الانقسام السياسي والاجتماعي يحتدم.. المصريون يختلفون على تشجيع المنتخب

الاثنين 6 فبراير 2017 10:02 ص

«الأكثر مدعاة للحزن من الهزيمة في الكرة، هي الهزيمة الحضارية التي ينتعش معها محصول الوطنية الفاسدة والمزيفة».. هكذا علق الكاتب الصحفي «وائل قنديل»، على خسارة مصر أمس في نهائي كأس الأمم الأفريقية، أمام الكاميرون، وحالة الجدل الذي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد اقحام السياسة قبل وبعد المباراة.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت ساحة جدال بين مؤيدين ومعارضين للسلطة في مصر، أن فوز المنتخب المصري بالبطولة، هو انتصار لنظام «عبد الفتاح السيسي»، ما حدا للمعارضين بعدم تشجيع مصر في البطولة، وخاصة بالمباراة النهائية.

«تي شيرت» البرلمان

تداخل السياسة في معترك الرياضة، بدأ قبل المباراة النهائية للمنتخب، بين المؤيدين والمعارضين.

وظهر أبرز تداخل، مع ارتداء النائبة «سيلفيا نبيل لويس» في الجلسة العامة للبرلمان، الخميس، «تي شيرت» المنتخب المصري، وإصرار للحصول على كلمة، قالت فيها: «أنا عايزه أشكر المنتخب المصرى، فرحتونا فرحتونا، والمهم اللى عايزين نقوله أن الكأس الجاى بتاعنا، وأن المنتخب المصرى هيفرحنا ويجبلنا الكأس»، ووجهت حديثها للنواب قائلة: «الكأس ده بتاع مين؟»، فرد النواب عليها «بتاع مصر».

وتداول النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للنائبة، بين مؤيد لموقفها ومعارض له.

المؤيدون لموقف النائبة، قالوا إنه من حق النواب ان يشاركوا الشعب فرحته، كونه يعبر عن الشعب.

أما المعارضون، فاسترجعوا موقف «علي عبدالعال» رئيس المجلس من النائب «أحمد طنطاوي»، الذي سبق أن حضر جلسة البرلمان مرتديا «بلوفر»، مما دفع رئيس المجلس، للاعتراض على زيه، قائلا له: «إحنا مش بنلعب كورة».

فرحت في رابعة؟

عدد من النشطاء، قبل المباراة، اعتبروا أن هناك ما هو أولى من الفرحة وتشجيع منتخب كرة قدم، بينما ذهب آخرون أن هذا المنتخب لا يمكن تشجيعه لانه جزء من سياسة نظام قائم على ظلم الشعب.

فغرد «أحمد العريني»، قبل المباراة قائلا: «والله لا مزايدة ولا أفورة.. معادلة بسيطة جدا..

فرحت يوم فض رابعة؟.. تبقى عدو اللي يفرحك يزعلني واللي يزعلك يفرحني.. حتى نلقى الله فيفصل بيننا».

وكتب «بن مسعد» قائلا: «اللي بيقولوا يارب الكاس لمصر.. أقولكم: كاسكم ميلزمنيش وبطولتكم متهمنيش.. المعتقلون والمطاردون وكسر الانقلاب وإسقاط حكم العسكر أهم وأولى».

بينما قال «شريف»: «مشاعري تجاه الماتش تنحصر في إني عايز الناس اللي بحبهم يفرحوا».

وردت عليه «حلا المرابطة»: «حبايبي اللي في المعتقلات محدش فيهم مهتم ببطولات يباركوا فيها عهد الدم والمظالم!».

وكتب «عمدة المريخ» قبل المباراة: «أنا بكره منتخب مصر ليه معرفش.. جايز علشان فيه لاعيبه سيساويه معاتيه.. ليه معرفش.. جايز علشان إعلام العار المصرى هيفرح ويظيط».

وغردت «مسلمة»: «مصر بالنسبة لي مش علم أو منتخب أو جيش.. مصر هي مكان فيه اتولد أبويا وجدى وفيه كان بيتي ومدرستىي.. حبى للمكان لا يعني أني أحب كل ما خرج من المكان».

كما سخر «عبد الرحمن صلاح»، قائلا: «يارب نكسب البطولة والسيسي يموت من الفرحة ونبقى ضربنا عصفورين بحجر».

السيسي نحس

التدخل بين السياسة والرياضة، زاد بشكل كبير عقب المباراة، خاصة مع الإعلان عن اتصال «السيسي» بلاعبي المنتخب قبل المباراة، ومطالبته لهم بالعودة بالكأس.

