«سفيان عز الدين»..مغربي فدى المصلين في هجوم كيبك في كندا بروحه

الخميس 2 فبراير 2017 03:02 ص

خلّفت العملية الإرهابية على مسجد المركز الإسلامي في مقاطعة كيبك بكندا صدمة واسعة بين صفوف الجالية الإسلامية وسكان المقاطعة عمومًا، إذ لم تعرف المقاطعة عمومًا هجمات من هذا القبيل، فرغم تعرّض المسجد ذاته إلى اعتداء قبل مدة برمي رأس خنزير بمقربه منه، لكن المسلمين لم يكونوا ينتظرون أن يكونوا هدفا لمسلح أراد قتل أكبر عدد منهم.

حصيلة يوم الاثنين 30 من يناير/كانون الثاني أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، كلهم من أصول أجنبية، تحديدًا من الجزائر وتونس والمغرب وغينيا، بينهم شخصية جداً معروفة في كيبك، ويتعلّق الأمر بـ«سفيان عز الدين»، صاحب متجر اللحوم «السلام» الشهير في المنطقة، والرجل الخدوم الذي لم يكن يذخر جهدًا في مساعدة الآخرين بحسب «سي إن إن» العربي.

وتحول متجر «السلام» إلى مزار للمعزين خلال الساعات الماضية، فليست الجالية المغربية أو المسلمين وحدهم من آلمهم رحيل «عز الدين» ومعه القتلى الخمسة الآخرين، بل كذلك الكثير من سكان كيبك، إذ كان «عز الدين» محبوبًا من لدن الجميع، وكان يُقدم مثالًا قويًا على قدرة المسلم على الاندماج في وسط غربي والتعايش مع الآخرين.

قضى، «سفيان عز الدين»، نحبه وهو في سنه الـ57، وله ثلاثة أبناء، حاصل على شهادة الدكتواره في البيولوجيا، وصل إلى كندا قبل ثلاثة عقود تقريبًا، وكان هو أول من أنشأ محلًا لبيع المنوجات الحلال في كيبك، كما كان يحسّ في أيامه الأخيرة أنه قد يموت شهيدًا بخاصة بعد سفره رفقة زوجته إلى العمرة قبل أسابيع، وفق «نزهة أنكيلا»، جارته وصديقة الأسرة.

وبالعودة إلى ما جرى في ليلة مقتله، فقد تناول «عز الدين» العشاء مع أسرته، والتحق بالمسجد لأجل تأدية صلاة العشاء، وكان المسجد غاصًا في تلك اللحظة بالكثير من المصلين بينهم نساء ورجال، إذ كان المركز ينظم حملة تبرعات لصالح سكان غزة، وبعد صلاة العشاء، تفرّق عدد من المصلين، وبقيت فقط نسبة قليلة تحرص على أداء الشفع والوتر، بحسب رواية الجارة.

وتضيف «نزهة» إن منفذ العملية أتى خلال أداء صلاة الشفع والوتر، ولو أتى مبكرا لكانت حصيلة القتلى أكبر، وبعد سماع صوت إطلاق النار، تشجع «عز الدين» وأخبر المصلين عن أنه سيخرج لإيقاف مطلق النار من أجل منعه من قتل من كانوا داخل المسجد، فكان «عز الدين» أول الشهداء وأكثر من استقبل صدره  رصاص الجاني.

ورغم أجواء الصقيع في كيبيك، إلّا أن سكان المدينة من كل الأديان والمعتقدات شاركوا في وقفة تضامنية مع الضحايا، وتؤكد «نزهة» أن شدة البرد هذه الأيام تجعلك لا تحس بأطرافك، ومع ذلك كان التضامن قويًا والتعازي لم تتوقف، متابعة وهي تغالب دموعها أن العمل الإرهابي صدم سكان المدينة ككل لأنه عمل غير مسبوق أبدًا، لافتة إلى أن زوجة «عز الدين» تعيش وضعا نفسيا جد متدهور.

وعلى صفحة «المركز الإسلامي بكيبك في «فيسبوك»، تعدّدت الشهادات بحق الراحل، فقد كتب «عمار»: «كان رجلاً جد لطيف، دائم البسمة. أؤكد أنه كان إنسانًا رائعًا محبوبًا، يبادل الجميع المحبة..لا أستطيع وصفه بكلمات معدودات.. فدموعنا تقول كل شيء».

 وكتب «حكيم»: «ساعدني كثيرًا عندما كنت أعدّ لعشاء للشباب المسلم في الجامعة».  

وكتبت سيدة أخرى «إنه إنسان لا يُنسى، كلما تذكرت وجهه الكريم بكيت بحرقة؛ ألف رحمة يا سيدي الكريم.. كنت كلما ذهبت للشراء من عنده، أقول لزوجي إنني أحس أن النور يشع من وجه هذا الرجل المؤمن؛ أقسم أن وجهه كان فيه نور وهو في الدنيا»، كما كتبت «نادية»: «لن ننسى أبدا ابتسامتك كلما زرنا متجرك» .

وحول ما ترّدد عن اعتقال مغربي في العملية، أكدت «نزهة» أن الشرطة أطلقت سراحه بعدما تبين أن اعتقاله كان عن طريق الخطأ، إذ كان هذا الشاب هو من اتصل بالشرطة بعد إطلاق النار، لكنه عندما رأى عناصر الشرطة، بدأ يركض، الأمر الذي جعلهم يشكون به، قبل أن يتأكدوا من برائته، بعد العودة إلى كاميرات التسجيل وشهادات الحاضرين.

المصدر | سي إن إن العربي

  كلمات مفتاحية

سفيان عز الدين مغربي المصلين فدى بنفسه