أهالي الموصل يدفنون موتاهم مرتين

الأحد 5 فبراير 2017 08:02 ص

«الدفن مرتان، أو ثلاثة».. هكذا أكد أهالي الموصل بعدما يقومون بدفن ذويهم في الحدائق الخلفية للمنازل أو في أي مكان على أمل التمكن من نقل رفاتهم وإعادة دفنهم مجددا في مقابر العائلة بعد استعادة المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية».

ودفن «عبد الرحمن رياض» والده ووالدته وشقيقه الأصغر الذين قتلوا في غارة جوية على الموصل في الحديقة «تحت أشجار البرتقال» بانتظار مواراتهم الثرى في مكان آخر.

قال «عبدالرحمن» وهو يشير إلى ثلاثة أكوام ترابية مستطيلة، «هنا يرقد والدي وهنا والدتي وهنا أخي الصغير».

قضى أفراد عائلة «عبد الرحمن» الثلاثة مع آخرين في الحي الزراعي شرقي الموصل، في غارة جوية في السادس من يناير/كانون الثاني، أدت الى تدمير ثلاثة منازل.

يتذكر «عبدالرحمن» الذي نجا هو وشقيقه «عدنان» ذلك اليوم، بقوله «انهار كل شيء من حولي.. رفعت الحطام ونهضت.. ناديت على أخي حتى أتأكد أنه لا يزال حيا.. كان مصابا في ساقه».

وتابع «بدأت بعدها بالبحث عن أخي الصغير وأمي وأبي وأنا أصرخ.. لكن أحدا لم يجب».

اضطر الأخوان بسبب المعارك، إلى دفن أفراد عائلتهم في حديقة منزل جدهم القريب من منزلهم، على أمل أن يتمكنا من نقل رفات موتاهم إلى مقبرة العائلة في غرب المدينة حيث يرقد جدهم، لكن ربما يتعين عليهم الانتظار طويلا لأن الأحياء الغربية لا تزال تحت سيطرة «الدولة الإسلامية».

وفي مقبرة قوقجلي الواقعة في أحد الأحياء التي استعادتها القوات العراقية في شرق الموصل، يقول حفار القبور «فالح محمد» إن الأهالي يحضرون يوميا نحو 10 جثث لدفنها مرة ثانية.

وأضاف «البعض منهم توجد مقبرة عائلتهم في الغرب، وهم سينقلون الجثامين مرة أخرى بعد استعادة الأحياء الغربية».

وتابع «كانت الأمور سهلة في السابق عندما يموت أحد يدفن مرة واحدة.. الآن الناس يدفنون مرتين أو حتى ثلاثا».

وفي الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انطلقت معركة استعادة مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) وقوات الحشد الشعبي (فصائل شيعية مسلحة) وبإسناد من التحالف الدولي. وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر (شرق) المدينة.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

أهالي الموصل دفن الموتى الدولة الإسلامية