5 نصائح من «عيسى» إلى «السيسي»: تعلمها من «كوبر»

السبت 4 فبراير 2017 06:02 ص

طالب الكاتب الصحفي المصري المثير للجدل «إبراهيم عيسى»، من الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، أن يتعلم من مدرب منتخب بلاده الأرجنتيني «هيكتور كوبر»، في إنجازه الذي حققه مع فريق الفراعنة، بالوصول إلى المباراة النهائية من كأس الأمم الأفريقية المقامة بالغابون.

وفي مقال له اليوم، عنونه بـ«الفرق بين المدرب كوبر والرئيس السيسي»، بجريدة «المقال» التي يرأس تحريرها، قال «عيسى»: «مهم جداً أن يتأمل الرئيس السيسي، حالة نجاح المدير الفني الأرجنتيني في صعود إلى نهائي بطولة أفريقيا، لأننا نجد مع كوبر، كل ما لا نجده مع الرئيس السيسي، في إدارته لأحوال مصر الآن».

وأضاف: «نعم، متشابهات كثيرة بين حال مصر وحال منتخبها، فالسنوات الـ(6) الماضية شهدت تقلبات وتغيرات وتراجعات، فلماذا نجح كوبر، وابتسم له الحظ، بينما لم نشهد هذا النجاح في إدارة البلاد؟»

ووضع «عيسى» 5 نصائح لـ«السيسي»، يقوم به «كوبر»، مع المنتخب، ولا يقوم بها الرئيس المصري في إدارته للبلاد.

الخبرة أولا

الدرس الأول، قال عنه «عيسى»: «امتلك الخبرة أولاً ثم ضع خططك»، وأضاف: «كوبر خبير في مجاله ومحترف في عمله، بينما إدارة نظام السيسي، مجموعة من المخلصين وأهل الثقة الذين لا يتمتعون بأي خبرة علي الاطلاق في الإدارة السياسية، وليس لديهم سابق معرفة بطريقة إدارة شئون البلاد، ويخلطون جداً بين إدارة مؤسسة أو كتيبة أو حتى جيش، وبين إدارة بلد ووطن».

أما الدرس الثاني، فقال عنه «عيسى»: «استمع للآخرين باحترام ولو لا يعجبونك»، وأضاف: «كوبر خبير كبير وصاحب تاريخ في تدريب أكبر أندية العالم، ورغم ذلك يستمع للنقد الحقيقي والعملي الحاد والجارح والساخر والفارغ والفاضي، ولم يشعر باستياء منه ولا طلب منعه ولا تعصب وقرف، ولا هدد أنه ح يمشي ولا اعتبر هؤلاء النقاد والرياضيين خونة أو حاقدين».

وتابع: «أما مشكلة نظام الرئيس السيسي، أنه لا يطيق النقد ولا الاختلاف ولا يرى إلا ما يراه هو بنفسه لنفسه، ويضع أي اختلاف معه أو حوله أو معارضة له ولقراراته على أنها محاولات لهدمه وهدم البلد وتعطيل النجاح وأهل شر والذي منه».

«اللعب تحت ضغط لا الضغط على اللعب»، كانت نصيحة «عيسى الثالثة، التي قال عنها: «مشكلة نظام الرئيس السيسي، أنه يريد أن يعمل ويشنف آذانه للتصفيق والهتاف ولا يطيق أن يطالبه أحد بإنجاز حقيقي وفوز لاشك فيه، وهو يريد جمهوراً طيعاً طائعاً مثل عساكر الأمن المركزي الذين كنا نستعين بهم في المباريات».

وأضاف: «الحقيقة الأهم أن كوبر لعب تحت ضغط، وليس ضغطاً عادياً بل ضغط الجماهير والنقاد والذكريات.. هذا كله يضغط على كوبر، ورغم ذلك كله فإن كوبر، لم يشتكي ولم يهدد أنه كده ما ينفعش».

العب بما تملك

أما الدرس الرابع، فقال عنه «عيسى»: «ألعب بما تملك ولا تنظر إلى لاعبي جارك»، وأضاف: «مشكلة نظام الرئيس السيسي، أنه دائم التشكي من الشعب والناس، وأنه لو حطيت أيدك في أي حته تلاقي خرابة، وأنها شبه دولة، وأنها فقيرة قوي، وأنتوا يا مصريين بتخلفوا كتير، وأنتوا يا مصريين ما بتشتغلوش، ويتناسى الرئيس السيسي نفسه أنه كان قائداً كبيراً في ظل نظام مبارك، الذي يتهمه أنه المسئول عن كل هذا، فالحقيقة أن كل مسئولي ووزراء ورجال وجنرالات ولواءات السيسي، لم يكونوا زعامات في حركة (كفاية) ولا معارضين لمبارك، بل هم أبناء نظام شبه الدولة وتسببوا فيما وصلنا إليه الآن».

وعن مدرب منتخب مصر، قال «عيسى»: «كوبر تعامل مع قماشة اللاعبين الذين يملكهم لا من يتمنى أن يملكهم، لو كان بيد كوبر لكان يدرب الآن منتخب الأرجنتين، ولكنه يدرب منتخب مصر، ومن ثم هو بإمكاناته وحظه مع هذا المنتخب بإمكاناته وحظه وقارته، نجح في التعامل مع الإمكانيات البشرية المتاحة في توظيف قدراتها وتنمية مهاراتها ورفع حماسها وتقوية حسها التنظيمي في الملعب».

