اتهم متمردو جنوب السودان، مصر، بتوجيه ضربة جوية لقواتها.

جاء ذلك، في حديث للمتحدث باسم جيش التحرير الشعبي السوداني العقيد «ويليام جاتجياث دينج»، وقال: «الطيران المصري قصف قاعدة لنا في مدينة كاكا، بإلقاء 9 قنابل ومتفجرات عليها».

واتهم «دينج»، مصر بالمشاركة في الحرب إلى جانب النظام الحاكم بجوبا، طبقا لما نشرته صحيفة «بوابوة القاهرة» نقلا عن صحيفة «ساوث سودان نيوز».

ورفض المتحدث العسكري للمتمردين، الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن ما وصفه بـ«الضربة الجوية المصرية ونتائجها»، لكنه حذر حكومتا جوبا ومصر من التسبب في اندلاع حرب أهلية في المنطقة.

كما اتهم جنوب السودان ومصر بإبرام ما أسماه «صفقة قذرة» تخول لـ«سلفا كير» رئيس جنوب السودان تسلم أسلحة فتاكة وذخائر من مصر لشن حرب على نطاق واسع ضد المعارضة المسلحة، بحسب قوله.

ونقلت الصحيفة عن «دينج» قوله إن: «التصعيد الذي نتج عن مشاركة مصر في قصف المتمردين لهو دليل واضح لشعب جنوب السودان وللاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، على أن حكومة جنوب السودان تشعل حربا في المنطقة وتجر دولة جنوب السودان إلى حرب أهلية».

وأشار «دينج»، إلى أن جماعتي المتمردين في جنوب السودان وهما حركة «العدالة والمساواة» وجيش «التحرير الشعبي السوداني»، تسللتا إلى جنوب السودان يوم أمس الأول الخميس من قاعدتهما الشمالية التي تسمى «أنجاثنا» الواقعة على النيل الأزرق بهدف مهاجمة واستعادة مدن «المستقبل» و«وادي كونا» و«ديتانج».

وقال مسؤول كبير في المعارضة الجنوب سودانية، للصحيفة، إن هناك تواجدا لخبراء عسكريين ومهندسيين مصريين في جوبا منذ عدة أشهر.

ودعا العقيد «دينج» الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى ما أسماه بالتحقيق في «تورط» مصر في الحرب الأهلية الدائرة في جنوب السودان.

ولم تعلق السلطات في القاهرة ولا في جوبا، على هذه الاتهامات.

والشهر الماضي، استقبلت القاهرة رئيس جنوب السودان «سلفا كير ميارديت»، في زيارة رسمية للقاهرة، استمرت 3 أيام، التقي خلالها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» وكبار المسئولين.

وقال «السيسي»، حينها إن مصر ستواصل دعم عملية السلام في جنوب السودان ومنع تصاعد أي أعمال عنف هناك.

يشار إلى أنه في سبتمبر/ آيلول الماضي، أعلن «السيسي» خلال قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعداد مصر لاستضافة مؤتمر لأطراف النزاع في جنوب السودان.

وتسببت الخصومة السياسية بين «سلفا كير» الذي ينتمي لقبيلة الدنكا، ونائبه السابق «ريك مشار» في اندلاع حرب أهلية عام 2013. ووقع الجانبان اتفاق سلام عام 2015 لكن القتال استمر ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين.