«و.س. جورنال»: مسيحيو الشرق الأوسط يخشون الارتدادات العكسية لحظر «ترامب»

الأحد 5 فبراير 2017 05:02 ص

يشعر القليل من الناس بالذهول أكثر من غيرهم بعدما صرّح الرئيس «دونالد ترامب» على خلفية قراره المثير للجدل بحظر مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتّحدة، أنّ هذا لأجل المسيحيين في المنطقة.

وصدر قرار «ترامب» الجمعة الماضية، ويهدف به لمنع الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية، ويحظر سفر مواطني هذه البلاد إلى الولايات المتحدة، لمدة تسعين يومًا على الأقل.

ومع ذلك، فإنّ غالبية العنف في الشرق الأوسط يقع بين السنّة والشيعة، وكلاهما يتبع نفس الدين. (السنّة أقلية في العراق، وأغلبية في سوريا). وفي حديث له مع شبكة الإذاعة المسيحية الأسبوع الماضي، قال «ترامب» أنّه ينوي استثناء المسيحيين، أتباع أكبر أقلية دينية في الشرق الأوسط.

وقال: «لقد كانوا يعاملون بشكلٍ مرعب، ونحن نعمل على مساعدتهم».

قد تكون هذه رسالة جيّدة لبضعة آلاف من المسيحيين في الشرق الأوسط الذين يرغبون في السفر إلى الولايات المتّحدة، لكنّها ستكون رسالة مسبّبة للمشاكل لما يقارب 13 مليون آخرين لا يرغبون في ذلك. وفي حين رفض مسؤولون بالبيت الأبيض تصوير قرار «ترامب» كحظر للمسلمين، فقد تمّ تصويره بهذا الشكل على نطاقٍ واسع عالميًا، نظرًا لخطابه المعادي لدخول المسلمين للولايات المتّحدة أثناء حملته الانتخابية.

وقال «باسم الشاب»، العضو البروتستانتي الوحيد في البرلمان اللبناني: «لا أحد يرى أنّ الدافع وراء ذلك القرار هو الأمن فقط، ويرى الجميع أنّه يستهدف هجرة المسلمين. وعرض ترامب بالمساعدة يشبه الكأس المسمومة. لقد جاء على حساب عزل المسيحيين في المنطقة عن جيرانهم المسلمين».

ويختلف موقف المسيحيين في الشرق الأوسط بشكلٍ كبير. ففي لبنان، حيث الرئيس وقائد القوّات المسلّحة مسلمين، يعدّ المسيحيون أغلبية ويتمتّعون بالأمان النسبي. وفي مصر، تعرّض المجتمع المسيحي الأكبر في المنطقة لسلسلة من الهجمات الإرهابية، لكنّه مع ذلك لا يزال حصنًا منيعًا لدعم الرئيس «عبد الفتاح السيسي». ولم يشمل قرار الحظر كلا البلدين.

ومن بين الدول السبعة التي شملها حظر «ترامب»، والذي يحظر المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، تحظى سوريا والعراق بمجتمعات مسيحية كبيرة. وتعرّض المسيحيّون هناك للاضطهاد والطرد من منازلهم على يد «الدولة الإسلامية» والجماعات السنّية المتطرّفة الأخرى. لكنّهم حصلوا على معاملة أفضل عادةً من الشيعة الذين تمّ تخييرهم بين التحوّل أو الموت.

وفي أنحاء الشرق الأوسط، ينظر جزء كبير من المسلمين للمسيحيين بعين الشك نظرًا للروابط التاريخية بينهم وبين الغرب. وعلى ما يبدو فإنّ القرار التنفيذي لـ«ترامب» يؤجج هذه المشاعر من جديد. وحذّر من ذلك «مايكل وحيد حنا»، المتخصّص في المنطقة في مؤسسة القرن، وهي مؤسسة بحثية في نيويورك.

وهذا أحد أسباب استنكار قادة المسيحية في المنطقة لقرار «ترامب».

وقال الأب «رفعت بدر»، رئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن: «المسيحيون جزء من الشرق الأوسط، ولا يوافقون على أن يعاملوا بشكلٍ منفصل عن المسلمين إخوانهم في الوطن».

وكان زعماء المسيحية في العراق غاضبين من القرار بشكلٍ خاص. وقد استطاعت القوّات العراقية، بمساعدة ميليشيات مسيحية شكّلت حديثًا والولايات المتّحدة، طرد «الدولة الإسلامية» من الأراضي المسيحية التاريخية في محافظة نينوى حول الموصل. وقد بثّ التلفزيون العراقي بفخر استعادة الصلبان فوق الكنائس التاريخية القديمة.

وقد يساعد هذا التقدّم على عودة مئات الآلاف من المسيحيين لبلداتهم ذات الأغلبية المسيحية، والتي ظلّت تحت سيطرة «المتطرّفين» منذ منتصف عام 2014.

وقال «يونادم كونا»، الذي يرأس كتلة الأقلية المسيحية في البرلمان العراقي، أنّ القرار التنفيذي لـ«ترامب» قد يرتدّ بالسّوء على المجتمع المسيحي في البلاد.

ووافقه على ذلك بطريرك بابل «لويس روفائيل»، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق. وقال في تصريح لوكالة أنباء فيدس التابعة للفاتيكان، أنّ القرار التنفيذي لـ«ترامب» هو فخ لمسيحيي الشرق الأوسط لأنّه يخلق ويغذّي التوترات مع المسلمين.

وأضاف: «إنّ التمييز بين هؤلاء الذين يتعرّضون للاضطهاد والذين يعانون على أساس الدين سينتهي بإيذاء المسيحيين في الشرق. فهو يعدّ مبررًا لكل الدعاية والأحكام المسبقة التي تهاجم المجتمعات المسيحية».

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

حظر المسلمين دونالد ترامب لبنان العراق مصر المسيحيين في الشرق الأوسط