رسائل تطمين سعودية للأردن: «المنحة النفطية» في الطريق وزيارة مرتقبة للملك «سلمان»

الخميس 2 فبراير 2017 08:02 ص

قالت صحيفة «القدس العربي» إن السعودية بعثت برسائل طمأنة للأردن فحواها أن ماحدث ما جاء على لسان بعض المسؤولين مؤخرا لن يؤثر على العلاقة بين البلدين، مشيرة إلى أن الملك «سلمان بن عبد العزيز» سيزور عمان الشهر المقبل، قبل يوم واحد من انطلاق القمة العربية.

وأوضحت الصحيفة انه «ما زالت التأكيدات تصل لحكومة الأردن من الجانب السعودي بعنوان: ما زلنا معكم، المنحة الخليجية في طريقها للتحويل، الملك سلمان بن عبد العزيز سيحضر لعمان قبل 24 ساعة من الموعد الرسمي للقمة العربية وبرفقة جميع كبار المسؤولين في محطة تهدف لمساعدة المملكة الأردنية».

ووفق الصحيفة فإن «الرسالة نفسها تؤشر على أن المملكة الشقيقة تفكر بالمساعدة عبر تمويل مشاريع للطاقة البديلة والبحث في التفاصيل وارد».

كما تدلل الرسالة، بحسب الصحيفة، على أن الرياض مهتمة بالبقاء في دائرة العلاقات الإستراتيجية مع الأردن ويسرها بقاء الأخير في موقعه وموقفه تجاه المشهد اليمني والإرهاب والملف الإيراني كما عبر عنه في دافوس وزير الخارجية «أيمن الصفدي» وهو يطالب إيران بوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

رسالة من هذا النوع برزت مجددا بعدما أقالت حكومة «هاني الملقي» وفي ضربة واحدة سريعة وخاطفة أبرز شخصية دينية في البلاد وهو إمام الحضرة الهاشمية سابقا وصديق السعودية المقرب الشيخ «أحمد هليل» من أربعة مناصب يشغلها منذ عقود تفاعلا مع خطبته الشهيرة التي بالغ أولا في الحديث فيها عن «خطر حقيقي» تواجهه البلاد.

وانطوت ثانيا على رسائل نقدية تلوح بتعرض منظومة السعودية والخليج لإشكالات كبيرة إذا ما ضعف الأردن.

وقالت الصحيفة إنه، «لا زال الشارع الأردني يتجادل في الخطبة الشهيرة للشيخ هليل الذي أفاد شهود عيان بأنه ومن فرط الغضب بعد إقالته من جميع مناصبه رفض في اليوم الأخير له بوظيفته الرسمية محتجا المغادرة بسيارة الحكومة وشوهد بالشارع أمام دائرة الإفتاء منزعجا قبل أن تصدر بيانات باسم عشيرته العجارمة ترفض الصمت على أي محاولة للإساءة لفضيلة الشيخ وتتهم السلطات بالتواطؤ على حملة غير مؤدبة حاولت التعريض به».

ولم ينبس الشيخ «هليل» ببنت شفة وانسحب من مواقعه الأربعة بهدوء ولم يطرح قصته لمسار الأحداث.

لكن من قرر انسحاب الرجل من وظيفته الرسمية العليا كأعلى مرجعية دينية أرسل رسالة إضافية تجنبا لإغضاب الشقيقة الكبرى السعودية عندما «فرط» عمليا وظائف الشيخ «هليل» واستبدله بأربعة من رجال الدين دفعة واحدة.

ورغم ذلك لم تعقب السعودية على تلك الرسالة، بل تم وبعد تعليقات مماثلة في البرلمان إيصال رسائل لعمان تقول بالنص بعدم وجود ولو حتى عتب على الجانب الأردني والأمور الثنائية «ستحلق قريبا».

وإزاء رسائل من هذا النوع لا يملك « الملقي» إلا الاستجابة والانتظار رغم اتساع دوائر التشكيك محليا في أن تكون جزئية مساعدة الأردن «أولوية» سعودية.

النائب الأردني «طارق خوري»، قال لـ «القدس العربي»، إن مداخلته حول قضية الشيخ «هليل»، لا يمكنها الانطلاق من «استجداء» السعودية ودول الخليج بل العمل على طرح بدائل تحقق مصلحة الأردن وكرامته المنشودة.

عمليا يمكن القول بأن مستوى الاتصالات بين عمان والرياض في الأيام القليلة الماضية أكثر عمقا واسترخاء ومباشرة وصراحة خصوصا وأن عمان لا زالت ملتزمة سياسيا بمعظم الإستراتيجية السعودية إزاء القضايا والملفات الأهم إقليميا بما فيها العراق والإرهاب والملف اليمني وحتى الملف الفلسطيني.

وقبل أيام، أكد وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي» ونظيره السعودي «عادل الجبير» متانة وصلابة العلاقة بين البلدين.

وقال «الصفدي» في سلسلة تغريدات عبر صفحته الرسمية على «تويتر»: «كل الشكر لمعالي وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير على تهنئته الكريمة خلال اتصال هاتفي، أكدنا تطلعنا العمل معا لخدمة مصالحنا المشتركة والبناء على العلاقات الأخوية التاريخية التي يرعاها صاحبا الجلالة».

وأضاف أن «العلاقات بين المملكتين صلبة ومتينة ويحرص صاحبا الجلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين على تطويرها في جميع المجالات، مؤكداً أن التنسيق بين المملكتين مستمر، والتعاون نهج ثابت ينطلق من عمق العلاقات والإيمان بوحدة المصير».

وختم بالقول «أكدت لمعالي الجبير تثمين الأردن الكبير لمواقف المملكة العربية العربية السعودية الداعمة دوما لنا».

وأثارت تصريحات للنائب الأردني «أحمد الصفدي»، التي هاجم فيها دول الخليج العربي، غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما هاجمه مستخدمون من الخليج، تنكر أردنيون مما قاله الصفدي، واعتبروا أن شتمه للخليج هو إهانة للأردن قبل أن يكون إهانة للدول الأخرى.

وكان عدد من مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقطع فيديو يظهر فيه رئيس اللجنة المالية في البرلمان الأردني النائب «أحمد الصفدي» وهو يوجه انتقادات حادة لدول الخليج، كما وجه انتقادات حادة للأسلوب الذي تحدث فيه قاضي القضاة الدكتور «أحمد هليل» في خطبة الجمعة المثيرة للجدل وأدت إلى استقالته، وشتم دول الخليج، معتبرا أن بقاء الخليج مرهون على استمرار قوة الأردن.

وهناك خيط لا يمكن تجاهله يربط بين الشخصيات الأردنية التي انتقدت دول الخليج وتحديدا السعودية وهاجمت تجاهلها للوضع الأردني الحساس.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الخليج الأردن العلاقات السعودية الأردنية الملك سلمان