزغبي» قالت إن (إسرائيل) تريد أن «تغلق ملف مطالب الفلسطينيين لإقامة دولتهم، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحول من إدارة الأزمة إلى حل الأزمة، ولكن من وجهة النظر الإسرائيلية فقط، لمصلحتهم هم، فقد تغير شيء في أذهان الإسرائيليين: الفلسطينيون لم يعودوا موجودين، الجدران لم تعد مادية فقط، لقد أصبحت نفسية».

الرئيس الأمريكي الجديد يعزز هذه العقلية برأي «الزغبي»، فقد قالت: «دونالد ترامب قد يبدو غريباً وفريداً لمعظم العالم، لكن ليس بالنسبة لإسرائيل، شعبويته وطريقته في الكلام العنيف هي النموذج السائد في إسرائيل، إسرائيل هي الدولة الوحيدة غير المصدومة أو الخائفة من ترامب، وإنما على النقيض من ذلك، فنتينياهو وترامب يمثلان الطراز نفسه».

إذا حقق «ترامب» وعده بخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي الحركة الدالة على تأييد (إسرائيل) في زعمها بأن هذه المدينة هي «عاصمتها الأبدية والوحيدة»، فسوف يكون هناك «رد فعل قوي» كما قالت «الزغبي».

«الزغبي» أضافت أيضاً أن منع «ترامب» لدخول الناس من الدول المسلمة كان بمثابة إضفاء طابع رسمي خطير على الإسلاموفوبيا، وشرحت قائلة: «هذه الكراهية ليست جديدة، إنها جزء من الثقافة، لكنها الآن تحولت إلى سياسة، لقد أصبح شيئاً طبيعياً أن تتكلم بكراهية عن المسلمين دون أن تشعر بأي عار».

تمنيت لو اهتم الكنيست بالحرية كما يهتم لفساتين النساء

«الزغبي» قالت أيضا إنها تود أن ترى حركات الحقوق المدنية الشعبية مع الفلسطينيين في الشوارع، وأن تغلق الشركات احتجاجاً، وأن تحل السلطة الفلسطينية نفسها كي تجبر (إسرائيل) على تحمل مسئوليتها كـ«قوة احتلال»، لكن المجتمع الدولي عليه أن يتصرف أيضاً، يجب ألا تكون (إسرائيل) قادرة على التوسع في المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية وتفلت من العقاب.

وأضافت قائلة: «إذا انتهكت القانون الدولي، فلابد أن تدفع الثمن»، وأردفت أنها تتمنى أن ترى عقوبات حكومية ومقاطعات، قائلة: «هل يمكنك أن تتخيل احتجاجاً أكثر سلمية من المقاطعة؟».

في المجتمع الذي تنتمي إليه «الزغبي»، لم يعد من غير الطبيعي للنساء أن يكنّ ناشطات في الصراعات السياسية، ففي المجتمع الفلسطيني، يوجد نساء حاصلات على شهادات أكاديمية أكثر من الرجال، كما إن وجود النساء في العمل ليس شيئاً غير مألوف، والنساء المستقلات اللواتي يخترن مواصلة المهنة، أو يؤخرن الزواج أو لا يتزوجن، أو ينجبن عدداً أقل من الأطفال، هو شئ بات يمكنك أن تراه أكثر فأكثر، إنه ليس مجتمعاً محافظاً بطريقة نمطية.

تأمل «الزغبي» أن تكون قدوة للمرأة الفلسطينية الشابة، قائلة: «عليك أن تقف لأجل ما تؤمن به، إذا لم تحصل على نتائج مباشرة الآن، فإن هذا لا يعني أن نقول أنه لا يوجد نتيجة، ربما ليست لك، ولكن لجيل آخر».

في الشهر الماضي، شاركت «الزغبي» في مظاهرة للبرلمانيات والمسئولات الإناث في الكنيست، بعدما تم منع اثنتين منهن بسبب ارتداء ما وُصف بأنه «فساتين غير محتشمة كفاية»، وتم تخفيف شرط الفساتين كنتيجة لذلك. وقد علقت «الزغبي» قائلة: «كان شيئاً بسيطاً جداً، لكن في بعض الأحيان تشعر أنك قوي فعلاً»، مضيفة: «أتمنى فقط لو يهتم الكنيست لأمر الحرية، بنفس القدر الذي ينظر به إلى فساتين النساء».

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

الكنيست حنين الزغبي الأعضاء العرب