هناك أنواع معينة من الجروح، مثل قروح السكري، أو تقرحات الضغط، لا تلتئم أبداً في بعض الحالات، وهو ما يجعل الأطباء يحاولون علاجها بطرق شتى، قد تصل في النهاية لتجربة ترقيع الجلد، لكن المشكلة إن هناك عقبات تواجه هذا الأمر.

هذا ما دفع كلية الطب بجامعة ميسوري، إلى القيام بدراسة مؤخراً على نظام يقوم بإصلاح المشاكل الموجودة في الطريقة الحالية لترقيع الجلد.

لماذا يحتاج الترقيع نفسه إلى ترقيع؟

في عملية الترقيع التقليدية، يتم أخذ الطبقتين العلويتين للجلد من مكان التبرع على جسد المريض، ثم يتم نقلها إلى مكان الجرح المزمن، وهذه العملية المستهلكة للوقت، تتم في غرفة العمليات، بعد ذلك يصبح الموقع المانح في ألم بالغ، وقد يحدث له تندب، حتى إنه قد يصبح هو نفسه موقع جرح مزمن لا يلتئم.

هذا ما جعل فريق بحثي يطور طريقة جديدة سماها «CelluTome Epidermal Harvesting System»، منذ بضعة سنوات.

ما الوعود التي تقدمها الطريقة الجديدة؟

هذه الطريقة تستغرق من 30 إلى 45 دقيقة في العيادات الخارجية، وتعتمد على الحرارة، بالإضافة إلى بعض الضغط المفرغ، مع شفرة حادة لقطع الطبقة العلوية من موقع الجلد المانح، والذي يكون عادة في الفخذ.

الميزة إنها لا تحتاج إلى تخدير، بالإضافة إلى كون الألم في حده الأدنى في موقع الجلد المانح، وهو ما يقول الفريق أنه يمكن أن يشفى ويلتئم تماماً في غضون فترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة.

فريق جامعة ميسوري الذي قاده الأستاذ المساعد في الجراحة، الدكتور «جيفري ليت»، قام في دراسته باستخدام الطريقة الجديدة على 13 مريضاً يعانون من جروح مزمنة من أنواع مختلفة، وقد لاحظ الباحثون أن التلف في موقع الجلد المانح، كان أقل بكثير، كما إن الألم كان معدوماً أو في حده الأدنى.

ثمانية من المرضى مروا بعملية شفاء لجروحهم المزمنة أسرع بكثير مما لو كانوا استخدموا طريقة أخرى، كما إن هذه الجروح لم تتكرر بعد الشفاء، وهو الذي يعد أحد المضاعفات التي تحدث عادة لهذا النوع من المرضى.

الأستاذ «ليت» علق على الأمر قائلاً: «أربعة من هؤلاء المرضى تم شفاؤهم بشكل كامل في أقل من شهر واحد»، ثم أردف: «بالإضافة لذلك، فإن الانغلاق السريع للجروح المفتوحة قلل من تكاليف الرعاية الصحية، بمعدل 1,153 دولار لكل مريض، وبمقدار 650 دولار بالنسبة لبرنامج العناية بالحروق والجروح».