عسكريون أمريكيون يعترفون: الجيش في حالة مزرية بسبب التشقف والحروب

الأربعاء 8 فبراير 2017 10:02 ص

اعترف عدد من كبار القادة العسكريين الأمريكيين، أمام «الكونغرس»، أن الجيش الأمريكي في حالة مزرية بسبب التقشف المالي الذي فرض على موازنته لسنوات عديدة، والحروب التي أنهكته على مدى العقدين الأخيرين.

الجنرال «ستيفن ويلسون» نائب قائد سلاح الجو، قال خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، إن الأسطول الجوي الأميركي وعناصره الـ311 ألفا هو اليوم «الأصغر حجما والأقدم سناً والأقل عملاتية في تاريخنا»، في إشارة إلى تعداد السلاح ومتوسط عمر عتاده وعدد طائراته القابلة للاستخدام.

وأضاف أن «طياري المقاتلات والطائرات الحربية يقومون بما معدله 10 طلعات و14 ساعة طيران شهريا وهذا ضئيل للغاية»، وذلك بسبب قطع التمويل عن برامج التدريب وساعات الطيران بحسب وكالات.

من جهته، قال الأميرال «بيل موران» نائب قائد سلاح البحرية: «لدينا طائرات هورنيت حربية عمرها الافتراضي أن تطير ستة آلاف ساعة، ونحن ندفعها نحو الثمانية آلاف والتسعة آلاف ساعة».

وأضاف: «خلال يوم اعتيادي في البحرية، هناك ما بين 25 إلى 30% من طائراتنا في المراجعة أو الصيانة».

بدوره قال الجنرال «غلين والترز»، نائب قائد سلاح مشاة البحرية: «لدينا تأخير بأكثر من 9 مليارات دولار في الإنفاق على صيانة منشآتنا التحتية».

وخلال الجلسة، أكد الضباط أن مطالبتهم بتمويلات إضافية لا تعني أنهم لا يؤيدون الاقتصاد في النفقات حيث يمكن ذلك.

وذكَّر الضباط أعضاء اللجنة النيابية، أن سلاحي البر والجو يؤيدان إغلاق عدد من القواعد العسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد، لأنهم يعدوها غير ذي جدوى، لكن «الكونغرس» يرفض إغلاقها.

وقال الجنرال «ويلسون»: «نعتقد أن لدينا في قواعدنا فائضا في القدرات نسبته 25%».

وعرض هؤلاء القادة وجهة نظرهم هذه على الرئيس «دونالد ترامب» الذي اقتنع بها، واعداً بإعادة بناء الجيش، وزيادة مخصصاته، بعدما كانت النفقات العسكرية خضعت للتقشف في عهد «باراك أوباما».

لكن اقناع «ترامب» لوحده لا يكفي، فعليهم إقناع «الكونغرس» أيضا لأنه هو من يمسك في النهاية بتلابيب بالموازنة.

وكانت إدارة «أوباما» استفادت من سحب القوات الأمريكية كليا من العراق وجزئيا من أفغانستان، لخفض النفقات العسكرية.

لكن حتى مع هذا الخفض، لا تزال ميزانية «البنتاغون» تشكل 3,3% من إجمالي الناتج المحلي أي حوالي 600 مليار دولار مما يضعها في المرتبة الأولى عالميا بفارق شاسع عن موازنات بقية الجيوش في العالم.

يأتي ذلك، في الوقت الذي توعدت أميركا مجدداً، الثلاثاء، بهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتجفيف موارده، واستعادة مدينة الرقة أبرز معاقله في سوريا، بحسب «الفرنسية».

وحذر قائد القوات الجوية «ديفيد غولدفاين» من إمكان زيادة الغارات التي تستهدف «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا تجاوباً مع رغبة «ترامب» في تكثيف الحملة على المتطرفين وتأثيرها على المدنيين.

وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة «نيكي هايلي» على هامش اجتماع مجلس الأمن لدرس مدى تراجع «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، أنه «حتى إذا كان التنظيم المتطرف يخسر أراض فإن الولايات المتحدة تعتزم إبقاء الضغط على المناطق التي يسيطر عليها»، مضيفة أن الولايات المتحدة «ستواصل تجفيف موارده المالية والعمل مع شركائها لأخذ إجراءات قوية حيثما كان ذلك ضرورياً، والتأقلم لهزيمة التنظيم والقضاء تهديده».

وفي سياق متصل، حذر الجنرال «ديفيد غولدفاين» من أن القصف الجوي ينبغي أن يكون «منسجماً» مع تقدم القوات على الأرض والجهود السياسية لتأمين مصير السكان في المنطقة، محذراً من أي استهتار بالضوابط عند تحديد الأهداف المطلوب قصفها تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا المدنيين.

واعتبر أن «المكاسب قصيرة المدى» التي يمكن تحقيقها عبر زيادة عدد القنابل التي يتم إلقاؤها يمكن ان تكون محدودة بالنظر الى «الكلفة بعيدة المدى» المتمثلة في الدمار الكبير في المناطق المستهدفة.

ونفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 18 ألف ضربة جوية منذ بدء عملياته مع نهاية صيف العام 2014.

واعترف بمقتل 199 مدنياً في تلك الضربات، لكن المنظمات غير الحكومية تؤكد أن الحصيلة أكبر بكثير.

وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أمهل «ترامب» المسؤولين العسكريين شهراً لعرض خطة جديدة لـ«هزيمة» التنظيم.

وكان أكد مراراً رغبته في تغيير الاستراتيجية خصوصاً من خلال تعاون أكبر مع روسيا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الجيش الأمريكي الدولة الإسلامية صيانة عسكريون سوريا العراق التحالف ترامب