السيطرة على مدينة الباب تدفع باتجاه المواجهة بين الجيش التركي وقوات النظام السوري

الثلاثاء 7 فبراير 2017 07:02 ص

استعادت فصائل «الجيش السوري الحر» مدعومة بقوات تركية، بلدة بزاعة، شرق الباب، بينما تمكنت القوات النظامية السورية من التقدم من جهة الجنوب وقطعت بالنار آخر خط إمداد لـ«الدولة الإسلامية» في الباب التي باتت محاصرة في شكل شبه كامل.

وأكد معارضون سوريون يقاتلون إلى جانب الجيش التركي أنهم مستعدون لمواجهة جيش النظام السوري إذا حاول أن يسبقهم إلى الباب، في حين قال آخرون إن وجود جنود روس مع القوات الحكومية يقلل من احتمالات المواجهة.

وجاءت تطورات الباب في وقت اقتربت روسيا وتركيا وإيران، الدول الضامنة لوقف النار في سوريا، من الاتفاق على «آليات محددة» للمراقبة ورصد الانتهاكات خلال اجتماع استضافته آستانة.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الأطراف الثلاثة توصلت إلى تفاهمات بنسبة 90% لضمان استمرار الهدنة، في إشارة إلى مسائل ظلت عالقة، وطلب الوفدان الإيراني والتركي مهلة للتشاور وتقديم أجوبة في شأنها.

وانضم الأردن إلى لقاء آستانة، أمس الاثنين، الذي عقد على مستوى الخبراء العسكريين، فيما رجحت أوساط روسية أن يساعد حضور الأردن في انضمام فصائل «الجبهة الجنوبية» في سورية إلى الهدنة السارية منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولم تستبعد الأوساط أن توجه دعوة مماثلة لانضمام لبنان إلى جولات الحوار المقبلة على مستوى الخبراء، خصوصا أن الأردن ولبنان يستضيفان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، أمس الاثنين، أن موسكو ترحب بانضمام فصائل مسلحة جديدة إلى اتفاق وقف النار، مشيرا إلى أن الأردن اتفق مع عدد من وحدات ما يسمى الجبهة الجنوبية من المعارضة المسلحة على انضمامها إلى اتفاق وقف النار.

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات الحكومة السورية تقدمت باتجاه الباب وقطعت آخر خط إمداد رئيسي يربط المدينة بمعاقل «الدولة الإسلامية» شرقا في اتجاه الحدود العراقية، موضحا أن عناصر التنظيم محاصرين الآن فعليا من قوات النظام من الجنوب ومن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا من الشمال، فيما تتسابق دمشق وأنقرة للسيطرة على أكبر معقل للتنظيم في محافظة حلب.

وأضاف «المرصد» أن المعارك استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الأحد/الاثنين، في الريف الجنوبي لمدينة الباب بين «الدولة الإسلامية» من جهة، والقوات النظامية مدعمة بقوات النخبة من «حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية، من جهة أخرى، مشيرا إلى أن جيش النظام سوري ضيق الخناق على التنظيم بعد تمكنه من قطع الطريق الرئيسي الواصل بين الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي حلب ودير الزور، وإطباق الحصار على منطقة الباب بحيث لم يبق إلا مساحات وطرق ترابية لسلوكها.

وفي سياق متصل، قال قيادي عسكري في التحالف الذي يقاتل إلى جانب الحكومة السورية: «لم يبق سوى ممر ضيق من الباب»، مضيفا أن المدينة بمعظمها باتت في مرمى نيرانهم.

ويهدد تقدم جيش النظام السوري صوب الباب بإثارة مواجهة مع الجيش التركي وحلفائه من الجماعات التي تقاتل تحت لواء «الجيش الحر»، والتي تشن حملتها الخاصة لاستعادة المدينة. وقال «مصطفى سيجري من «لواء المعتصم» التابع لـ«الجيش الحر»: «واضح أن هناك استعجالا من النظام للوصول إلى الباب»، مضيفا أن المقاتلين الذين تدعمهم تركيا، والذين وضعوا المدينة نصب أعينهم لشهور سيقاتلون قوات الحكومة إذا اعترضت طريقهم.

وأوضح أنه في حال حدثت المواجهة فستكون المرة الأولى التي تقاتل فيها القوات النظامية السورية الجيش التركي على الأرض في شمال سوريا منذ بدأت تركيا عملية «درع الفرات» في الصيف.

بدوره، قال مسؤول من كتائب تركمانية تدعمها تركيا أن وجود قوات روسية قد يساعد في منع مواجهة، مضيفا: «هناك جنود روس مع قوات النظام التي تقود الطريق، وهذا عنصر قد يرضي تركيا. لا أتوقع اشتباكات».

يذكر أن الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة بدأت عملية عسكرية في شمالي سوريا، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد على حد سواء، فيما تبذل الولايات المتحدة جهودا حثيثة لتجنب تصعيد أعمال العنف بين الطرفين.

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا روسيا إيران الأردن لبنان النظام المعارضة مدبنة الباب المرصد السوري الجيش الحر

مقتل 5 جنود أتراك في اشتباكات مع «الدولة الإسلامية» بمدينة الباب السورية