أما الدرس الخامس والأخير من وجهة نظر «عيسى»، فهو «تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة».

وقال: «مشكلة نظام الرئيس السيسي، أنه يتحدث طول الوقت عن إنجازاته التي لم يحدث مثلها خلال (30) عاماً، وبصرف النظر عن أنه يجعل من نفسه اللاعب والحكم ولا يترك الآخرين سواء الجمهور أو الناقد أو الفيفا والكاف يحكمون على ما يقوله، فإن النظام لا يتواضع إطلاقاً عما يعتقد هو وحده أنه النصر، ثم هو كذلك لا يعترف ولا يعتذر عن أي خطأ من أي نوع من انتهاك حقوق إنسان، إلى هندسة أمنية لانتخابات البرلمان، أو عصف يومي بالدستور، وتجاوز للقانون، إلى جنون الأسعار، إلى ارتفاع نسبة الفقر، إلى شراء سيارات بـ(40) مليون جنيه لرئيس ووكيلي المجلس».

وأضاف: «لكن كوبر، رجل متواضع يفوز فيبتسم ويشكر لاعبيه، وإذا أخطأ اعترف بل واعتذر».

وختم «عيسى» مقاله بالقول: «تعلموا من كوبر، تحصلوا على نجاحه أو على الأقل حظه».

مقارنة

وتأتي هذه المقارنة قبل ساعات من انطلاق المباراة النهائية بين منتخبي مصر والكاميرون، في نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي قال عنها «كوبر» إن مشكلته فيها تتمثل في «الإرهاق الشديد الذي يعاني منه اللاعبون بسبب ضغط المباريات».

وحقق المنتخب المصري خلال البطولة انتصارات كبيرة على فرق عريقة، كغانا، وبركينا فاسو، وفك عقدة 31 عاما مع المغرب، ولم تهتزو شباكه إلا بهدف وحيد طوال مباريات البطولة.

وتسود حالة من التفاؤل بين الجماهير المصرية بعد فوز المنتخب الكاميروني على نظيره الغاني ومواجهة منتخب «الفراعنة» في المباراة النهائية في البطولة، إذ فازت مصر على الكاميرون في نهائي نسخة 1986 بالقاهرة بركلات الترجيح، وفي نهائي نسخة 2008 في غانا بهدف نجم الكرة المصرية المعتزل «محمد أبو تريكة».

ويحلم الجمهور المصري بالفوز بالبطولة للمرة الثامنة، بعد أن نجح الفراعنة في الفوز بتلك البطولة 7 مرات في النسخ الـ30 المنقضية.

في الوقت الذي يواجه «السيسي» بعد عامين ونصف من حكمه، انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وبات عام 2016 مأساويا يضاف إلى الأجندة المصرية السوداء في السجل الحقوقي، وسط انتقادات من منظمات محلية ودولية، صنفت مصر في المركز 146 في مجال الحريات الشخصية.

كما حلت مصر كأسوأ رابع دولة في مجال الحريات، ضمن «مؤشر الرفاهية» لعام 2016، الصادر عن معهد «ليجاتوم» البريطاني، من بين 149 دولة يتضمنها المؤشر، ولم تتقدم سوى على اليمن والسودان وأفغانستان.

كما شهد العام 2016، تفاقما لخلافات القاهرة مع 5 دول عربية هي المملكة العربية السعودية، وقطر، وفلسطين، وليبيا، والمغرب، وأزمة حادة مع إيطاليا على خلفية تعذيب ومقتل طالب الدكتوراه «جوليو ريجيني»، وتصاعدا في التوتر مع إثيوبيا بشأن ملف «سد النهضة».

دول عربية، كانت على علاقة قوية بالقاهرة، باتت مسرحا لتفاعلات سياسية ساخنة، وحملات تراشق ودعوات مقاطعة للجانب المصري، على خلفية تورط «السيسي» في إذكاء الانقسام في المنطقة، وانخراط القاهرة في معارك جانبية على أكثر من محور، وسط انحياز لمصالح الدب الروسي، والمد الشيعي في المنطقة.

أما الورقة الخضراء، فكانت بطلة الأحداث الدراماتيكية التي شهدها اقتصاد البلاد، بداية من تعويم الجنيه، وارتفاع سعر الدولار إلى مستويات قياسية، ورفع أسعار الوقود، واختفاء السكر، ونقص الدواء، واللجوء إلى القروض بحثا عن بر الأمان.

كما شهد العام 2016، تصفية المختفين قسريا، وحرب اغتيالات، وكمائن للموت، وتفجير للكنيسة البطرسية، ودخول البلاد حزام العمليات الانتحارية، فضلا عن عمليات اغتيال استهدفت قادة بارزين في الجيش المصري، وجماعة الإخوان، وظهور جيل جديد من الحركات المسلحة، وتزايد وتيرة عمليات «تنظيم الدولة» في أنحاء متفرقة من البلاد بداية من سيناء، إلى العاصمة القاهرة. (طالع المزيد)

يشار إلى أن الناشط والأكاديمي «عمرو حمزاوي»، اعتبر في مقال له، بعنوان «مصر.. حصاد السلطوية الجديدة في 2016»، إن العام الماضي كان «عاما بائسا على مصر».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي كوبر مصر نصائح كرة القدم