«الوليد بن طلال» يغلق قناة العرب وأنباء عن ضغوط سعودية رسمية وراء القرار

الثلاثاء 7 فبراير 2017 01:02 ص

أغلقت قناة العرب الإخبارية المملوكة للملياردير السعودي الأمير «الوليد بن طلال»، أبوابها بشكل نهائي، حسب ما أعلن الثلاثاء عامل في القناة، ومصدر مقرب من مجلس إدارتها.

وقال أحد مراسلي القناة في الرياض لوكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب) «تلقينا إخطارا بتوقف القناة عن العمل، مضيفاً أن القناة عبرت عن شكرها لجميع طاقم العمل على تفهمهم للقرار.

وأشار إلى أن العرب أعلنت في رسالتها أنه في العامين الماضيين كانت هناك محاولات لإعادة إطلاق القناة، لكن واجهتنا العديد من التحديات، وحان وقت اتخاذ قرار نهائي حول مستقبل القناة».

وأكدت الرسالة أن إغلاق أبواب القناة بشكل نهائي، الإثنين.

وقال مصدر مقرب من مجلس إدارة العرب «القناة انتهت»، رافضاً الكشف عن أسباب قرار الإغلاق، أو المبالغ التي أنفقت على المشروع الذي لم يبصر النور إلا لساعات معدودة.

وشهدت القناة التي كانت تتخذ من المنامة مقراً لها، وكانت تطمح للمنافسة مع قنوات إقليمية رئيسية بينها الجزيرة القطرية والعربية السعودية، بدايةً متعثرة بعد أن أوقفت السلطات البحرينية بثها في فبراير (شباط) 2015 بعد ساعات من انطلاقها.

وكان الضيف الأول للقناة على الهواء القيادي في المعارضة البحرينية «خليل مرزوق»، الذي انتقد سحب السلطات البحرينية جنسية  72 شخصاً.

والعرب التي يترأس مجلس إدارتها الصحفي السعودي جمال خاشقجي، شكلت استثماراً كبيراً للأمير الملياردير الوليد، وكانت تضم 280 موظفا في 30 دولة لدى انطلاقها.

وحاولت القناة البث من تركيا، وقطر، ودبي، دون أن تنجح في ذلك.

وذكر المصدر أن نحو 100 موظف كانوا لا يزالون يتقاضون رواتب شهرية لدى إغلاق القناة أبوابها، الإثنين.

وتردد أن الحكومة السعودية التي كانت قد مارست ضغوطا من أجل عدم ظهور المحطة من مقرها الأول في البحرين، حسب مصادر إعلامية خليجية تحدثت لـ(راي اليوم) ربما هي التي تقف وراء هذا القرار بطريقة، مباشرة أو غير مباشرة أيضا.

وتعارض السلطات السعودية إقدام أمراء فيها على دخول المشهد الإعلامي وإصدار قنوات فضائية، ذات طابع سياسي، وهذا يفسر استحواذها على قناة العربية، التي كانت أحد أذرع شبكة (ام بي سي) التلفزيونية، وباتت الآن جزءا من امبراطورية الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي يملك الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد السعودي، وأشقائه الغالبية العظمى من أسهمها بعد شراء حصص «الوليد بن طلال» ولأسرة «رفيق الحريري»، ورجل الأعمال السعودي «محمد العمودي».

خلافات حادة

وترددت أنباء عن وجود خلافات حادة بين الأمير «محمد بن سلمان» وابن عمه «الوليد بن طلال»، وقد تكون هذه الخلافات أحد أسباب قرار الأخير إغلاق محطة العرب، تجنبا لأي صدام محتمل يمكن أن يؤثر على أعماله وشركاته في المملكة، ولكن لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه الأنباء، أو وجود علاقة للأمير محمد بن سلمان شخصيا، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خلف قرار الإغلاق.

ومرت القناة بتجربة متقلبة على امتداد 6 سنوات من إعلان الانطلاق وتأجيله أكثر من مرة، قبل بداية البث من المنامة عاصمة البحرين في فبراير/شباط 2015، لساعات قليلة، ثم توقفت من جديد.

وكانت قناة العرب قد توقفت عن البث بعد خلاف مع الدولة المستضيفة حول سياستها التحريرية، واستضافتها معارضاً بحرينياً في أول يوم بث، لتتوقف القناة بعد ذلك متعللة في تغريدة على تويتر، بتوقف البث لأسباب فنية وإدارية، لكن تبين لاحقا أن ضغوطا رسمية سعودية كانت أحد أبرز الأسباب.

ثم حاولت العرب البث من مدن أخرى مثل لندن، أو اسطنبول، لارنكا القبرصية، قبل إعلان مديرها العام جمال خاشقجي، في نوفمبر/ تشرين ثاني 2016، اتفاق القناة مع السلطات القطرية على البث من الدوحة.

ونفى خاشقجي الشائعات عن توقف القناة، أو عدول إدارتها عن قرار إطلاقها من العاصمة القطرية.

لكن القناة لم تعاود البث، في حين اختفى مديرها «جمال خاشقجي بدوره تماماً من المشهد الإعلامي السعودي، واختفت مقالاته من على أعمدة جريدة الحياة اللندنية، وتغريداته وكتاباته على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد بيان للخارجية السعودية تبرأت فيه من خاشقجي، محذرةً من التعامل معه على أساس تمثيله لأي جهة رسمية سعودية.

وكشفت رأي اليوم أن «خاشقجي جرى إبلاغه رسميا بأنه ممنوع من الكتابة أو الظهور في محطات التلفزة، أو المشاركة في ندوات سياسية داخل المملكة وخارجها بسبب انتقادات وجهها الى المرشح الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية في ندوة شارك فيها في واشنطن، وذكرت مصادر صحافية مقربة منه انه يعتكف حاليا في منزله بمدينة جدة، ويعكف على تأليف بعض الكتب.

وما زال من غير المعروف ما إذا كانت السلطات السعودية قد مارست ضغوطا على الحكومة القطرية أسوة بنظيرتها البحرينية نجحت في تراجعها عن السماح بانطلاق المحطة من أراضيها، ولمحت مصادر إعلامية خليجية ان هذا الامر غير مستبعد في ظل تحسن العلاقات بين الدوحة والرياض في العام الأخير.

وزار الأمير «الوليد بن طلال» الدوحة أكثر من مرة وظهر في صحبة الأمير الوالد «حمد بن خليفة آل ثاني» أثناء افتتاح مشاريع خيرية، وتبرع فيها بعدة ملايين من الدولارات.

ويبلغ عدد الموظفين والخبرات الإعلامية في محطة (كل العرب) أكثر من 50 شخصا، ومن بينهم نجوم عملوا في محطات كبرى مثل «المذيعة ليلى الشيخلي، وزوجها جاسم العزاوي، وطارق العاص، الذي عمل في محطة بي بي سي، وطارق خوري الذي كان من مؤسسي ام بي سي وبي بي سي العربية»، ويقيم معظم هؤلاء حاليا في قبرص.

ويملك الأمير «الوليد» شبكة روتانا التلفزيونية ومقرها بيروت، ولها مكاتب في دبي والرياض، ولكنها قنوات ذات طابع فني ترفيهي، وتقدر مجلات مهتمه بثروات كبار رجال الاعمال في العالم ثروته بحوالي 25 مليار دولار.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الوليد بن طلال محمد بن سلمان العرب