النشطاء، دشنوا وسما بعنوان «السيسي نحس»، تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر، اعتبروا من خلاله أن اتصال «السيسي» وسفر إعلاميين مصريين محسوبين على النظام، هو سبب الهزيمة، كونهم «نحس» على أي مشروع أو عمل يشاركون فيه.

وغرد «أسامة جاويش»، قائلا: «السيسي نحس.. ده واقع لازم نعترف بيه من غير نقاش يعني».

وقال «أحمد العريني»: «قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا.. الحمد لله أن أخزاهم ولعذاب الآخرة أكبر إن شاء الله»، وتابع: «منظر الناس وهم ماشيين مدلدلين وأنا مشغل لهم بشرة خير يشرح القلب الحزين والله.. اللهم فرحة».

وأضاف «حمادة عبد الحميد»: «الشماتة في العرص وأهل التعريص واجبة.. والفرح فيهم مستحب.. والتشهير بيهم وإذلالهم طاعة».

بينما غرد «عبد الرحمن صابر»: «السيسي مشافش في حياته أي انتصار غير انتصار مراته».

ولفت «أحمد فؤاد» إلى أنه «تخيل يا أخي لو المنتخب طلع من الدور الأول.. مكانتش هتبقى نفس الفرحة بتاعت النهارده.. دايما ربنا شايل لينا الأحسن».

وأضاف «بن مسعد»: «كده مفيش مرجان أحمد مرجان هيطلع يقول إنه بيهدي الانجاز لـ(الرئيس) راعي الرياضة في مصر».

بينما قال «أحمد القاعود»: «كلها كام ساعة والسيسي يعمل مصيبة جديدة الناس هتنسي الكاس وتمسك فيها».

وسخر «محمد كبيش» من تصريح سابق لـ«الحضري»، قال فيه إنه سمع صوت «السيسي» يخبره عن طريق الكرة ليتصدى لها، وقال بعدما وضع صورة الحضري باكيا بعد المباراة: «الواد بتاع الكاميرون بيشوط الكورة جالي صوت السيسي بيقولي هاتها من الشبكة ياحضري».

وقال «محمد رشاد»: «الوطن لا يسخر منه لكن يجوز السخرية ممن جعلوه مسخرة الأوطان».

وغرد «أحمد عبده»، بعدما وضع صورة «السيسي» وهو يتحدث مع وزرائه: «هو المركز التاني بياخد ايه؟!»، فيرد الوزير: «بياخد فضة ياريس»، فيقول له «السيسي»: «طب اسألي ع الفضة بكام اليومين دول».

واستنكرت «بيان الحق» حالها، وقالت: «من المؤسف أن أعيش في وطن أجبرني بِظُلمه علي الفرح في يوم خسارته ، ولا أحلم فيه سوي بمُغادرته».

وأضاف «علي مختار»: «الحمد لله مفيش أى إنجاز في أي مجال هيكتب للسيسي.. بومة يا بومة».

وتابع «أبو حسن السلطان»: «الناس زعلانة على هزيمة المنتخب ولكن فرحانة في السيسي.. كان هيعمل فرح هو العبيد بتوعه».

وغرد «أبو علي»، ساخرا: «بيقولك سمعوا السيسي وهو بيغني: الكاميرون دي ولاانقلاب».

وأضاف «عبد الله أحمد» ساخرا: «أنا مش عايزكم تقلقوا يا ماسريين.. بلحه أصدر قرار بنشر الجيش بأفريقيا خلال 6ساعات.. هيرجع كأس أفريقيا.. انتوا متعرفوش انكم نور عنيه».

يشار إلى أن المنتخب المصري، خسر نهائي كأس الأمم الأفريقية، المقامة في الغابون، ليتوج المنتخب الكاميروني باللقب للمرة الخامسة في تاريخه.

المباراة التي أقيمت على ملعب استاد الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبرافيل، انتهت بفوز المنتخب الكاميروني بهدفين لهدف.

وافتتحت مصر التسجيل في الدقيقة (21) بهدف للاعب العائد من الإصابة لاعب «أرسنال» الإنجليزي «محمد النني»، قبل أن يعادل «نيكولاس نكولو» النتيجة في الدقيقة (59).

وفي الدقيقة 88، تفوق «فيسنت أبو بكر» على قلبي دفاع مصر «أحمد حجازي» و«علي جبر» ليسدد في الزاوية البعيدة لمرمى المخضرم «عصام الحضري»، ويمنح المنتخب الكاميروني لقبه الأول منذ 2002.

وحرمت الخسارة مصر من زيادة رقمها القياسي إلى ثمانية ألقاب في البطولة القارية بعد تتويجها لآخر مرة في 2010.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الكاميرون السيسي نحس السياسة رابعة