مفروشات «وادي بردى» في مزادات «الشبيحة» وأسواق النظام

الجمعة 3 فبراير 2017 09:02 ص

وثق ناشطون ميدانيون من أهالي وادي بردى شمال غرب العاصمة السورية دمشق، بدء عمليات التعفيش والسرقة التي اعتادت قوات النظام السوري امتهانها بعد كل امتداد جديد لنفوذها وتوسيع رقعة سيطرتها، وخاصة ضمن مرحلة التهجير القسري لقوات المعارضة وعوائلهم، إلى الشمال السوري.

وبحسب مصادر أهلية فإن سيارات وحافلات ضخمة تعود لعناصر من قوات النظام، دخلت قرى وادي بردى وخاصة «عين الفيجة ودير مقرن» بعد منع أهلها من العودة إلى أحيائهم عقب نزوح داخلي جراء المواجهات العنيفة وعمليات القصف، وسرقوا معظم أثاث البيوت وتجهيزات المحال والمراكز التجارية، وساقوها إلى أسواق جديدة أنشئت في ظروف الحرب، وتنتعش عقب كل تهجير في محيط دمشق.

ويشكل كل من مساكن السومرية وحي «المزة 86» المحسوبين على النظام سياسيا ومذهبيا، نقاط ارتكاز لحماية النظام، حيث يتفرع «المزة 86» عن منطقة المزة وينتهي بعشوائيات اكتسبت الاسم هذا، نسبة إلى تشكيل لواء عسكري يحمل الرقم نفسه، وكان قد اتخذ من المكان المرتفع مقراً له، ثم خرج منه، مانحاً ضباطه وجنوده صلاحيات بإنشاء منازل لهم، قرب سجن المزة العسكري الشهير، يعتبر هذا الحي الذي يضم عوائل الضباط ومتطوعي الدفاع الوطني والشبيحة، أهم مركز للسوق السوداء في محيط العاصمة، إضاقة إلى «مساكن السومرية» وهي أرض تم الاستيلاء عليها من أراضي مدينة معضمية الشام، دون تعويض أصحاب الأرض، وأنشئت عليها مساكن عسكرية تخدم سرايا الدفاع التي تحولت فيما بعد إلى الفرقة الرابعة.

قال الناشط الميداني في العاصمة السورية دمشق «رأفت سلامة» لـ «القدس العربي»: سرقة المنازل التي شهدتها قرى وبلدات وادي بردى في ريف دمشق الغربي، باتت مشاهد مألوفة لأي منطقة تدخلها قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية».

وأضاف: «بعد تهجير أكثر من ألفي مقاتل من المعارضة السورية مع عائلاتهم نحو الشمال السوري، اكتظت الأسواق السوداء التابعة للنظام في مناطق سيطرته وخاصة تلك المنتشرة في «المزة86 وكراجات السومرية، وعش الورور» وغيرهم من الأحياء الموالية، بأثاث المنازل التي دخلتها قوات النظام السوري والميليشيات في وادي بردى، فترى الأسواق تبيع المفروشات والأخشاب، والأدوات الكهربائية وتجهيزات المطاعم والماكينات الصناعية على الطرقات والأرصفة بأسعار عشوائية».

وبيّن الناشط الميداني، بأن «غالبية العائلات الموالية تحضر إلى أسواق المسروقات أو ما تعرف بين المؤيدين للأسد بـ «سوق السنة» أو «تشليح السنة» لشراء ما تم سرقته من مقتنيات منازل المهجرين بأرخص الأسعار، وذلك بعد أن قام مقاتلو الأسد بأخذ المسروقات الأفضل إلى منازلهم، أو فرزها بشكل مستقل لبيعها بأسعار عالية».

كما رأى «سلامة» في حديثه لـ «القدس العربي» بأن أعمال تعفيش المنازل من قبل ميليشيات النظام السوري، تتم من جانبين، الجانب الأول، نابع عن حقد طائفي وانتقام من أبناء تلك المناطق لخروجهم ضد الأسد ونظامه، والجانب الآخر هو سطوتهم العسكرية ومساعيهم الحثيثة لكسب أكبر قدر ممكن من الأموال عبر السرقات وتعفيش المنازل من المناطق التي يتم دخولهم إليها.

وادي بردى في ريف دمشق الغربي، كان آخر محطات التهجير لمقاتلي المعارضة السورية نحو الشمال السوري، وما يميز التهجير الأخير، هو الوساطة الألمانية، التي تدخلت كطرف أساسي في المفاوضات، حيث انتهى وادي بردى بخروج مقاتلي المعارضة منه نحو الشمال عقب 38 يوما من المعارك العنيفة بين النظام السوري وحزب الله اللبناني ضد المعارضة.

فيما أدت المعارك في وادي بردى، بحسب ما قالته «الهيئة الإعلامية لوادي بردى» إلى خروج كل المراكز الطبية في الوادي عن الخدمة جراء استهدافها بالأسلحة الثقيلة، أدت إلى تدمير المشافي والمعدات، ومقتل وجرح عدد من الكوادر الطبية، وكذلك مقتل أكثر من 200 شخص، غالبيهم من النساء والأطفال، وإصابة قرابة 400 آخرين.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

وادي بردى سوريا نظام الأسد